المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌40 - باب في الغيبة - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ١٨

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌20 - باب دِياتِ الأَعْضاءِ

- ‌21 - باب دِيَةِ الجَنِينِ

- ‌22 - باب فِي دِيَةِ المُكاتَبِ

- ‌23 - باب فِي دِيَةِ الذِّمّيِّ

- ‌24 - باب في الرَّجُلِ يُقاتِلُ الرَّجُلَ فَيَدْفَعُه عَنْ نفْسِهِ

- ‌25 - باب فِيمَنْ تَطَبَّبَ ولا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ فَأَعْنَتَ

- ‌26 - باب فِي دِيَةِ الخَطَإِ شِبْهِ العَمْدِ

- ‌27 - باب فِي جِنايَةِ العَبْدِ يَكُونُ لِلْفُقَراءِ

- ‌28 - باب فِيمَنْ قَتَلَ في عِمِّيّا بَيْنَ قَوْمٍ

- ‌29 - باب فِي الدَّابَّةِ تَنْفَحُ بِرِجْلِها

- ‌30 - باب العَجْماءُ والمَعْدِنُ والبِئْرُ جُبارٌ

- ‌31 - باب فِي النّارِ تَعَدَّى

- ‌32 - باب القِصاصِ من السِّنِّ

- ‌كتاب السنة

- ‌1 - باب شَرْحِ السُّنَّةِ

- ‌2 - باب النَّهْي عَنِ الجِدالِ واتِّباعِ مُتَشابِهِ القُرْآنِ

- ‌3 - باب مُجانَبَةِ أَهْلِ الأَهْواءِ وَبُغْضِهِمْ

- ‌4 - باب تَرْكِ السَّلامِ عَلَى أَهْلِ الأَهْواءِ

- ‌5 - باب النَّهْى عَنِ الجِدالِ في القُرْآنِ

- ‌6 - باب في لُزُومِ السُّنَّةِ

- ‌7 - باب لُزُوم السُّنَّةِ

- ‌8 - باب فِي التَّفْضِيلِ

- ‌9 - باب فِي الخُلَفاءِ

- ‌10 - باب فِي فَضْلِ أَصْحاب رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب فِي النَّهْي عَنْ سَبِّ أَصْحابِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب في اسْتِخْلافِ أَبي بكْرٍ رضي الله عنه

- ‌13 - باب ما يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الكَلامِ في الفِتْنَةِ

- ‌14 - باب فِي التَّخْيِيرِ بَيْنَ الأَنْبِياءِ علَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ

- ‌15 - باب فِي رَدِّ الإِرْجاءِ

- ‌16 - باب الدَّلِيلِ عَلى زِيادَةِ الإِيمانِ وَنُقْصانِهِ

- ‌17 - باب فِي القَدَرِ

- ‌18 - باب في ذَراري المُشْرِكِينَ

- ‌19 - باب فِي الجَهْمِيَّةِ

- ‌20 - باب فِي الرُّؤْيَةِ

- ‌21 - باب فِي الرَّدِّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ

- ‌22 - باب فِي القُرْآنِ

- ‌23 - باب فِي الشَّفاعَةِ

- ‌24 - باب فِي ذِكْرِ البَعْثِ والصُّورِ

- ‌25 - باب في خَلْقِ الجَنَّة والنّارِ

- ‌26 - باب فِي الحَوْضِ

- ‌27 - باب فِي المَسْأَلَةِ في القَبْرِ وَعذابِ القَبْرِ

- ‌28 - باب فِي ذِكْرِ المِيزانِ

- ‌29 - باب فِي الدَّجّالِ

- ‌30 - باب في قَتْلِ الخَوارِجِ

- ‌31 - باب فِي قِتالِ الخَوارِجِ

- ‌32 - باب فِي قِتالِ اللُّصُوصِ

- ‌كتاب الأدب

- ‌1 - باب فِي الحِلْمِ وأَخْلاقِ النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - باب فِي الوَقارِ

