الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26 - باب فِي الحَوْضِ
4745 -
حَدَّثَنا سُلَيْمان بْن حَرْبٍ وَمُسَدَّدٌ، قالا: حَدَّثَنا حَمّادُ بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَمامَكُمْ حَوْضًا ما بَيْنَ ناحِيَتَيْهِ كَما بَيْنَ جَرْباءَ وَأَذْرُحَ"(1).
4746 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمَري، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قالَ: كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلْنا مَنْزِلًا فَقالَ: "ما أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِد عَلي الحَوْضَ". قالَ: قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ يُوْمَئِذٍ؟ قالَ: سَبْعَمِائَةٍ أَوْ ثَمانَمِائَةٍ (2).
4747 -
حَدَّثَنا هَنّادُ بْنُ السَّري، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ المُخْتارِ بْنِ فُلْفُلٍ قالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ يَقُول: أَغْفَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِغْفاءَةً فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَإِمّا قالَ لَهُمْ وَإِمّا قالُوا لَهُ: يا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ ضَحِكْتَ فَقالَ: "إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلي آنِفًا سُورَةٌ". فَقَرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} حَتَّى خَتَمَها، فَلَمّا قَرَأَها قالَ:"هَلْ تَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ ". قالُوا: اللَّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قالَ: "فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبّي عز وجل في الجَنَّةِ وَعَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ عَلَيْهِ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتي يَوْمَ القِيامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ الكَواكِبِ"(3).
4748 -
حَدَّثَنا عاصِمُ بْن النَّضْرِ، حَدَّثَنا المُعْتَمِرُ قالَ: سَمِعْتُ أَبي قالَ: حَدَّثَنا قَتادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: لَمّا عُرِجَ بِنَبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الجَنَّةِ -أَوْ كَما قالَ- عُرِضَ لَهُ نَهْرٌ حافَتاة الياقُوتُ المُجَيَّبُ أَوْ قالَ: المُجَوَّفُ فَضَرَبَ المَلَكُ الذي مَعَهُ يَدَهُ فاسْتَخْرَجَ
(1) رواه البخاري (6577)، ومسلم (2299).
(2)
رواه أحمد 4/ 367، والطيالسي (712)، والبغوي في "الجعديات"(85)، وعبد ابن حميد (266).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(123).
(3)
سبق برقم (784).
مِسْكًا فَقالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم لِلْمَلَكِ الذي مَعَهُ: "ما هذا؟ ". قالَ: هذا الكَوْثَرُ الذي أَعْطْاكَ اللَّهُ عز وجل (1).
4749 -
حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، حَدَّثَنا عَبْدُ السَّلامِ بْن أَبي حازِمٍ أَبُو طالُوتَ قالَ: شَهِدْتُ أَبا بَرْزَةَ دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيادٍ فَحَدَّثَني فُلانٌ سَمّاهُ مُسْلِمٌ وَكانَ في السِّماطِ، فَلَمّا رَآهُ عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: إِنَّ مُحَمَّدِيَّكُمْ هذا الدَّحْداحُ فَفَهِمَها الشَّيْخُ فَقالَ ما كُنْتُ أَحْسِبُ أنّي أَبْقَى في قَوْمٍ يُعَيِّرُوني بِصُحْبَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّ صُحْبَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لكَ زَيْنٌ غَيْرُ شَيْنٍ، ثُمَّ قالَ: إِنَّما يُعِثْتُ إِلَيكَ لأَسْأَلكَ عَنِ الحَوْضِ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ فِيهِ شَيْئًا؟ فَقالَ أَبُو بَرْزَةَ: نَعَمْ لا مَرَّةً وَلا ثِنْتَيْنِ وَلا ثَلاثًا وَلا أَرْبَعًا وَلا خَمْسًا، فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلا سَقاهُ اللَّهُ مِنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ مُغْضَبًا (2).
