الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
22 - باب فِي القُرْآنِ
4734 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنا إِسْرائِيلُ، حَدَّثَنا عُثْمان بْنُ المُغِيرَة، عَنْ سالِمٍ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النّاسِ في المَوْقِفِ فَقالَ: "أَلا رَجُلٌ يَحْمِلُني إِلَى قَوْمِهِ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُوني أَنْ أُبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي"(1).
4735 -
حَدَّثَنا سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ المَهْريُّ، أَخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْن وَهْبٍ، قالَ: أَخْبَرَني يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابن شِهابٍ، قالَ: أَخْبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْن وَقّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ عائِشَةَ وَكُلُّ حَدَّثَني طائِفَةً مِنَ الحَدِيثِ قالَتْ: وَلَشَأْني في نَفْسي كانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّه في بِأَمْرٍ يُتْلَى (2).
4736 -
حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنا إِبْراهِيمُ بْن مُوسَى، أَخْبَرَنا ابن أَبي زائِدَةَ، عَنْ مُجالِدٍ، عَنْ عامِرٍ -يَعْني: الشَّعْبي-، عَنْ عامِرِ بْنِ شَهْرٍ قالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّجاشي فَقَرَأَ ابن لَهُ آيَةً مِنَ الإِنْجِيلِ فَضَحِكْتُ، فَقالَ: أَتَضْحَك مِنْ كَلامِ اللَّهِ (3).
4737 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ المِنْهالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قالَ: كانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ: "أُعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ". ثُمَّ يَقُولُ: "كانَ أَبُوكُمْ يُعَوِّذُ بِهِما إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ".
(1) رواه الترمذي (2925)، والنسائي في "الكبرى"(7727)، وابن ماجه (201)، وأحمد 3/ 390.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(1947).
(2)
رواه البخاري (4750)، ومسلم (2770).
(3)
رواه أحمد 3/ 428، وابن أبي شيبة في "المسند" 2/ 15 (528)، وأبو يعلى 12/ 275 (6864).
وصححه الألباني.
قالَ أَبُو داوُدَ: هذا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ القُرْآنَ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ (1).
4738 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ الرِّازيُّ وَعَليُّ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ إِبْراهيمَ وَعَليُّ بْنُ مُسْلِمٍ قالُوا: حَدَّثَنا أَبُو مُعاوِيةَ، حَدَّثَنا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالوَحْي سَمِعَ أَهْلُ السَّماءِ لِلسَّماءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفا فَيُصْعَقُونَ فَلا يَزالُونَ كذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ حَتَّى إِذا جاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ". قالَ: "فَيَقُولُونَ: يا جِبْرِيلُ ماذا قالَ رَبُّكَ؟ فيَقُولُ: الحَقَّ. فيَقُولُونَ: الحَقَّ الحَقَّ"(2).
* * *
باب في القرآن
[4734]
(ثنا محمد بن كثير) العبدي (ثنا إسرائيل، ثنا عثمان بن المغيرة) الثقفي، أخرج له البخاري (عن سالم) بن أبي الجعد الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة، وكان يرسل كثيرًا.
(عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعرض) بفتح الياء ([نفسه] (3) على) قبائل العرب من (الناس بالموقف) بكسر القاف، وهو موضع الوقوف بعرفة وغيره من مواضع اجتماع الناس ومواسمهم وأسواقهم كعكاظ ومجنة (فقال) أي: فيقول كما في رواية الترمذي (ألا)(4) بالتخفيف معناه العرض، وهو طلب بلين (رجل) مرفوع بفعل
(1) رواه البخاري (3371).
(2)
رواه عبد اللَّه بن أحمد في "السنة"(536، 537)، والدارمي في "الرد على الجهمية"(308)، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(217)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 350، وابن حبان (37). وصححه الألباني.
(3)
من "السنن".
(4)
"سنن الترمذي"(2925).