- ‌3 - باب مَنْ كَظَمَ غَيْظًا

- ‌4 - باب ما يُقالُ عِنْدَ الغضَبِ

- ‌5 - باب فِي العَفْو والتَّجاوُزِ في الأَمْرِ

- ‌6 - باب فِي حُسْنِ العِشْرَةِ

- ‌7 - باب فِي الحَياءِ

- ‌8 - باب فِي حُسْنِ الخُلُقِ

- ‌9 - باب فِي كَراهِيَةِ الرِّفْعَةِ في الأُمُورِ

- ‌10 - باب في كَراهِيةِ التَّمادُحِ

- ‌11 - باب في الرِّفْقِ

- ‌12 - باب فِي شُكْرِ المَعْرُوفِ

- ‌13 - باب فِي الجُلُوسِ في الطُّرُقاتِ

- ‌14 - باب فِي سَعَةِ المَجْلِسِ

- ‌15 - باب فِي الجُلُوسِ بينَ الظِّلِّ والشَّمْسِ

- ‌16 - باب في التَّحَلُّقِ

- ‌17 - باب الجُلُوسِ وَسْطَ الحَلْقَةِ

- ‌18 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُومُ لِلرَّجُلِ مِنْ مَجْلِسِهِ

- ‌19 - باب مَنْ يُؤْمَرُ أَنْ يُجالَسَ

- ‌20 - باب فِي كَراهيَةِ المِراءِ

- ‌21 - باب الهَدي في الكَلامِ

- ‌22 - باب فِي الخُطْبَةِ

- ‌23 - باب فِي تَنْزيلِ النّاسِ مَنازِلَهُمْ

- ‌24 - باب فِي الرَّجُلِ يَجْلسُ بَينَ الرَّجُلَيْنِ بِغَيْرِ إِذْنِهِما

- ‌25 - باب في جُلُوسِ الرَّجُلِ

- ‌26 - باب فِي الجِلْسَةِ المَكْرُوهَةِ

- ‌27 - باب النَّهْي عَنِ السَّمَرِ بَعْدَ العِشاءِ

- ‌29 - باب فِي التَّناجي

- ‌30 - باب إِذا قامَ مِنْ مَجْلِسٍ ثُمَّ رَجَعَ

- ‌31 - باب كَراهِيَةِ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ولا يَذْكُرُ اللَّه

- ‌28 - باب فِي الرَّجُلِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا

- ‌32 - باب فِي كَفّارَةِ المَجْلِسِ

- ‌33 - باب فِي رَفْع الحَدِيثِ مِنَ المَجْلسِ

- ‌34 - باب فِي الحَذَرِ منَ النّاسِ

- ‌35 - باب فِي هَدي الرَّجْلِ

- ‌36 - باب فِي الرَّجُلِ يَضَعُ إحْدى رِجْليْهِ عَلى الأُخْرى

- ‌37 - باب فِي نَقْلِ الحَدِيثِ

- ‌38 - باب فِي القَتّاتِ

- ‌39 - باب في ذي الوَجْهَيْنِ

- ‌40 - باب فِي الغِيبَةِ

- ‌41 - باب منْ رَدَّ عَنْ مُسْلِمٍ غِيبَةً

- ‌42 - باب مَنْ لَيْسَتْ لَهُ غِيبَةٌ

- ‌43 - باب مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُحِلُّ الرَّجُلَ قدِ اغْتَابَهُ

- ‌44 - باب في النَّهْي عَنِ التَّجَسُّسِ

- ‌45 - باب فِي السَّتْرِ عَنِ المُسْلِمِ

- ‌46 - باب المُؤاخاةِ

- ‌47 - باب المُسْتَبّانِ

- ‌48 - باب في التَّواضُعِ

- ‌49 - باب فِي الانْتِصارِ

- ‌50 - باب فِي النَّهْي عَنْ سَبِّ المَوْتَى

- ‌51 - باب فِي النَّهْي عَنِ البَغْي

- ‌52 - باب فِي الحَسَدِ

- ‌53 - باب فِي اللَّعْنِ

- ‌54 - باب فِيمَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَ

- ‌55 - باب فِيمَنْ يَهْجُرُ أَخَاهُ المُسْلِمَ

- ‌56 - باب فِي الظَّنِّ

- ‌57 - باب فِي النَّصِيحَةِ والحِياطَةِ

- ‌58 - باب فِي إِصْلاحِ ذاتِ البَيْنِ

- ‌59 - باب فِي النَّهْي عَنِ الغِناءِ

- ‌60 - باب كَراهِيَةِ الغِناءِ والزَّمْرِ

الفصل: ‌40 - باب في الغيبة

‌40 - باب فِي الغِيبَةِ

4874 -

حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبي، حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ -يَعْني: ابن مُحَمَّدٍ-، عَنِ العَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ، ما الغِيبَةُ؟ قالَ:"ذِكْرُكَ أَخاكَ بِما يَكْرَهُ". قِيلَ أَفرَأَيْتَ إِنْ كانَ في أَخي ما أَقُولُ قالَ: "إِنْ كانَ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ"(1).

