الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب فِي الجَهْمِيَّةِ
4721 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا سُفْيانُ، عَنْ هِشامٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَزالُ النَّاسُ يَتَساءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ هذا: خَلَقَ اللَّه الخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ: آمنْتُ باللَّهِ"(1).
4722 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سَلَمَة -يَعْني: ابن الفَضْلِ-، قالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ -يَعْني: ابن إِسْحاقَ-، قالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْن مُسْلِمٍ مَوْلَى بَني تَيْمٍ، عَنْ أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ قالَ: "فَإِذا قَالُوا ذَلِكَ فَقُولُوا {اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} ثُمَّ لْيَتْفُلْ عَنْ يَسارِهِ ثَلاثًا وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشَّيطانِ"(2).
4723 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبّاحِ البَزَّارُ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ قالَ: كُنْتُ في البَطْحاءِ في عِصابَةٍ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحابَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْها فَقالَ: "ما تسَمُّونَ هذِهِ". قالُوا: السَّحابَ. قالَ: "والمُزْنَ؟ ". قالُوا: والمُزْنَ. قالَ: "والعَنانَ؟ ". قالُوا: والعَنانَ.
قالَ أَبُو داوُدَ: لَمْ أُتْقِنِ العَنانَ جَيِّدًا. قالَ: "هَلْ تَدْرُونَ ما بُعْدُ ما بَيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ". قالُوا: لا نَدْرِي. قالَ: "إِنَّ بُعْدَ ما بَيْنَهُمَا إِمَّا واحِدَةٌ أَوِ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، ثمَّ السَّماءُ فَوْقَها كَذَلِكَ". حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَواتٍ: "ثُمَّ فَوْقَ السّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ ما بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَماءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمانِيَةُ أَوْعالٍ بَيْنَ أَظْلافِهِمْ وَرُكبِهِمْ مِثْلُ ما بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَماءٍ ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِمُ العَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ مِثْلُ ما بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَماءٍ ثُمَّ اللَّهُ تَبارَكَ
(1) رواه مسلم (134).
(2)
رواه النسائي في "الكبرى"(10497). وصححه الألباني في "الصحيحة"(118).
وَتَعالَى فَوْقَ ذَلِكَ" (1).
4724 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن أَبِي سُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قالا: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبي قَيْسٍ، عَنْ سِماكٍ بإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (2).
4725 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، قالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْراهِيمُ بْنُ طَهْمانَ، عَنْ سِماكٍ بإِسْنَادِهِ وَمَعْنَى هذا الحَدِيثِ الطَّوِيلِ (3).
4726 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْن حَمّادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّباطي قالُوا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قالَ أَحْمَدُ: كَتَبْنَاهُ مِنْ نُسْخَتِهِ وهذا لَفْظُهُ قالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قالَ: سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ جُبَيْرِ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْرابِي فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ جَهِدَتِ الأَنْفُسُ وَضَاعَتِ العِيال وَنُهِكَتِ الأَمْوَالُ وَهَلَكَتِ الأَنْعَامُ فاسْتَسْقِ اللَّهَ لَنا فَإِنّا نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللَّهِ وَنَسْتَشْفِعُ باللَّهِ عَلَيْكَ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَيْحَكَ أَتَدْري ما تَقُولُ؟ " وَسَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَما زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ في وُجُوهِ أَصْحابِهِ، ثُمَّ قالَ:"وَيْحَكَ! إِنَّهُ لا يُسْتَشْفَعُ باللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ شَأْنُ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَيْحَكَ أَتَدْري ما اللَّهُ؟ إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَواتِهِ لَهَكَذا". وقالَ بِأَصابِعِهِ مِثْلَ القبَّةِ عَلَيْهِ: "وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرّاكِبِ". قالَ ابن بَشَّارٍ في حَدِيثِهِ: "إِنَّ اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ وَعَرْشُهُ فَوْقَ سَمَواتِهِ". وَساقَ الحَدِيثَ. وقالَ عَبْدُ الأَعْلَى وابْنُ المُثَنَّى وابْنُ بَشّارٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ وَجُبَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
قالَ أَبُو داوُدَ: والحَدِيث بإِسْنادِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ هُوَ الصَّحِيح وافَقَهُ عَلَيْهِ جَماعَةٌ مِنْهُمْ يَحْيَى بْن مَعِين وَعَلي بْنُ المَدِيني وَرَواهُ جَماعَةٌ عَنِ ابن إِسْحَاقَ كَمَا قالَ أَحْمَدُ
(1) رواه الترمذي (3320)، وابن ماجه (193).