محذوف تقديره: ألا يحملني رجل، وجوز الحامل فيه وفي نحوه النصب، والتقدير: ألا تروني رجلا (يحملني) معه (إلى قومه) لأبلغهم رسالة ربي (فإن) قومي (قريشًا قد منعوني أن أبلغ) إليهم ما أنزل إلي من (كلام ربي) وهذا بعدما نزل عليه: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (1) أي: أظهر التبليغ إلى الناس؛ لأنه كان في أول الإسلام يخفيه خوفًا من المشركين، فلما أمره اللَّه بإظهار التبليغ في هذِه الآية، وأعلمه أنه يعصمه من الناس، فلما أظهر التبليغ منعته كفار قريش وصناديد كفار مكة وآذوه صار يعرض نفسه على قبائل العرب؛ ليحملوه إلى مكان لا يمنعونه من تبليغ الرسالة.
وفي الحديث دليل على أن العالم لا يجلس في بيته إلى أن يأتوا الناس إليه ليسألوه، بل عليه إذا قدر على إظهار العلم أن ينشره للمتعلمين، فإن منع في بلد من إظهار علمه أو لم يقبل قوله ولم يشتهر علمه، فيرتحل إلى غير تلك البلد من البلاد التي يتمكن من إظهار علمه فيها، بل قال الغزالي: على العالم أن يخرج إلى القرى التي حول بلده، ويأخذ معه قوته، ويدخل إلى كل قرية ليعلمهم ما جهلوه، ثم ينتقل إلى أخرى (2). كما كان يفعل بعض مشايخنا.
[4735]
(ثنا سليمان بن داود المهري) بفتح الميم، ثقة ثقة (ثنا عبد للَّه بن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب) الزهري (أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص،
(1) المائدة: 67.
(2)
"إحياء علوم الدين" 2/ 436.
وعبيد اللَّه) بالتصغير (بن عبد اللَّه) بن عمر (عن حديث عائشة رضي الله عنها وكل حدثني طائفة من الحديث) الذي في قصة الإفك.
(قالت: و) اللَّه (لشأني في نفسي كان) هو (أحقر من أن) وفيه فضيلة احتقار الآدمي نفسه وكسرها والنظر في عيوبها، وإن كان عند الناس معظمًا فلا يغتر بهذا (يتكلم اللَّه) تعالى في كتابه العزيز (فيَّ) في امرأة من الأعراب (بأمر) أي: حكم على ما يظهر (يتلى) في كتاب اللَّه تعالى ويتعبد بتلاوته يرفع اللَّه بذكرها حين تواضعت باحتقار نفسها، فمن تواضع رفعه اللَّه، ومن لم ينتصر لنفسه انتصر اللَّه له، لا سيما وقد رفع اللَّه قدرها، أي: رفع بأن صارت زوج النبي صلى الله عليه وسلم، بل أحظى نسائه عنده.
[4736]
(ثنا إسماعيل بن عمر) قال شيخنا ابن حجر: كأنه القطربلي قال: وهو مقبول (1). (أبنا إبراهيم (2) بن موسى) الفراء الحافظ (ثنا) يحيى ابن زكريا (ابن أبي زائدة، عن مجالد) بن عمير (3) الهمداني الكوفي، أخرج له مسلم (ثنا عامر) بن شراحيل (الشعبي، عن عامر بن شهر) بفتح الشين المعجمة الهمداني، يكنى أبا الكنود، بفتح الكاف، وضم النون، وهو أول من اعترض على الأسود العنسي وكابره، وكان أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن.
(1)"تقريب التهذيب"(470).
(2)
فوقها في (ل): (ع).
(3)
كذا في النسخ، والصواب:(بن سعيد بن عمير)، انظر:"تهذيب الكمال" 27/ 219 (5780).
قال في "الاستيعاب": لم يرو عنه غير الشعبي. قال: ولست أحفظ له إلا حديثًا واحدًا حسنًا (1). (قال) سمعت كلمتين: من النبي صلى الله عليه وسلم كلمة ومن النجاشي كلمة؛ سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "انظروا قريشًا فخذوا من قولهم ودعوا فعلهم"(2) و (كنت عند النجاشي) الظاهر أنه أصحمة ملك الحبشة.