* * *
باب في الحوض
[4745]
(ثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن أمامكم حوضًا) قال عياض: أحاديث الحوض صحيحة، والإيمان به فرض، والتصديق به من الإيمان، وهو على ظاهره عند أهل السنة والجماعة، وحديثه متواتر النقل، رواه خلائق من الصحابة (3) (ناحيتيه) بالنصب بدل من (حوضًا) أي: ناحيتي عرضه (كما بين جربا) بفتح الجيم، وسكون الراء المهملة، بعدها باء موحدة، ثم ألف مقصورة
(1) رواه البخاري (4964)، وانظر ما قبله.
(2)
رواه أحمد 4/ 421، وابن أبي عاصم في "السنة"(702).
وصححه الألباني.
(3)
"إكمال المعلم" 7/ 260.
على المشهور عند الجمهور.
قال المنذري: مدينة من أرض الشام، وقيل: هي فلسطين، وقد تمد. قال الحازمي: كان أهل جربا يهودًا كتب لهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان (1) لما قدم عليه يحنة بن رؤبة صاحب أيلة بقوم منهم (2)، ومن أهل (أذرح) وأذرح بهمزة مفتوحة، ثم ذال معجمة ساكنة، ثم راء مضمومة، ثم جاء مهملة على المشهور عند الجمهور، وروايته بالجيم تصحيف، وزاد مسلم: قال الراوي: هما قريتان بينهما مسيرة ثلاثة أيام (3).
قال البكري: أذرح مدينة تلقاء الشراة من أداني الشام (4). يعني في قبلة الشوبك، بينها وبين الشوبك نحو نصف يوم، وتبوك في قبلة أذرح بينهما نحو أربع عشرة مرحلة، وبأذرح بايع الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان وأعطاه معاوية مائة ألف دينار، وأذرح افتتحت صلحًا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهي من بلاد الصلح التي كان يؤدى إليه الجزية منها.
[4746]
(ثنا حفص بن عمر النمري) بفتح الميم (ثنا شعبة، عن عمرو ابن مرة) الجملي، أحد الأعلام (عن أبي حمزة) بالحاء المهملة والزاي، اسمه طلحة بن يزيد مولًى للأنصار، وأخرج له البخاري في مناقب أتباع الأنصار (عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) في بعض
(1) ساقطة من (م).
(2)
"الأماكن" 1/ 202.
(3)
"صحيح مسلم"(2299).
(4)
"معجم ما استعجم" 1/ 130.
أسفاره.
(فنزلنا منزلا فقال: ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض)"من أمتي" وهذِه الزيادة ذكرها المزي في "التهذيب" بسند له وقع عاليا (1)(قال) حمزة (قلت) لزيد. كذا صرح به في "التهذيب"(2)(كم كنتم يومئذ؟ قال: سبعمائة أو ثمانمائة) وفي هذا شرف عظيم، ومنزلة رفيعة لهذِه الأمة في كثرتها إذ يتتابع الإسلام ويكثر حتى يصير الحر (3) الواحد منهم الزائد على سبع مائة أو ثمان يكون جزءًا من مائة ألف جزء، وفي هذا أيضًا معجزة ظاهرة في إخباره عما سيقع من كثرة أمته، فإنهم عند موته لم يبلغوا هذا القدر، ولا قريبا بل ولا عشره، واللَّه أعلم. ويؤيد هذا قوله:"أنا أكثر الأمم (4) تابعًا"(5).
[4747]
(ثنا هناد بن السري) شيخ مسلم (ثنا محمد بن فضيل)(6) بن غزوان الضبي مولاهم (عن المختار بن فلفل قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: أغفى) بفتح الهمزة والفاء، لفظ مسلم: بينا (رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) بين أظهرنا إذ أغفى (إغفاءة)(7). بالمد، أي: نام نومة خفيفة.
(1)"تهذيب الكمال" 13/ 449.
(2)
السابق.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
في حاشية (ل): لعله الأنبياء.
(5)
رواه البخاري (4981، 7274)، ومسلم (152) من حديث أبي هريرة.
(6)
فوقها في (ل): (ع).
(7)
"صحيح مسلم"(400).
