الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - باب الهَدي في الكَلامِ
4837 -
حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الحَرّاني، قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدٌ -يَعْني: ابن سَلَمَةَ-، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا جَلَسَ يَتَحَدَّثُ يُكْثِرُ أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّماءِ (1).
4838 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ قالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا في المَسْجِدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كانَ في كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْتِيلٌ أَوْ تَرْسِيلٌ (2).
4839 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ وَأَبُو بَكْرٍ ابنا أَبي شَيْبَةَ قالا: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ أُسامَةَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ رَحِمَها اللَّهُ قالَتْ: كانَ كَلامُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلامًا فَصْلًا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ (3).
4840 -
حَدَّثَنا أَبُو تَوْبَةَ قالَ زَعَمَ الوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزاعي، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبي سَلَمَةَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ كَلامٍ لا يُبْدَأُ فِيهِ بِالحَمْدُ للَّه فَهُوَ أَجْذَمُ".
قالَ أَبُو داوُدَ: رَواهُ يُونُسُ وَعُقَيْلٌ وَشُعَيْبٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنِ الزُّهْري،
(1) رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 82.
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(3474).
(2)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(147)، وابن أبي شيبة في "الأدب"(64)، وابن سعد في "الطبقات" 1/ 375، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(656)، والبيهقي 3/ 294. وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (4823).
(3)
رواه الترمذي (3639)، وأحمد 6/ 257.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(2097).
ورواه بنحوه البخاري (3567)، ومسلم (2493).
عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم مُرْسَلًا (1).
* * *
باب الهدي في الكلام
الهدي بفتح الهاء وسكون الدال هو السيرة والهيئة والطريق، وفي الحديث:"الهدي الصالح والسمت الصالح جزء (2) من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة"(3).
وفي البخاري: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم (4). يعني: الخلال التي هي من شمائل الأنبياء ومن جملة خصالهم.
[4837]
(ثنا عبد العزيز بن يحيى) أبو الأصبغ (الحراني) بفتح الحاء وتشديد الراء المهملتين وبعد الألف نون، ثقة.
(حدثني محمد بن سلمة) بن عبد اللَّه الباهلي الحراني، أخرج له مسلم.
(عن محمد بن إسحاق) صاحب "المغازي"(عن يعقوب بن عتبة) الثقفي، ثقة، من العلماء (عن عمر بن عبد العزيز، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام) بتخفيف اللام (عن أبيه) عبد اللَّه بن سلام، حبر الأمة.
(1) رواه ابن ماجه (1894)، وأحمد 2/ 359، والنسائي في "الكبرى"(10329). وضعفه الاْلباني في "المشكاة"(3151).
(2)
ساقطة من (م).
(3)
تقدم برقم (4776) من حديث ابن عباس.
(4)
"صحيح البخاري"(6098) من قول عبد اللَّه بن مسعود بلفظ: أحسن الهدي، وروي مرفوعا عن جابر في "مسند أبي يعلي"(2119).
(قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا جلس يتحدث) مع أصحابه (يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء) يشبه أن فيه إشارة إلى أن ما أحدثكم عن اللَّه وحي يوحى إليَّ لا من هوى نفسي، فتمسكوا به واعملوا. ويحتمل أن يكون في رفع بصره إشارة منه إلى أصحابه أن يتفكروا في هذا البناء العجيب العظيم المرتفع على غير عمد تحته ولا علاقة من فوقه، بل هو واقف بقدرة اللَّه تعالى، فهو من أعظم الدلائل على وحدانية اللَّه تعالى، قال: ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من النوم رفع طرفه إلى السماء وقرأ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (1)(2).
[4838]
(ثنا محمد بن العلاء) بن كريب الكوفي (ثنا) محمد (ابن بشر)(3) بن الفرافصة العبدي (عن مسعر) بكسر الميم ابن كدام الهلالي الكوفي (قال: سمعت شيخا في المسجد) لعله محمد بن عبد اللَّه.
(يقول: سمعت جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما يقول: كان في كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترتيل) ترتيل القراءة والكلام والمشي هو التأني والتمهل وترك العجلة وتبيين الحروف والحركات، يشبه بالثغر المرتل وهو المشبه بنور الأقحوان، يقال: رتل القراءة والكلام وترتل فيهما.
(أو ترسيل) شك من الراوي، والترتيل والترسيل بمعنى، يقال: ترسل الرجل في كلامه ومشيه. إذا لم يعجل، وهو والترتيل سواء،
(1) آل عمران: 190.
(2)
تقدم برقم (1367) من حديث ابن عباس بلفظ: قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
ومنه حديث عمر: إذا أذنت فترسل (1). أي: تأن ولا تعجل.