4875 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيانَ، قالَ: حَدَّثَني عَلي بْنُ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبي حُذَيْفَةَ، عَنْ عائِشَةَ، قالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبي صلى الله عليه وسلم حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذا وَكَذا قالَ غَيْرُ مُسَدَّدٍ: تَعْني قَصِيرَةً. فَقالَ: "لَقَدْ قُلْتِ كلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِماءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ". قالَتْ: وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسانًا فَقالَ: "ما أُحِبُّ أَنّي حَكَيْتُ إِنْسانًا، وَأَنَّ لي كَذا وَكَذا"(2).

4876 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنا أَبُو اليَمانِ، حَدَّثَنا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْن أَبي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنا نَوْفَلُ بْنُ مُساحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبا الاسْتِطالَةَ في عِرْضِ المُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ"(3).

4877 -

حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ مُسافِرٍ، حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قالَ: حَدَّثَنا زُهَيْرٌ عَنِ العَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ

(1) رواه مسلم (2589).

(2)

رواه الترمذي (2502)، وأحمد 6/ 189، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(206)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1080)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(206)، والبيهقي في "الشعب"(6721).

وصححه الألباني في "صحيح الترغيب"(2834).

(3)

رواه أحمد 1/ 190، والبزار (1264)، والشاشي (208)، والطبراني 1/ 154 (357)، والبيهقي 10/ 408.

وصححه الألباني في "صحيح الترغيب"(2532).

ص: 598

مِنْ أَكْبَرِ الكَبائِرِ اسْتِطالَةَ المَرْءِ في عِرْضِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَمِنَ الكَبائِرِ السَّبَّتانِ بِالسَّبَّةِ" (1).

4878 -

حَدَّثَنا ابن المُصَفَّى، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ وَأَبُو المُغِيرَة قالا: حَدَّثَنا صَفْوانُ، قالَ: حَدَّثَني راشِدُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفارٌ مِنْ نُحاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ مَنْ هؤلاء يا جِبْرِيلُ؟ قالَ هؤلاء الذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النّاسِ، وَيَقَعُونَ في أَعْراضِهِمْ". قالَ أَبُو داوُدَ: حَدَّثَناهُ يَحْيَى بْنُ عُثْمانَ، عَنْ بَقِيَّةَ لَيْسَ فِيهِ أَنَسٌ (2).

4879 -

حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ أَبي عِيسَى السَّيْلَحِيني، عَنْ أَبي المُغِيرَة كَما قالَ ابن المصَفَّى (3).

4880 -

حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا الأَسْوَدُ بْنُ عامِرٍ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ ابْنُ عَيّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمي قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمانُ قَلْبَهُ لا تَغْتابُوا المُسْلِمِينَ وَلا تَتَّبِعُوا عَوْراتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ أتَّبَعَ عَوْراتِهِمْ يَتَّبعِ اللَّهُ

(1) رواه البزار (8336)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(727).

وضعفه الألباني.

(2)

رواه أحمد 3/ 224، وابن أبى الدنيا في "الصمت"(577)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(187)، والطبراني في "الأوسط"(8)، والبيهقي في "الشعب"(6716).

وصححه الألباني في "الصحيحة"(533).

(3)

رواه أحمد 3/ 224، وابن أبى الدنيا في "الصمت"(577)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(187)، والطبراني في "الأوسط"(8)، والبيهقي في "الشعب"(6716).

وصححه الألباني في "الصحيحة"(533).

ص: 599

عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ في بَيْتِهِ" (1).