(فرفع رأسه) من النوم (متبسمًا فإما قال لهم وإما قالوا له) رواية مسلم تزيل هذا الشك، ولفظه: فقلنا: (يا رسول اللَّه) ما أضحكك (1)(مم (2) ضحكت؟ فقال: إنه أنزل علي آنفًا) بالمد، والقصر لغة قرئ بها في السبع (3)، ومعناها: قريبًا ومن قوله: (أنزلت علي آنفًا) وكذا ما بعده وهو سورة (فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} حتى ختمها) فلما ختمها (قال: هل تدرون ما الكوثر؟ قلنا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي في الجنة) إلى هنا تقدم في باب الجهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم، من كتاب الصلاة (4).
(وعليه خير كثير عليه حوض) يوضحه رواية مسلم بلفظ: "عليه خير كثير هو حوض"(5) فبين أن الخير الكثير هو الحوض الذي يصب من النهر إليه ميزابان يصبان فيه (ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب) وفي مسلم زيادة ولفظه: "آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي. فيقال: ما تدري ما أحدث بعدك"(6) ويشبه أن يكون المراد من قوله: (آنيته عدد الكواكب) تحديد العدد؛ بل الكثرة العظيمة، فإن من يذكر عددا كثيرا يقول: عدد نجوم السماء، وعدد رمل عالج.
(1) السابق.
(2)
بعدها في (ل)، (م)، لم. وأعلاها: خ.
(3)
قرأ ابن كثير بالقصر والباقون بالمد. انظر: "الحجة للقراء السبعة" 6/ 192.
(4)
سلف برقم (784).
(5)
مسلم (400).
(6)
السابق.
[4748]
(ثنا عاصم بن النضر) البصري الأحول شيخ مسلم (ثنا المعتمر) بن سليمان (قال: سمعت أبي) سليمان بن طرخان التيمي من كبار التابعين (ثنا قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما عُرج) بضم العين، وكسر الراء مبني للمجهول.
(بنبي اللَّه صلى الله عليه وسلم) وفي بعض النسخ: عرج. بفتح العين والراء مبني للفاعل، وحذف الداخلة على (نبي اللَّه) (في الجنة أو كما قال). هذا مما ينبغي للمحدث إذا توقف في لفظ مرويه أن يقول آخره: أو كما قال، أو نحو ذلك وشبهه، وهذا التوقف الذي حصل للراوي في هذا يزيله رواية الترمذي، فإن فيه: عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا أسير في الجنة إذ"(1)(عرض له) فيها (نهر) بفتح الهاء عظيم (حافتاه الياقوت) الأحمر، وللبخاري:"شاطئاه در مجوف"(2) وله: "لما عرج بني إلى السماء أتيت على نهر حافتاه قباب اللولؤ المجوف"(3).
وللترمذي: "حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت"(4)(المجيَّب) بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الياء آخر الحروف، بعدها باء موحدة، كذا ضبطه المنذري، وقال: معناه: المقور. من قولهم: جيب مجيَّب ومجوَّب، أي: مقور، وذكر الخطابي أنه
(1)"سنن الترمذي"(3360).
(2)
"صحيح البخاري"(4965).
(3)
البخاري (4964).
(4)
"سنن الترمذي"(3361) من حديث ابن عمر.
المجيب بفتح الميم وكسر الجيم وسكون الياء، آخر الحروف، وهو الأجوف، وأصله من جبيت الشيء إذا قطعته، وانقلاب الياء عن الواو كثير في كلامهم (1).
وقال المنذري: الذي جاء في البخاري: "اللولؤ المجوف"(2) وهو معروف، قال: وفي "سنن أبي داود": المجيب (أو قال: المجوف) على الشك، والذي في "معالم السنن": المجيب أو المجوب بالباء فيهما على الشك، وقال: معناه: الأجوف (3)(فضرب الملك) بفتح اللام، يحتمل أن يكون هذا الضرب بأمر من اللَّه تعالى أو من النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الملائكة لا تفعل شيئا إلا بأمر (الذي معه) الظاهر أنه جبريل (يده) في طينه أو طيبه، (فاستخرج) منه (مسكا) أذفر (فقال محمد صلى الله عليه وسلم للملك الذي معه: ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك اللَّه) وأنعم عليك لقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} (4).