(فقرأ ابن له آية من الإنجيل) وفي "الاستيعاب" زيادة في الحديث ولفظه: كنت عند النجاشي جالسًا، فجاء ابن له من الكتَّاب فقرأ آية من الإنجيل فعرفتها وفهمتها (3). وظاهره أن الإنجيل فيه آيات مفصلات كما في القرآن (فضحكت. فقال: أتضحك من كلام اللَّه؟ ! ) زاد في "الاستيعاب": فواللَّه إن مما أنزل اللَّه على عيسى ابن مريم أن اللعنة تكون في الأرض [إذا كان](4) أمراؤها الصبيان (5). وفي الحديث تعظيم كتب اللَّه المنزلة غير القرآن، والتأذن بسماعها ما لم يدخلها تحريف.
[4737]
(ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن المنهال ابن عمرو) الأسدي مولاهم، أخرج له البخاري (عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين) ابني علي بن أبي
(1)"الاستيعاب" 340 - 341.
(2)
"الاستيعاب" 2/ 341، والحديث هذا رواه أيضًا أحمد 4/ 260، وأبو يعلى 12/ (6864)، وصححه ابن حبان 10/ 445 (4585).
(3)
"الاستيعاب" 2/ 341.
(4)
زيادة من "الاستيعاب" 2/ 341 يقتضيها السياق.
(5)
"الاستيعاب" 2/ 341.
طالب وابني فاطمة ابنته وريحانته (1) في الدنيا بهذِه الكلمات: (أعيذكما بكلمات اللَّه التامة) زاد الطبراني في "الأوسط": "من شر ما خلق وذرأ وبرأ"(2) ثم قيل: (الكلمات) هاهنا القرآن و (التامة) قيل: الكاملة، وكمالها بزيادة بركتها وفضلها، وأنها لا يدخلها نقص ولا عيب كما يدخل كلام الآدميين.
وقيل: معنى (التامة) النافعة الشافية مما يتعوذ به (من كل شيطان وهامة) وكل عات متمرد من الجن والإنس والدواب فهو شيطان، والهامة بتشديد الميم قيل: هي الحية، وكل ذي سم يقتل، وأما ما له سم لا يقتل كالعقرب والزنبور فهو السامة، وقيل: الهامة كل نسمة تهم للآدمي بسوء وضرر.
(ومن كل عين لامة) بتشديد الميم، أي: ذات لم، ولم يقل: ملمة، وهي من ألممت بالشيء؛ ليوافق لفظ هامة فيكون أخف على اللسان، وفي حديث الجنة: ولولا أنه شيء قضاه اللَّه لألم أن يذهب بصره لما يرى فيها (3). أي: يقرب.
(ثم يقول: كان أبوكم) يعني: الجد الأعلى إبراهيم عليه السلام (يعوذ بهما) ولده (إسماعيل) وولده (إسحاق) ورواه الحافظ قطب الدين أبو بكر
(1) في (ل): وريحانتيه.
(2)
"المعجم الأوسط" 2/ 376 (2275).
(3)
رواه أبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد"(2569)، وابن المبارك في "الزهد والرقائق"(1450)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" 2/ 123 (280)، والبيهقي في "البعث والنشور"(246) من حديث علي مطولًا.
وصححه الضياء في "المختارة" 2/ 162 - 163 (542).
محمد القسطلاني في كتاب "الأدوية الشافية والأدعية الكافية" عن ابن مسعود قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر الحسن والحسين وهما صبيان فقال: "هاتوا ابني حتى أعوذهما بما عوذ به إبراهيم إسماعيل وإسحاق" فضمهما إلى صدره، وقال:"أعيذكما بكلمات اللَّه التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"(1) ثم قال: وكان إبراهيم -يعني: النخعي- يستحب أن يقرن فاتحة الكتاب بهذِه الكلمات ويقول لمنصور بن المعتمر: عوذ بها، فإنها تنفع من العين ومن الفزع، ومن كل وجع (2).