4881 -

حَدَّثَنا حَيْوَةُ بْنُ شرَيْحٍ المِصْري، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ، عَنِ ابن ثَوْبانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَقّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ المُسْتَوْرِدِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِم أَكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَها مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسي ثَوْبًا بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قامَ بِرَجُلٍ مَقامَ سُمْعَةٍ وَرِياءٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُومُ بِهِ مَقامَ سُمْعَةٍ وَرِياءٍ يَوْمَ القِيامَةِ"(2).

4882 -

حَدَّثَنا واصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنا أَسْباطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبي صالِحٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرامٌ مالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُهُ حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخاهُ المُسْلِمَ"(3).

* * *

باب في الغيبة

[4874]

(ثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (ثنا عبد العزيز بن محمد) الدراوردي (عن العلاء) بن عبد الرحمن أبي شبل مولى الحرقة، أخرج له مسلم (عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني مولى الحرقة،

(1) رواه أحمد 4/ 420، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(168)، وأبو يعلى (7423)، والروياني (1312)، والبيهقي 10/ 247.

وصححه الألباني في "صحيح الترغيب"(2340)

(2)

رواه أحمد 4/ 229، والبخاري في "الأدب المفرد"(240)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2807)، وأبو يعلى (6858).

وقال الألباني في "الصحيحة"(934): وبالجملة فالحديث بمجموع هذِه الطرق صحيح.

(3)

رواه مسلم (2564).

ص: 600

أخرج له مسلم.

(عن أبي هريرة أنه قيل: يا رسول اللَّه، ما الغيبة؟ ) لفظ مسلم: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم (1).

قال القرطبي: هذا السؤال صدر بعد أن جرى ذكر الغيبة، ولا يبعد أن يكون ذلك بعد أن نزل قوله تعالى:{وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} (2)، ففسر النبي صلى الله عليه وسلم هذِه الغيبة المنهي عنها (3).

(قال: ذكرك أخاك) في حال غيبته (بما يكره) أي: بكل ما يكرهه لو سمعه، وكما تكون الغيبة باللسان تكون بالقلب، فالذكر باللسان إنما حرم؛ لأن فيه تفهيم الغير وتعريفه بما يكرهه أخوك الغائب، والتعريض في هذا كالتصريح، والفعل فيه كالقول وكذا الإشارة والإيماء والغمز والرمز والكتابة وكل ما يفهم المقصود بكل ما يكرهه فهو داخل في الغيبة. قالت عائشة: دخلت علينا صفية (4) فلما ولَّت أومأت بيدي إلى أنها قصيرة؛ فقال عليه السلام: "قد اغتبتها"(5). وكذلك المحاكاة بأن يمشي متعارجًا كما يمشي، فهو غيبة له، ويدخل في الغيبة كل ما ذكرت به أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرت نقصا في بدنه، أو نسبه، أو خلقه، أو فعله، أو قوله، أو دينه، أو دنياه، أو

(1)"صحيح مسلم"(2589) من حديث أبي هريرة.

(2)

الحجرات: 12.

(3)

"المفهم" 6/ 569 - 570.

(4)

مقابلها في حاشية (ل): لعلها.

(5)

رواه أحمد 6/ 206 وابن أبي الدنيا في "الصمت"(206)، وهناد في "الزهد" 2/ 568 (1190). وليس فيه أنها صفية.

ص: 601

داره، أو دابته، أو خادمه، فذكر البدن كالعمش والقصر والطول. والنسب: أبوه نبطي، أو فاسق، أو إسكاف. أو الخُلق بأن يقول: سيِّئ الخلق، أو بخيل، أو متكبر. والأفعال المتعلقة بالدين: سارق، كذاب، خائن، متهاون بالصلاة، لا يضع الزكاة قسمتها ولا يحسنها. وأما فعله المتعلق بالدنيا كقولك: قليل الأدب، متهاون بالناس، كثير الأكل، نؤوم.

(قيل: أرأيت (1) إن كان بأخي ما أقول؟ قال: إن كان (2) فيه ما تقول فقد اغتبته) وقد تباح الغيبة لستة أسباب؛ وهي: التظلم، والاستعانة على تغيير المنكر، والاستفتاء، والتعريف، وقد يكون مجاهرًا بفسقه، وتحذير المسلمين من الشر كجرح المجروحين من الرواة والشهود، والإخبار بغيبته عند المشاورة، وإذا رأيت من يشتري شيئًا معيبًا تذكره للمشتري، ونحو ذلك.

(وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) بفتح الهاء المخففة، وتشديد التاء لإدغام تاء المخاطب في التاء التي هي لام الفعل. قال القرطبي: كذا روايته، قال اللَّه تعالى:{فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} (3)(4)، قال الحسن: ذكر الغير ثلاثة أشياء: الغيبة والبهتان والإفك. والكل في كتاب اللَّه، والغيبة أن تقول عنه ما هو فيه في غيبته، والبهتان: أن تقول ما ليس

(1) في "السنن": "أفرأيت".

(2)

ساقطة من (ل)، (م).

(3)

البقرة: 258.

(4)

"المفهم" 6/ 571.

ص: 602

فيه، والإفك: أن تقول ما بلغك (1).

[4875]

(حدثنا مسدد، حدثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن سفيان) ابن سعيد الثوري (قال: حدثني علي بن الأقمر) الوادعي (عن أبي حذيفة) سلمة بن صهيب الكوفي، أخرج له مسلم.

(عن عائشة قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية) أي: يكفيك من زوجتك صفية (كذا وكذا. قال غير مسدد) في روايته: إنها (قصيرة. فقال: لقد قلت كلمة) واحدة (لو مزجت بماء (2) البحر) يحتمل أن يراد أن ريق فمك حين قلت هذِه الكلمة المنتنة لو مزج هذا الريق اليسير النتن من الكلمة بماء البحر العظيم المتين المحيط بالدنيا وخالطه (لمزجته) لفاق ريحها على ريحه في النتن، وناهيك بماء البحر وطعمه، وهذا كله مبالغة عظيمة وزجر شديد وتحذير أكيد في ترك الغيبة والاستماع إليها.

(قالت: وحكيت له إنسانًا) أي: فعلت له مثل فعله، أو قلت له مثل قوله، فقال: حكاه وحاكاه، وأكثر ما يستعمل في قبيح المحاكاة، ويقال: حكيت صفته. إذا أتيت بمثلها.

(فقال: ما أحب أني حكيت إنسانًا) لفظ الترمذي: فقال: "ما يسرني أني حكيت رجلا"(3)، (وأن لي كذا وكذا) على حكايته.

[4876]

(حدثنا محمد بن عوف) الطائي، قال شيخنا ابن حجر: ثقة

(1) انظر: "تفسير القرطبي" 16/ 335، و"تفسير الماوردي" 5/ 334.

(2)

بعدها في (ل)، (م): لو مزج بها وعليها: خـ.

(3)

"سنن الترمذي"(2502).

ص: 603

حافظ (1). (حدثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع البهراني الحمصي (حدثنا شعيب)(2) بن أبي حمزة دينار القرشي الأموي (ثنا عبد اللَّه بن) عبد الرحمن بن (أبي حسين)(3) القرشي النوفلي (ثنا نوفل بن مساحق) القرشي ثقة، ولي قضاء المدينة، (عن سعيد بن زيد) أحد العشرة من السابقين رضي الله عنه.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من (4) أربى الربى) ولابن أبي الدنيا والبيهقي: "أشد الربا"(5)، و"أربى الربا"(6)، و"أخبث الربا" (7) (الاستطالة في عرض المسلم) قال في "النهاية": أي: استحقاره والترفع والوقيعة فيه (8)، يقال: استطال في عرضه إذا رفع كلامه عليه وأطاله فيه بما ينتقصه (بغير حق).

وروى أبو يعلى: "إن (9) أربى الربا عند اللَّه استحلال عرض مسلم"

(1)"تقريب التهذيب"(6202).

(2)

و (3) فوقها في (ل): (ع).

(4)

فوقها في (ل): (ع).

(5)

ساقطة من (ل)، (م)، والمثبت من "السنن".

(6)

لم أجده فيما بين يدي من كتبهما.

(7)

"الصمت"(173) من حديث أبي هريرة؛ (175) من حديث أنس. وفي "ذم الغيبة"(34) من حديث أبي هريرة، و (36) من حديث أنس. ورواه البيهقي في "الشعب" 4/ 393 (5517) من حديث سعيد بن زيد، 4/ 394 (5519) من حديث ابن مسعود، 4/ 395 (5522) من حديث أبي هريرة، و 4/ 395 (5523) من حديث أنس.