[4749]
(ثنا مسلم بن إبراهيم) الأزدي الفراء (5) لم يسمع بغير البصرة (ثنا عبد السلام بن أبي حازم) شداد البصري، كنيته (أبو طالوت) العبدي، وثقه ابن معين وغيره (6) (قال: شهدت أبا برزة) نضلة
(1)"معالم السنن" 4/ 206.
(2)
"صحيح البخاري"(4964).
(3)
"معالم السنن" 4/ 206.
(4)
الكوثر: 1.
(5)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:(الفراهيدي). انظر: "تهذيب الكمال" 27/ 487 (5916).
(6)
انظر: "تهذيب الكمال" 18/ 64 (3417).
ابن عبيد بن الحارث الأسلمي، نزل البصرة، وله بها دار، مات بعد ولاية ابن زياد، وقد (دخل على عبيد اللَّه بن زياد) عامل الكوفة والبصرة بعد أبيه زياد المعروف بابن سمية (1) قال عبد السلام (فحدثني فلان) باسمه، قال شيخنا ابن حجر: هو عمه، ولم أقف على اسمه. انتهى (2)، وقد (سماه مسلم) بن إبراهيم الفراء للمصنف فنسيه (وكان في السماط) بكسر السين المهملة، وأصله الجماعة من الناس والنخل المصفوفون، والمراد به في الحديث -واللَّه أعلم- الجماعة الذين كانوا صفين عن جانبي عبيد اللَّه بن زياد، ثم سمي المستطيل (3) الذي يؤكل عليه سماطا؛ لأن الآكلين يكونون عليه صفين.
(فلما رآه عبيد اللَّه) بن زياد (قال) عنه (إن محمديكم)(4) أي: صاحب محمدكم رواية (هذا الدحداح هذا الدحداح) بمهملات، والدحداح: القصير السمين، نظيره ما قال الحجاج عامل الكوفة والبصرة لزيد بن أرقم بن زيد الأنصاري الخزرجي، وكان من أكابر الصحابة: إن محمديكم هذا الدحداح. وفي صفة أبرهة صاحب الفيل: كان قصيرًا دحداحًا (5). (ففهمها الشيخ) المحمدي (فقال) واللَّه (ما كنت أحسب أني أُبقى) بضم الهمزة وتشديد القاف المفتوحة. أي: ما كنت أحسب أني أعيش إلى أن أبقى. رواية الطبراني عن أبي مسلم الكجي، عن
(1) مكانها بياض في (ل)، وليست في (م). والمثبت من مصادر الترجمة.
(2)
"تقريب التهذيب"(8514).
(3)
ساقطة من (م).
(4)
بعدها في (ل): محدثكم ولعلها نسخة.
(5)
رواه الأزرقي في "أخبار مكة" 1/ 136.
مسلم بن إبراهيم بلفظ: ما كنت أحب (في) زمن (قوم يعيروني بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم فقال له عبيد اللَّه) بن زياد لما رآه تغير من قوله وغضب.
(إن صحبة محمد صلى الله عليه وسلم لك زين) لمن قاربها وظفر بسعادتها (غير شين) أي: عيب، وقد شانه يشينه إذا عابه.
(قال) عبيد اللَّه بن زياد (إنما بعثت إليك لأسألك عن) حديث (الحوض) الذي من الكوثر، هل (سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يذكر فيه شيئا) حتى أرويه عنك (فقال أبو برزة) الأسلمي (نعم) سمعته (لا مرة ولا ثنتين) رواية: ولا مرتين (ولا ثلاثا ولا أربعا ولا خمسًا) بل أكثر من ذلك (فمن كذب به) أي: بوجود الحوض (فلا سقاه اللَّه تعالى منه) يوم القيامة، فيه جواز الدعاء على من كذب بشيء مما ثبت في السنة ومن نسي عوقب بعدم الانتفاع به (ثم خرج مغضبًا) بفتح الضاد، وفيه مفارقة من وقعت منه معصية وترك الجلوس معه تأديبًا له وزجرًا له إذا لم يخف من وقوع فتنة، وهذا الحديث ثلاثي الإسناد، وليس في أبي داود ثلاثي سواه.
* * *