وضعفه الألباني في "الضعيفة"(1247).
(2)
انظر السابق.
(3)
انظر سابقيه.
أَيْضًا، وَكانَ سَماعُ عَبْدِ الأَعْلَى وابْنِ المُثَنَّى وابْنِ بَشَّارٍ مِنْ نُسْخَةٍ واحِدَةٍ فِيما بَلَغَنَي (1).
4727 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قاَلَ: حَدَّثَنِي إِبْراهِيمُ بْن طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"أُذِنَ لي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ: إِنَّ ما بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عامٍ"(2).
4728 -
حَدَّثَنَا عَلي بْنُ نَصْرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسائي -المَعْنَى- قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن يَزِيدَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ -يَعْني: ابن عِمْرانَ- حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ ابْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ يَقْرَأُ هذِه الآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إِلَى قَوْلِهِ تَعالَى: {سَمِيعًا بَصِيرًا} قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ إِبْهامَهُ عَلَى أُذُنِهِ والَّتي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُها وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ قالَ ابن يُونُسَ قالَ المُقْرِئُ يَعْني {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} يَعْني: أَنَّ للَّه سَمْعًا وَبَصَرًا.
قالَ أَبُو داوُدَ: وهذا رَدٌّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ (3).
* * *
(1) رواه الدارمي في "الرد على الجهمية"(71)، وابن أبي عاصم في "السنة"(575)، والبزار 8/ 354 (3432)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 239، وأبو عوانة في "المستخرج"(2517)، والآجري في "الشريعة"(667)، والطبرانى فى "الكبير" 2/ 554. وضعفه الألباني في "المشكاة" (5727).
(2)
رواه ابن طهمان في "مشيخته"(21)، وأبو الشيخ في "العظمة" 2/ 731، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 2/ 284. وصححه الألباني في "الصحيحة" (151).
(3)
رواه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 97، وابن حبان (265)، والطبراني في "الأوسط" 9/ 132 (9334).
وصححه الألباني في "قصة المسيح الدجال"(ص 64).
باب في الجهمية
بفتح الجيم نسبة إلى جهم بن صفوان (1)، وله مذهب في الأصول معروف ينتسب إليه خلق كثير. ومن قوله: إن اللَّه تعالى لا يوصف بشيء ولا أنه حي عالم. وزعم أن وصفه بذلك يقتضي التشبيه، واللَّه متعالٍ عن التشبيه. تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
[4721]
(ثنا هارون بن معروف) الخزاز الضرير شيخ مسلم (ثنا سفيان) بن عيينة (عن هشام) بن عروة القرشي (عن أبيه) عروة بن الزبير، كان صائم الدهر ومات وهو صائم.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس يتساءلون) أي: يسأل بعضهم بعضا (حتى يقال: ) ولمسلم: "لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: "(2) وله في رواية: "لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة"(3) وذكره البخاري في بدء الخلق في صفة إبليس، ولفظه:"هذا اللَّه خلق كل شيء فمن خلق اللَّه؟ ! "(4).
(هذا) اللَّه خلق كل شيء وقد (خلق) بفتح اللام فعل ماضٍ (اللَّه الخلق) يعني: المخلوقات جميعها (فمن خلق اللَّه؟ ! ) زاد مسلم في رواية: قال -يعني: أبا هريرة- فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من
(1) ترجم له الذهبي في "السير" 6/ 26، والصفدي في "الوافي بالوفيات" 11/ 160 وغيرهما.
(2)
مسلم (135).
(3)
السابق.
(4)
البخاري (3276).
الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة، هذا اللَّه فمن خلق اللَّه؟ قال: فأخذ حصًى بكفه فرماهم ثم قال: قوموا، صدق لخيلي صلى الله عليه وسلم (1).