"شعب الإيمان" 5/ 299 (6715) من حديث ابن عباس.

(8)

"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 145.

(9)

من (م).

ص: 604

ثم قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} (1)؛ أي: يقولون على الناس، ويكذبون عليهم بما لم يقولوه، وليس فيهم، أما إذا كان الكلام في عرض الآدمي بحق كما إذا مطله حقه وهو قادر على وفائه؛ فإن له أن يتكلم في عرضه بأن يقول: مطلني حقي وهو قادر عليه؛ كما قال عليه السلام: "مطل الغني ظلم"(2)، وفي البخاري:"لي الواجد يحل عرضه وعقوبته"(3) أي: مطل الواجد القادر يحل الماطل للممطول بأن يباح له الكلام في عرضه، ويباح له عقوبته بالحاكم، وهو حبسه، وذكر العلماء أن الكلام في عرض الآدمي يباح في ستة تقدمت، وبلغها العماد (4) إلى سبعة عشر في قصيدة له، فمن الزائد على الستة قوله:

ومظهر البدعة اذكرها لمنكرها

ومخفي البدعة اذكرها لمن جهلا

(1) الأحزاب: 58، والحديث في "مسند أبي يعلى" 8/ 145 (4689) من حديث عائشة، وفيه:"أزنى الزنا" بالزاي.

(2)

تقدم برقم (3345) من حديث أبي هريرة.

(3)

أورده البخاري معلقا بصيغة تمريض قبل حديث (2401)، وقد تقدم برقم (3628) من حديث عمرو بن الشريد عن أبيه.

(4)

هو أحمد بن عماد بن يوسف الأقفهسي المعروف بابن العماد، أحد أئمة الفقهاء الشافعية في هذا العصر صنف التصانيف المفيدة نظمًا وشرحًا وله "أحكام المساجد" و"أحكام النكاح" و"حوادث الهجرة"، وغير ذلك، قال الحافظ: سمعت من نظمه ومن لفظه، وكتب عنه الشيخ برهان الدين محدث حلب من فوائده، توفي سنة ثمان وثمانمائة. "إنباء الغمر بأبناء العمر" 2/ 332.

ص: 605

مساوئ الخصم إن يذكره لحاكمه

حين السؤال أو الدعوى فلا تهلا

وغيبة الكافر الحربي قد سهلت

وعكسه غيبة الذمي قد عقلا

وتارك الدين لا فرض للصلاة فلا

أخشى عليك إذا ما اغتبته خللا (1)

[4878]

(حدثنا) محمد (ابن المصفى) بهلول (2) الحمصي القرشي، صدوق له أوهام، وكان يدلس (حدثنا بقية) بن الوليد (وأبو (3) المغيرة) عبد القدوس بن الحجاج الخولاني (قالا: حدثنا صفوان) بن عمرو السكسكي الحمصي، روى له البخاري في "الأدب" والباقون (حدثني راشد بن سعد) الحمصي، ثقة، شهد صفين (وعبد الرحمن بن جبير) ابن نفير الحضرمي، ثقة.

(عن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي) ليلة الإسراء (مررت بقوم لهم أظفار من نحاس) بضم النون، زيادة في عقوبتهم لشدة قوة النحاس (يخمشون) بكسر الميم (وجوههم وصدورهم) فوجوههم مواضع الأكل، وصدورهم تقابل مواضع استقرار اللحم المأكول، فإن البطون هي الصدور (فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ ) فيه سؤال عما يراه الإنسان إذا كان له فيه فائدة دون

(1) الأبيات في "آداب الأكل" للأقفهسي ص 18 والألفاظ المذكورة في هذا الموضع هو الموافق للمخطوط.

(2)

كذا في (ل)، (م)، والصواب:(بن بهلول) كما في مصادر ترجمته.

(3)

فوقها في (ل): (ع).

ص: 606

السؤال عما لا يعنيه (قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس) أمواتًا (ويقعون في أعراضهم) بغير حق.