[4738]
(ثنا أحمد بن أبي سريج) بالسين المهملة، وهو ابن الصباح (الرازي) شيخ البخاري (وعلي بن الحسين بن إبراهيم، وعلى بن مسلم قالوا: ثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير (3)(ثنا الأعمش، عن مسلم) بن صبيح الهمداني (عن مسروق، عن عبد اللَّه) بن مسعود رضي الله عنه.
(قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا تكلم اللَّه تعالى بالوحي) فيه رد على المعتزلة الذين نفوا كلام اللَّه، وقالوا: الكلام لا يعقل منا إلا بأعضاء ولسان،
(1) رواه البزار في "البحر الزخار" 4/ 304 (1483).
وقال: هذا الحديث أخطأ فيه محمد بن ذكوان، رواه عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه، وإنما الصواب ما رواه منصور عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 187 - 188: رواه البزار، ورجاله وثقوا.
(2)
روى هذا الخبر بتمامه هكذا ابن سعد في "الطبقات الكبرى" القسم المتمم 1/ 390، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ 224.
(3)
ساقطة من (م).
والباري سبحانه لا يجوز أن يكون له أعضاء ولا آلات الكلام إذ ليس بجسم، وهذا الحديث يرد عليهم، ولفظ البخاري:"إذا قضى اللَّه الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله"(1) وقولهم: إن الكلام لا يعقل منا إلا بأعضاء فهذا قياس فاسد؛ لأن المخلوق لا يقاس بالخالق والحق متكلم بكلام دون صوت ولسان وأعضاء، وكما أنا لا نعرف حقيقته القدمية فكذا لا نعرف حقيقة كلامه القديم.
(سمع) بكسر الميم المخففة (أهل السماء للسماء) التي تليها أي: لأهل السماء التي أعلى منها مما يلي كلام اللَّه وقضاءه (صلصلة) الصلصلة صوت الأجرام الصلبة بعضها على بعض، كصوت الحديد ونحوه إذا حرك، يقال: صل الحديد وصلصل، ومنه حديث خبيب: أنهم سمعوا صلصلة بين السماء والأرض (2).
(كجر السلسلة) الحديد (على الصفا) جمع صفاة وهي الحجر الأملس الصفوان، ولفظ البخاري:"كأنه سلسلة على صفوان"(3)
(1) البخاري (4701، 4800، 7481) من حديث أبي هريرة.
(2)
رواه أبو داود الطيالسي في "المسند" 2/ 712 (1468)، وأحمد في "المسند" 5/ 286، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 2/ 142 (863)، والبزار في "البحر الزخار" كما في "كشف الأستار"(1833)، والطبراني 22/ 288 (741)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2952 (6893) من حديث أبي عبد الرحمن الفهري مطولًا.
قال الحافظ البوصيري في "الإتحاف" 5/ 251: إسناده صحيح.
(3)
البخاري (4800).
(فيصعقون) أي: يغشى منهم من شدة هول ما سمعوه (فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل حتى إذا)(حتى) هذِه حرف ابتداء، نظير قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ} (1) و (إذا) في موضع نصب فجوابها وهو فزع (جاءهم جبريل فزع) أي: كشف (عن قلوبهم) الفزع، وانتبهوا من غشيتهم عند مجيء جبريل (فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك؟ فيقول: قال الحق. الحق) بالنصب وأعيد للتأكيد والمبالغة في أن قوله (الحق)، وهو ضد الباطل، ويشبه جواز رفع الأول ونصب الثاني، ويكون الأول (الحق) اسم من أسماء اللَّه تعالى، والتقدير: قال الحق سبحانه الحق الحق (فيقولون: الحق الحق).
* * *
(1) آل عمران: 152.