[4839]
(ثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة قالا: ثنا وكيع، عن سفيان) الثوري (عن أسامة) بن زيد الليثي، أخرج له مسلم (عن الزهري، عن عروة) بن الزبير.
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلامًا فصلًا) أي: بينا ظاهرًا يفصل بين الحق والباطل، والفصيح في اللغة المنطلق اللسان في القول، الذي يعرف جيد الكلام من رديئه، يحتمل أن يكون المعنى فيه أنه كان يفصل في كلامه بين كل حرفين ليبين الحروف، أو بين كل كلمتين ليبين الكلام (يفهمه كل من سمعه) وهذا هو أحسن الكلام وأفصحه.
[4840]
(حدثنا أبو توبة) الربيع بن نافع الحلبي، ثقة حافظ، من الأبدال (قال: زعم الوليد) بن مسلم القرشي الدمشقي (عن) عبد الرحمن (الأوزاعي، عن قرة) بن عبد الرحمن بن حيويل بمهملة مفتوحة، ثم تحتانية ثم واو مكسورة ثم تحتانية، المعافري المصري، يقال: اسمه يحيى. صدوق، له مناكير (عن الزهري، عن أبي سلمة) ابن عبد الرحمن.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد) بالرفع على الحكاية (للَّه) وفي رواية: "كل أمر ذي بال لا يبدأ
(1) رواه ابن أبي شيبة 1/ 195 (2234) وأبو نعيم الفضل بن دكين في "فضائل الصلاة"(226)، والدارقطني 1/ 238 مرفوعا.
بالحمد للَّه" (1) وفي رواية: "بحمد اللَّه" (2) وفي رواية: "لا يبدأ فيه بذكر اللَّه" (3) وفي رواية: "ببسم اللَّه الرحمن الرحيم" (4) وأكثر هذِه الروايات في كتاب "الأربعين" للحافظ عبد القاهر الرهاوي، وروي مرسلا، ورواية الموصول إسنادها جيد كما سيأتي.
والمراد بالكلام في هذا الحديث ما بينه في الرواية الأخرى: الكلام الذي له بال، ومعنى (له بال) أي: حال وشأن يهتم بأمره الآدمي ويعتني به من الأمور المهمة، بخلاف التسمية، فإنها فيما يهتم به ويعتنى وما لا يهتم به، بل في جميع الأمور، وعلى هذا فتكون التسمية أعم من الحمد، فما يهتم به يجمع فيه بين التسمية أولًا، ثم الحمد للَّه، وما لا يهتم به، فسمى عليه دون الحمد، فيقتصر عند إغلاق الباب وإطفاء المصباح وتغطية الإناء على التسمية فقط، ولهذا قال أصحابنا وغيرهم: يستحب تقديم حمد اللَّه تعالى والثناء عليه [لكل خطيب](5) ومدرس وواعظ ومتكلم في أي علم، كان وداع في طلب شيء أو دفعه، كما جاء في كتاب اللَّه من الابتداء بالحمد للَّه والثناء قبل الدعاء بالهداية والاستعانة.
(1) رواها الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1220).
(2)
رواها النسائي في "الكبرى" 6/ 127 (10328)، وابن حبان في "صحيحه" 1/ 173 (1، 2).
(3)
رواها النسائي في "الكبرى" 6/ 128 (10258) عن الزهري مرسلًا. ورواه الدارقطني في "السنن" 1/ 229 عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة موصولًا.
(4)
رواها الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1219).
(5)
ساقطة من (م).
(فهو أجذم) بسكون الجيم وفتح الذال المعجمة أي: مقطوع البركة، يقال: منه جذم بكسر الذال يجذم بفتحها فهو أجذم إذا تهافتت أعضاؤه من الجذام، وهو الداء المعروف، لكن قال الجوهري: لا يقال للمجذوم: أجذم (1). وفي الحديث: "من لقن القرآن ثم نسيه لقي اللَّه يوم القيامة وهو أجذم"(2) أي: مقطوع اليد من الجذم القطع، وسيأتي هذا المعنى في الحديث بعده.
(قال) المصنف (رواه يونس وعقيل) بضم العين، وهو ابن خالد الأيلي (وشعيب) بن أبي حمزة (وسعيد بن عبد العزيز) بن يحيى التنوخي، أخرج له مسلم (عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا).
* * *
(1)"الصحاح" 5/ 1884.
(2)
رواه أحمد 5/ 285، وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(287)، وسعيد بن منصور 1/ 87، والبزار 9/ 192 (3745)، والطبراني في "الكبير" 6/ 23 (5390)، والبيهقي في "الشعب" 3/ 356 (1817) من حديث سعد بن عبادة مرفوعًا. قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 205: رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه رجل لم يسم، وبقية أحد إسنادي أحمد رجالها رجال الصحيح.