([قال أبو داود: حدثناه] (1) يحيى بن عثمان) بن سعيد الحمصي أخو عمرو، ثقة عابد من الأبدال (عن بقية) بن الوليد، كما تقدم في السند قبله، لكن (ليس فيه أنس) بن مالك، بل مرسلا.

[4879]

(ثنا عيسى بن أبي عيسى) هلال بن يحيى الطائي الحمصي، صدوق (السليحي) بفتح السين، وكسر اللام، ويقال: بضم السين، وفتح اللام، وسكون المثناة تحت، ثم حاء مهملة، نسبة إلى سليح بطن من قضاعة، رجح ابن السمعاني ضم السين، وفتح اللام (2). وقال ابن الأثير: الصحيح فتح السين، وكسر اللام (3).

(عن أبي المغيرة) عبد القدوس (كما قال ابن المصفى) فيما تقدم.

[4880]

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الأسود (4) بن عامر) شاذان (ثنا أبو بكر (5) بن عياش) فقيل: اسمه شعبة، والصحيح أن اسمه كنيته، وهو كوفي.

(عن الأعمش، عن سعيد بن عبد اللَّه بن جريج) مولى أبي برزة، وثق (عن أبي برزة) نضلة بن عبيد (الأسلمي) توفي سنة ستين.

(1) ما بين المعقوفتين في (ل) وعليه: (خـ) وبعدها: حدثنا، وفي (م): حدثنا.

(2)

"الأنساب" 7/ 193.

(3)

"اللباب في تهذيب الأنساب" 2/ 131.

(4)

فوقها في (ل): (ع).

(5)

فوقها في (ل): (ع).

ص: 607

(قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه) وهو الإسلام الذي يعصم به الدم (ولم يدخل الإيمان قلبه) والإيمان محله القلب دون اللسان، والمراد: أن القلب لم يصدق اللسان فيما تلفظ به من الإسلام (لا تغتابوا المسلمين) في غيبتهم بما يكرهون. لفظ رواية ابن أبي الدنيا: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه"(1).

(ولا تتبعوا) بتشديد التاء الثانية، والباء الموحدة (عوراتهم) علامة النصب كسر التاء، والعورات: جمع عورة، وكل خلل أو عيب أو نقص في الآدمي فهو عورة، فالمؤمن لا يتبع عيوب أخيه، بل يتبع عيوب نفسه الذي يسأل عنها.

(فإنه من اتبع) ولابن أبي الدنيا: "فإنه من يتبع"(2)(عوراتهم) ومعايبهم (يتبع) بفتح المثناتين، وفي رواية بفتح التحتانية، وسكون الفوقانية (اللَّه عورته) أي: حفظ ذنوبه ومعاصيه (و [من يتبع اللَّه عورته] (3) يفضحه) بضم أوله، أي: يظهرها؛ ليفتضح بها ويكشف أمره بعد ستره (في) جوف (بيته) كذا لابن أبي الدنيا، وللترمذي:"ولو في جوف رحله"(4) والمراد: أنه يفضحه ويكشف حاله وذنوبه في المكان الذي يستتر فيه عن الناس.

[4881]

(حدثنا حيوة بن شريح) الحضرمي الحمصي، شيخ

(1)"الصمت"(167) من حديث البراء.

(2)

السابق.

(3)

ما بين المعقوفتين ساقط من (ل)، (م)، والمثبت من "السنن".

(4)

"سنن الترمذي"(2032) من حديث ابن عمر.

ص: 608

البخاري (حدثنا بقية)(1) بن الوليد (ثنا) عبد الرحمن بن ثابت (بن ثوبان)(2) العنسي الزاهد، قال دحيم وغيره: ثقة (3).

(عن أبيه) ثابت بن ثوبان العنسي، ثقة فقيه (عن مكحول، عن وقاص) بتشديد القاف (ابن ربيعة) العنسي بنون ومهملة، أبو رِشدين الشامي، ثقة مقبول (عن المستورد) بن شداد بن عمرو القرشي الفهري، صحابي نزل الكوفة ثم مصر.