(فمن وجد من ذلك) الوسواس (شيئًا فليقل: آمنت باللَّه) أمر بتذكر الإيمان الشرعي والإعراض عن هذا الخاطر الباطل واشتغال القلب بالإيمان الحقيقي؛ لتمحى تلك الشبهات وتضمحل تلك الترهات، وهذِه كلها أدوية للقلوب السليمة الصحيحة المستقيمة التي تعرض الشبهات لها ولا تمكث فيها، فإذا استعملت هذِه الأدوية على نحو ما أمر الشارع به بقيت القلوب على صحتها وانحفظت سلامتها، فأما القلوب التي تمكنت منها أمراض الشبه ولم تقدر على دفع ما حصل بها بهذِه الأدوية المذكورة فلابد من مشافهتها بالدليل العقلي والبرهان القطعي، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم[حين] (2) خالطته شبهة الإبل الجرب حين قال له:"لا عدوى" فقال أعرابي: فما بال الإبل تكون في الرمل كالظباء فإذا دخل فيها البعير الأجرب أجربها؟ ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن أعدى الأول"(3) فاستأصل (4) الشبهة من أصلها، وموضع هذا أصول الدين.
[4722]
(حدثنا محمد بن عمرو) بن زنيج بزاي ونون وجيم، مصغر، الرازي، أخرج له مسلم (ثنا سلمة بن الفضل) الأبرش
(1) مسلم (135).
(2)
زيادة يقتضيها السياق.
(3)
رواه البخاري (5717، 5770، 5775)، ومسلم (2220) من حديث أبي هريرة.
(4)
بعدها في الأصول قطع ولا وجه لها.
الأنصاري، ذكره ابن حبان في "الثقات"(1)، وأخرج له الترمذي وابن ماجه في التفسير (حدثني محمد بن إسحاق) بن يسار رأى أنسًا رضي الله عنه (عن عتبة بن مسلم) التجيبي (2)(مولى بني تيم) إمام جامع مصر، ثقة (عن أبي سلمة) عبد اللَّه (بن عبد الرحمن) بن عتبة (3).
(عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر نحوه) وزاد: (فإذا قالوا ذلك فقولوا) عند الوسوسة: هو ({اللَّهُ أَحَدٌ}) أي: لا ثاني له، وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم:(اللَّه أحد) بغير: {قُلْ هُوَ} كما في هذا الحديث، ورواية هذا الحديث تدل على هذا {اللَّهُ الصَّمَدُ} هو فعل بمعنى مفعول من صمد إليه إذا قصده، والمعنى هو السيد الذي يصمد إليه كل الخلائق في جميع حوائجهم.
({لَمْ يَلِدْ}) لأنه لا يجانس حتى يكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا، ودل على هذا المعنى قوله تعالى:{أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} (4)({وَلَمْ يُولَدْ}) لأن كل مولود محدث ({وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}) أي: لم يكافئه أحد، أي: لم يماثله ولم يشابهه (ثم ليتفل) التفل بالمثناة والفاء: نفخ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النفث، وهو عبارة عن كراهية هذا الخاطر ونفور (5) طبعه
(1)"الثقات" 8/ 287.
(2)
كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:(التيمي)، انظر:"تهذيب الكمال" 19/ 323 (3785)، 20/ 222 (3987).
(3)
كذا في (ل)، (م)، والصواب:(عوف).
(4)
الأنعام: 101.
(5)
كلمة غير واضحة.
عنه، كمن وجد ريح جيفة منتنة فكره ريحها وتفل من نتنها، وجاء التفل هنا ثلاثًا أوله البزق، ثم التفل، ثم النفث، ثم النفخ (عن يساره) لأنها جهة الشيطان التي يأتي منها، أو لإكرام اليمين (ثلاثًا) أي: يتفل ثلاث مرات ليكون أبلغ؛ ليطرد الشيطان ويعلمه أنه كره وسوسته وليس مطيعًا له (ويستعيذ) باللَّه (من الشيطان) أي: ليلتجئ بصدق النية إلى اللَّه تعالى ليعينه عليه، ويدفع شر وسوسته عنه.
[4723]
(ثنا محمد بن الصباح) التاجر البزاز، مصنف "السنن" شيخ الشيخين (ثنا الوليد) بن عبد اللَّه (بن أبي ثور) الهمداني الكوفي، لا يحتج بحديثه؛ لأنهم ضعفوه (عن سماك) بن حرب، استشهد به البخاري، في "الجامع" وروى له في "القراءة خلف الإمام"(1)(عن عبد اللَّه بن عميرة) بفتح العين وكسر الميم، الكوفي.
قال البخاري: لا يحكم له بسماع من الأحنف (2). لكن الترمذي حسن حديثه (3)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4)، ورواه أبو بكر بن خزيمة في كتاب "التوحيد"(5) وهو قد التزم أنه لا يذكر فيه إلا ما صح من الأحاديث (6)، وفي سنده الوليد ابن أبي ثور. قال البخاري: عبد اللَّه بن عميرة لا يعرف له سماع من الأحنف.
