الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - باب النَّهْي عَنِ السَّمَرِ بَعْدَ العِشاءِ
4849 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، قالَ: حَدَّثَني أَبُو المِنْهالِ، عَنْ أَبي بَرْزَةَ قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ النَّوْمِ قَبْلَها والحَدِيثِ بَعْدَها (1).
* * *
باب النهي عن السمر بعد العشاء
[4849]
(حدثنا مسدد، حدثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن عوف) الأعرابي (حدثني أبو (2) المنهال) (عبد الرحمن بن مطعم المكي)(3)(عن أبي برزة) نضلة بن عبيد الأسلمي.
(قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن النوم قبلها) قال ابن الصلاح: كراهة النوم تعم سائر الأوقات (4). وكأن مراده بعد دخول الوقت كما يشعر به كلامهم في العشاء، ويحتمل أن يكره بعد المغرب وإن لم يدخل وقت العشاء؛ لخوف الاستغراق أو التكاسل، وكذا قبيل الغروب لا سيما على الجديد، فيظهر تحريمه بعد الغروب، ويستثنى من الكراهة إذا غلبه النوم أو النعاس مع امتداد الوقت.
(والحديث بعدها) أي: بعد فعل العشاء؛ لأن الحديث بعدها قد
(1) رواه البخاري (547)، ومسلم (647).
(2)
فوقها في (ل): (ع).
(3)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:(سيار بن سلامة الرياحي)؛ ذاك رجل آخر يكنى أبا المنهال أيضًا. انظر: "تهذيب الكمال" 22/ 437 (4545)، 12/ 308 (2667)، 29/ 407 (6437).
(4)
"فتاوى ابن الصلاح" ص 229.
يستغرق ويطول، فيشتغل عن قيام الليل وصلاة الصبح أو غيره من مصالح الآخرة، وقيل: الكراهة لئلا يلغو في الكلام فيختم عمله بسيئ، والنوم أخو الموت.
قال القرطبي: ويظهر في كراهته أن اللَّه جعل الليل سكنًا أي: يسكن فيه، فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله كالنهار، وخالف حكمة اللَّه تعالى (1).
وقيد أصحابنا الكراهة بحديث لا خير فيه، أما ما فيه خير كمذاكرة العلم وأحاديث الصالحين والحديث مع الضيف للمؤانسة ونحو ذلك.
قال النووي: والمراد بالحديث الذي يكره بعدها ما كان مباحًا فرب غير هذا الوقت، أما المكروه في غيرها فهو هنا أشد كراهة (2).
* * *
(1)"المفهم" 2/ 271.
(2)
"المجموع" 3/ 44.