(أنه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أكل برجل) الباء في (برجل) باء السببية، أي: بسبب ذكررجل بسوء في غيبته (مسلم أكلة) هي بضم الهمزة: اللقمة التي تؤكل من الشاة وغيرها، وبالفتح المرة من الأكل مع الاستيفاء، ومعناه: أن الرجل يكون صديقًا لرجل، فيذهب إلى عدو ذلك الرجل، فيتكلم فيه بغير الجميل؛ ليجيزه عليه بجائزة من الأكل وغيره، فلا يبارك اللَّه له فيها.

(فإن اللَّه يطعمه مثلها) إن كانت لقمة فلقمة، وإن كانت مرة مستوفاة من الأكل فمثلها في الصورة، لكن (من) نار (جهنم)، أجارنا اللَّه منها.

(ومن كسي) بضم الكاف، وكسر السين (ثوبا برجل مسلم) أي: بسبب كلامه بغير الجميل عند عدو ذلك المسلم (فإن اللَّه تعالى يكسوه مثله) أي: مقابله (من) نار (جهنم) يوم القيامة.

(ومن قام برجل) بسبب رجل (مقام سمعة ورياء) أي: مقاما يسمعه

(1) فوقها في (ل): (4).

(2)

فوقها في (ل): (م ت ق).

(3)

انظر: "تهذيب الكمال" 17/ 12.

ص: 609

الناس ويرونه وبالغ في مدحه والثناء عليه؛ ليأخذ بذلك وجهًا عند الرجل ومكانة، كما يفعله بعض الشعراء حين يقومون ليسمعوا الناس القصيد الذي مدح الرجل به بمسمع من الناس ومرأى؛ ليقتطع بذلك قطعة من ماله.

(فإن اللَّه تعالى يقوم به (1) مقام سمعة ورياء) أي: يأمر يوم القيامة من يقوم مقامًا (2) يسمعه الخلائق ويرونه (3) يذم القائم مقام سمعة، وإشهار قبح حاله على رؤوس الأشهاد، فإن الجزاء من جنس العمل (يوم القيامة).

[4882]

(ثنا واصل بن عبد الأعلى) شيخ مسلم (ثنا أسباط بن محمد) القرشي الكوفي (عن هشام بن سعد) أخرج له مسلم (عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح) السمان (عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: كل المسلم) أي: كل جزء من أجزائه (على) أخيه (المسلم حرام) ثم بين أن التحريم لا يختص بأجزاء البدن فقط، بل يتعلق به من حقوقه كذلك، فمنه (ماله) بغير حق (وعرضه) وهو حسبه، قال في "النهاية": العرض: موضع المدح والذم من الإنسان، سواء كان في نفسه، أو سلفه، أو من يلزمه أمره. وقيل: هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه، ويحامي عنه أن ينتقص ويثلب (4).

(1) بعدها في (ل)، (م): يقوم له، وعليها: خـ.

(2)

ساقطة من (م).

(3)

في (ل)، (م): ويروه. والجادة ما أثبتناه.

(4)

"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 209.

ص: 610

(ودمه) بغير حق، ويدخل في تحريم كل المسلم: فرجه من الزنا ونحوه، وعقله مما يزيله، ونحوها ظلمًا، وغير ذلك مما يكثر تعداده مما هو في معنى المذكورات.

(حسب امرئ) بسكون السين، أي: يكفيه (من الشر) وفيه: المبالغة العظيمة في تكثير ما يحصل له من الشر بذلك (أن يحقر) بفتح الياء، وسكون الحاء، وكسر القاف، أي: يحتقر (أخاه المسلم) أي: لا يستصغره في نظره، ولا يتكبر عليه. قال المنذري: هذا هو الصواب هاهنا (1). وقيل فيه: "ولا يخفره" بضم الياء، وسكون الخاء المعجمة، وكسر الفاء، يقال: خفرت الرجل إذا أجَرته، وأخفرته إذا غدرته وأسلمته ونقضت عهده وذمامه (2). يقال: خفرته إذا أجرته وحفظته، فالهمزة في أخفرته للإزالة، أي: أزلت خفارته، كما يقال: أشكيته إذا أزلت شكواه، وهو المراد في الحديث إن شاء اللَّه تعالى.

* * *

(1)"مختصر سنن أبي داود" 7/ 214.

(2)

قاله في حاشية "مختصر سنن أبي داود" كما ذكر محققه 7/ 214 حاشية (2).

ص: 611