(1) في حديث رقم (185).
(2)
"التاريخ الكبير" 5/ 159.
(3)
انظر حديث رقم (3320).
(4)
"الثقات" 4/ 339.
(5)
"التوحيد" 1/ 234.
(6)
انظر "مقدمة التوحيد" 1/ 11.
(عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب) بن هاشم عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أسن منه بسنتين، حضر بدرًا مكرها فأسر ثم أسلم، وقيل: كان يكتم إسلامه. (قال: كنت) جالسًا (في البطحاء) بالمد، وهو موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، وهو الأبطح، وهو بطحاء مكة، وهو المحصب، وهو خيف بني كنانة وأصل البطحاء: المسيل المتسع فيه دقاق الحصا (في عصابة) وهي الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين و (فيهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) جالس (فمرت بهم سحابة) ابن ماجه: فمرت به (1)(فنظر إليها) لفظ الترمذي: إذ مرت عليهم سحابة فنظروا إليها فقال: "هل تدرون ما اسم هذِه؟ "(2).
(فقال: ما تسمون هذِه؟ قالوا: السحاب. قال: و) يسمى (المزن. قالوا: والمزن) والمزن جمع، واحده: مزنة، تصغيرها: مزينة، وبها سميت القبيلة، والنسبة إليها مزني بحذف ياء التصغير. وقيل: المزنة السحابة البيضاء، والبرد حب المزن.
(قال: والعنان) بفتح العين المهملة، والنون المخففة (قالوا: والعنان) ومنه حديث: "لو بلغت خطيئتك عنان السماء"(3) مشتق من قولهم: عنَّ لك الشيء: اعترض، وفي هذا فضيلة علم اللغة وتعلم الأسماء الكثيرة
(1)"سنن ابن ماجه"(193).
(2)
"سنن الترمذي"(3320).
(3)
جزء من حديث رواه الترمذي (3540)، والطبراني في "الأوسط" 4/ 315 (4305)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 231، والضياء في "الأحاديث المختارة" 4/ 399 (1571) من حديث أنس بن مالك، وصححه الألباني في "الصحيحة"(127).
للشيء الواحد مترادفة أو مع اختلاف المعاني. وفيه تعليم ذلك لمن لم يسأل عنه.
(قال) المصنف (لم أتقن) بضم الهمزة، وكسر القاف من الإتقان، يعني: رواية قوله: و (العنان) إتقانا (جيدًا) وقد أتقنها الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة (1) ثم (قال: هل تدرون) كم (بُعد) بضم الموحدة (ما بين السماء والأرض؟ قالوا: لا ندري) في رواية ابن ماجه: قال أبو بكر (2). (قال: إن بعد ما بينهما) لفظ ابن ماجه: قال: "بينكم وبينها"(3)(قال: إما) بكسر الهمزة (واحدة أو ثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، ثم السماء) التي (فوقها كذلك حتى عد) هن (سبع سموات) كذلك، وعلى تقدير صحة هذا الحديث فليس هذا القدر الذي ذكره صلى الله عليه وسلم للتحديد، وعلى تقدير كونه تحديدًا فإن المشهور الذي رواه الترمذي في تفسير سورة الحديد عن أبي هريرة: بينما نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما هذا؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "هذا العنان هذا زوايا الأرض يسوقه اللَّه تعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه" ثم قال: "هل تدرون ما فوقكم؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف" ثم قال: "هل تدرون كم بينكم
(1) انظر: "سنن الترمذي"(3320)، "سنن ابن ماجه"(193)، "التوحيد" لابن خزيمة 1/ 234.
(2)
"سنن ابن ماجه"(193).
(3)
السابق.
وبينها؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "بينكم وبينها خمسمائة سنة" ثم قال: "هل تدرون ما فوق ذلك" قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "فإن بين كل سماءين خمسمائة سنة" حتى عدَّ سبع سموات بين كل سماءين كما بين السماء والأرض (1).
وعلى تقدير صحة الحديثين فيمكن أن يكون مسير الخمسمائة بطيئا ومسيرة الثلاث والسبعين سريعًا بأن يكون الخمسمائة بسير الإبل، والثلاث وسبعون بسير أجاويد الخيل، ونحو ذلك، ويحتمل غير ذلك، وقيل: ليس هذا القدر المذكور في الحديث تحديدا بل تقريبًا (ثم فوق) السماء (السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل) بالرفع، وللترمذي:"كما"(2)(بين سماء إلى سماء) والظاهر أن هذا بحر ماء، ويحتمل أن يكون من برد أو غيره.
(ثم فوق ذلك ثمانية أوعال) والأوعال بالعين المهملة تيوس الجبال، واحدها وعِل بكسر العين، وهو العنز الوحشي. وفي الحديث:"في الوعل شاة"(3) يعني: إذا قتله المحرم، وهذِه الثمانية أوعال هي تفسير قوله تعالى:{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (4) قيل: ثمانية أوعال، أي: ملائكة على صورة الأوعال.
(1)"سنن الترمذي"(3298)، ورواه أيضًا أحمد 2/ 370.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه الحسن لم يسمع عن أبي هريرة.
(2)
"سنن الترمذي"(3320).
(3)
ذكره ابن الأثير في "النهاية" 5/ 207، وغيره.
(4)
الحاقة: 17.
(بين أظلافهم) أي: بين ظِلف أحدهم بكسر الظاء المعجمة، وسكون اللام، وهو للبقر والغنم والظباء، بمنزلة الحافر للدابة (وركبهم مثل) بالرفع مبتدأ مؤخر (ما بين سماء إلى سماء، [ثم على ظهورهم)(1) أي: الأوعال (العرش) عرش الرحمن، وهذا الحديث رواه أبو بكر ابن خزيمة (2)، وهو ملتزم ألا يذكر إلا ما صح من الأحاديث (3). وأوله رواية ابن ماجه:"العرش بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم اللَّه فوق ذلك تبارك وتعالى"(4).
(بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء] (5) ثم اللَّه تعالى) أي: حكمه وعظمته وقدرته فوق ذلك العرش، لا بحسب المكان تعالى اللَّه عما يقول الجاهلون علوًّا كبيرًا.
[4724]
(ثنا أحمد بن أبي سريج) بالسين المهملة وبعد الياء جيم، وهو ابن الصباح شيخ البخاري (أنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سعد) الدشتكي الرازي صدوق (ومحمد بن سعيد قالا: أبنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك) بن حرب (بإسناده ومعناه) المذكورين.
[4725]
(ثنا أحمد بن حفص، حدثني أبي) عبد اللَّه السلمي (6) (ثنا
(1) بعدها في (ل): ظهورهن. ولعلها نسخة.
(2)
"التوحيد" 1/ 251.
(3)
انظر مقدمة "التوحيد" 1/ 11.
(4)
"التوحيد" 1/ 234، "سنن ابن ماجه"(193).
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(6)
كذا في النسخ، وفيه سقط، والصواب:(حفص بن عبد اللَّه السلمي) كما في مصادر ترجمة ابنه.
إبراهيم بن طهمان، عن سماك بإسناده ومعناه) في (هذا الحديث الطويل) المذكور.
[4726]
(ثنا عبد الأعلى بن حماد) الباهلي مولاهم النرسي، شيخ الشيخين (ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وأحمد بن سعيد الرباطي) المروزي (قالوا: ثنا وهب (1) بن جرير) بفتح الجيم، الأزدي الحافظ (قال أحمد) بن سعيد (كتبناه من نسخته وهذا لفظه قال: حدثني أبي) (2) جرير بن حازم الأزدي، رأى جنازة أبي الطفيل (قال: سمعت محمد بن إسحاق) بن يسار صاحب "المغازي"(يحدث عن يعقوب بن عتبة) بن المغيرة بن الأخنس، الثقفي، ثقة، من العلماء (عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم) مقبول، وليس له في الكتب الستة غير هذا الحديث (عن أبيه)(3) محمد النوفلي، عاش إلى سنة مائة (عن جده) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل أحد أشراف قريش وحكمائها، كان يؤخذ عنه النسب وأخذه عن أبي بكر، أسلم بعد الحديبية.
(قال: أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول اللَّه جُهدت) بضم الجيم، وكسر الهاء، مبني للمجهول (الأنفس) أي: حصل لها المشقة الشديدة، يقال: جهد الرجل إذا وجد مشقة وجهد الناس فهم مجهودون، إذا أجدبوا، وفي حديث الدعاء:"أعوذ بك من جهد البلاء"(4) أي: الحالة الشاقة (وضاعت) بفتح الضاد المعجمة أي:
(1) و (2) و (3)، فوقها في (ل):(ع).
(4)
رواه البخاري (6347)، ومسلم (2707) من حديث أبي هريرة: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء. . .
تلِفت من الجوع، وفي رواية: جاعت (العيال، ونهكت) بضم النون، وكسر الهاء، أي: نقصت (الأموال) من الجدب (وهلكت) بفتح اللام (الأنعام) وهي الإبل والبقر والغنم، وأصلها الإبل لنعومة جسمها، (فاستسق اللَّه تعالى لنا) والاستسقاء طلب السقيا والسقي من السماء (فإنا نستشفع بك على اللَّه) والاستشفاع طلب الشفاعة، أي: نطلب الشفاعة بك لحرمتك على اللَّه تعالى ([ونستشفع] (1) باللَّه عليك) فتكون (على) بمعنى (إلى) أي: نجعلك شفيعنا إلى اللَّه تعالى؛ ليحصل مقصودنا، وينجح أملنا.
(قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ويحك) بالنصب، كلمة ترحم (أتدري ما تقول؟ ! ) استفهام إنكار عليه لكثرة مبالغة في وصفه (وسبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) أي: قال: سبحان اللَّه سبحان اللَّه (فما زال يسبح اللَّه تعالى) أي: يكرر التسبيح (حتى عرف) بضم العين، وكسر الراء، مبني للمجهول، (ذلك) الذي كرهه منهم (في وجوه أصحابه) أي: ما زال يكرر التسبيح حتى عرف التغير في وجوه أصحابه كأنهم توسموا منه أنه غضب من هذا السؤال فخافوا من غضب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى رق لهم وأشفق عليهم، فقطع التسبيح وبين عظمة الرب سبحانه (ثم قال) للأعرابي (ويحك إنه لا يستشفع) بضم أوله، وفتح ثالثه (باللَّه تعالى على أحد من خلقه) فإنه أعظم من ذلك؛ بل يستشفع بخلقه عليه؛ لأن الشافع في الغالب دون المشفوع إليه، والشفاعة فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة هي سؤال الشافع المشفوع إليه في تجاوزه وصفحه عن
(1) ساقطة من (ل)، (م)، والمثبت من "السنن".
صاحب الجريمة (شأن اللَّه تعالى) أي: أمر اللَّه وخطبه (أعظم من ذلك) وأجل قدرًا (ويحك أتدري ما اللَّه؟ ! ) قال الخطابي (1): معنى قوله: (أتدري ما اللَّه)؟ ! معناه: أتدري ما عظمة اللَّه وجلاله؟ ! وأشار إلى أن ظاهر الحديث فيه نوع من الكيفية، والكيفية عن اللَّه وعن صفاته منتفية، وإنما هو كلام تقرير أريد به تقرير عظمة اللَّه، وجلاله سبحانه وتعالى منزه عن الكيفية ثم قال:(إن عرشه) تعالى (على سماواته) أي: العرش فوق السماوات (لَهكذا) بفتح اللام، التي هي جواب القسم محذوف (وقال) أي: أشار صلى الله عليه وسلم (بأصابعه) الخمس فجعلها (مثل) بالنصب (القبة).
قال البيهقي: التشبيه بالقبة إنما وقع للعرش المظلة عليه (2). أي: العرش مظلل على سطح السماوات كالقبة المظلة على السقف من البيت ونحوه، ولا يجوز إعادة الضمير في (عليه) على اللَّه تعالى كما يزعم المبطلون (وأنه) أي: أن العرش (ليئط به أطيط الرحل) وهو في الأصل قتب البعير، أي: للعرش صوت مثل صوت قتب البعير (بالراكب) الثقيل عليه من عظم مهابة اللَّه وجلاله، ومنه الحديث الآخر:"العرش على منكب إسرافيل وإنه ليئط أطيط الرحل الجديد"(3) يعني: كور الناقة، والعادة أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله، وفي الحديث:"أطت السماء وحق لها أن تئط"(4) يعني: أن ما في السماء من الملائكة قد أثقلها
(1)"معالم السنن" 4/ 302.
(2)
"الأسماء والصفات" 2/ 319.
(3)
ذكره ابن الأثير في "النهاية" 1/ 54.
(4)
رواه الترمذي (2312)، وأحمد 5/ 173، والبيهقي 7/ 52، وفي الشعب 1/ 484 =
حتى أطت، وهذا مثل وإنذار بكثرة الملائكة وهو تقرير أريد به تقرير عظمة اللَّه (1) تعالى.
قال أبو بكر ابن فورك: ذلك يرجع إلى العرش، وليس فيه ما يدل على أن اللَّه تعالى مماس (2) له مماسة الراكب للرحل، بل فائدته أنه يسمع للعرش أطيط وصوت كأطيط الرحل إذا ركب عليه، ويحتمل تأويلا آخر أيضًا، وهو أن يقول: معناه أطيط الملائكة ضجيجهم بالتسبيح حول العرش. والمراد به الطائفون، وهذا سائغ كما قال:
استبَّ بعدك يا كليب المجلس (3)
والمراد أهل المجلس، وكذلك تقول: بنو فلان هم الطريق. والمراد به الواطئون الطريق (4).
(قال محمد بن بشار في حديثه) الذي رواه (إن اللَّه تعالى فوق عرشه) إن (فوق) بمعنى (على) عند كافة العرب، وفي كتاب اللَّه قال اللَّه تعالى:{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} (5) قال ابن عباس: إن اللَّه لما كان موصوفًا علي
= (783)، والبغوي في "شرح السنة" 14/ 370 (4172)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" 1/ 314 (526) من حديث أبي ذر.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وصححه الحاكم في "المستدرك" 2/ 510، 4/ 578، والألباني في "الصحيحة"(1722).
(1)
ساقطة من (م).
(2)
في الأصول: مماسا. والصواب ما أثبتناه.
(3)
عزاه المبرد في "الكامل" 1/ 251 إلى مهلهل بن ربيعة، وهو يرثي أخاه كليبًا.
(4)
"مشكل الحديث وبيانه"(ص 454).
(5)
النحل: 50.
متعال علو المرتبة في القدرة حسن أن يقال [له: (من](1) فوقهم)؛ ليدل على أنه في أعلى مراتب القادرين فمن قال: إن اللَّه فوق العرش كفوقية المخلوقين فقد الحد، وخص العرش بالذكر دون غيره؛ لأنه أعظم المخلوقات (وعرشه فوق سماواته) كما تقدم (وساق الحديث) المذكور.
(وقال عبد الأعلى) بن حماد (وابن المثنى)(2) ومحمد (ابن بشار، عن يعقوب بن عتبة، وجبير بن محمد بن جبير) بن مطعم (عن أبيه، عن جده) جبير بن مطعم (والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو) الرباطي (الصحيح) إن شاء اللَّه، قاله المصنف، وروى ابن خزيمة هذا الحديث في "التوحيد" عن جبير بن مطعم (3)، قال: و (وافقه عليه جماعة منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني، ورواه جماعة عن) محمد (ابن إسحاق كما قال) أحمد بن سعيد (أيضًا).
(قال) المصنف (وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة) كتبوها كلهم (فيما بلغني) عنهم.
[4727]
(ثنا أحمد بن حفص) قاضي نيسابور شيخ البخاري وغيره (حدثني أبي) حفص بن عبد اللَّه بن راشد السلمي، قاضي نيسابور أخرج له البخاري (حدثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أذن) بضم الهمزة وكسر الذال (لي أن أحدث) أمتي.
(1) ما بين المعقوفتين في الأصول: لمن.
(2)
ساقطة من (ل)، (م)، والمثبت من "سنن أبي داود".
(3)
"التوحيد" 1/ 239.
فيه أن علم الغيب مختص باللَّه تعالى، عنده علمه فلا يحيط به ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا بإذنه [فكما أنه لا يحيط بشيء منه أحد إلا بإذنه، ذلك لا يحدث به للمخلوقين إلا بإذنه](1) فلولا أن اللَّه أذن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يحدث عن هذا الملك إلا بعدما أذن اللَّه له في ذلك بوحي أو غيره (عن ملك) بفتح اللام (من ملائكة اللَّه) تعالى الكرام (من) الثمانية الذين هم (حملة العرش) على صورة الأوعال (إن ما بين شحمة أذنيه إلى عاتقه) وهو مجمع العضد (مسيرة) الفرس الجواد (سبعمائة عام) فما ظنك بطوله وعظم جثته.
قال الزمخشري عن حملة العرش: يروى: ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة، والعرش فوق رؤوسهم، وهم مطرقون مسبحون (2).
* * *
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(2)
"الكشاف" 4/ 455.