الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
24 - باب فِي ذِكْرِ البَعْثِ والصُّورِ
4742 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا مُعْتَمِرٌ قالَ: سَمِعْتُ أَبي قالَ: حَدَّثَنا أَسْلَمُ، عَنْ بِشْرِ بن شَغافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"الصُّورُ قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ"(1).
4743 -
حَدَّثَنا القَعْنَبي، عَنْ مالِكٍ، عَنْ أَبي الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"كُلَّ ابن آدَمَ تَأْكُلُ الأَرْضُ إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وَفيهِ يُرَكَّبُ"(2).
* * *
باب في خلق الجنة والنار (3)
[4742]
(حدثنا مسدد، حدثنا معتمر)(4) بن سليمان (سمعت أبي)(5) سليمان بن طرخان التيمي، ولم يكن تيميًّا بل نزل فيهم (ثنا أسلم) العجلي البصري، ثقة، رأى أبا موسى الأشعري (عن بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة (ابن شغاف) بفتح المعجمتين وبعد الألف فاء، بصري، وثقه ابن معين (6) وغيره (عن عبد اللَّه بن عمرو) بن العاص.
(1) رواه الترمذي (2430)، والنسائي في "الكبرى"(11312)، وأحمد 2/ 162.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(1080).
(2)
رواه البخاري (4814)، ومسلم (2955).
(3)
كذا في النسخ الخطية، وعلق الشيخ في نشرته 7/ 121 بعد أن أثبت باب: ذكر البعث والصور. علق عليه في الحاشية: هذا التبويب أثبتناه من (هـ) ولم يبوب لحديثي هذا الباب في (أ، ب، ج)، وإنما أوردا في باب خلق الجنة.
(4)
و (5) فوقها في (ل): (ع).
(6)
"تاريخ ابن معين" رواية الدارمي (185).
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصور قرن) على هيئة البوق دائرة رأسه كعرض السماوات والأرض، وإسرافيل واضع فاه عليه [شاخص](1) ببصره نحو العرش، ينتظر أن يؤذن له حتى (ينفخ فيه)، فإذا نفخ فيه صعق من في السماوات ومن في الأرض، أي: ماتوا. ولأبي الشيخ في كتاب "العظمة" من حديث أبي هريرة: "إن اللَّه تعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فيه، شاخص ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر"(2) وفي رواية لأبي الشيخ: "ما طرف صاحب الصور وقد وكل به، مستعد، ينظر نحو العرش، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان"(3) وإسنادهما جيد (4).
[4743]
(ثنا) عبد اللَّه (القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد) عبد اللَّه
(1) في (ل)، (م): شاخصا. والمثبت هو الصواب.
(2)
"العظمة" 3/ 821 (386).
قال الحافظ العراقي في "المغني" 2/ 1240 - 1241: قال البخاري: لم يصح.
(3)
"العظمة" 3/ 843 (391).
ورواه أيضًا اللالكائي في "شرح الأصول" 6/ 233 (2185)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 99.
وصححه الحاكم في "المستدرك" 4/ 558 - 559 وزاد الذهبي في "التلخيص" 4/ 559 أنه على شرط مسلم.
وجوَّد إسناده الحافظ العراقي في "المغني" 2/ 1240 - 1241، وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 11/ 368.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(1078).
(4)
قاله الحافظ العراقي في "المغني" 2/ 1241.
ابن ذكوان المدني.
(عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: كل) جسد (ابن آدم يأكل التراب)(1) لفظ مسلم: "يأكله التراب"(2) وله في رواية: "ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظمًا واحدًا، وهو عجب الذنب"(3).
(إلا عجب) بفتح العين، وسكون الجيم، بعدها باء موحدة، ويروى بالميم بدل الباء، وحكى اللحياني تثليث العين فيهما فحصل فيه ست لغات، وفسروه بأنه عظم كالخردلة في أسفل الصلب عند العجز، وهو رأس العصعوص، وفي "صحيح ابن حبان" وقيل: وما هو يا رسول اللَّه؟ قال: "مثل حبة خردلة منه ينشأ"(4)(الذنب) أصل موضع ذنب الطائر، والصحيح المشهور أن عجب الذنب لا يبلى عملًا بهذا الحديث، ويشهد له ما صح في الحديث أنه ينزل من السماء ماء (5) فينبتون كما ينبت البقل (6).
(1) في "السنن": تأكل الأرض.
(2)
"صحيح مسلم"(2955/ 142).
(3)
مسلم (2955/ 141).
(4)
"صحيح ابن حبان" 7/ 409 (3140) من حديث أبي سعيد الخدري وصححه أيضًا الحاكم في "المستدرك" 4/ 608.
ورواه أحمد 3/ 28، وأبو يعلى في "المسند" 2/ 523 (1382)، وحسن إسناده الهيثمي في "المجمع" 10/ 332.
لكن أعله الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" 3/ 357، وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب"(2085).
(5)
بياض في (ل)، (م) بمقدار كلمة، والمثبت من كتب التخريج.
(6)
رواه البخاري (4935)، ومسلم (2955) من حديث أبي هريرة.
وخالف المزني صاحب الشافعي فقال: يبلى أيضًا (1)، واستدل بقوله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)} (2) ووافقه ابن قتيبة فقال: إنه آخر ما يبلى من الميت (3). ولم يتعرضوا لوقت فناء العجب، هل هو عند فناء العالم أو قبل ذلك، وكلاهما يحتمل.
(منه خلق) أي: أول ما يخلق من الآدمي ثم يكمل خلق الآدمي منه، (وفيه) ولمسلم في رواية:"ومنه"(4). فيحتمل أن يكون (في) بمعنى (من) كقول الشاعر (5):
وهل يعمن من كان أحدث عهده
…
ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
(يركب) أي: يركب خلق الآدمي من عجب الذنب تارة أخرى، ولمسلم زيادة توضحه ولفظه:"ومنه يركب الخلق يوم القيامة"(6) يعني: عند الحشر.
* * *
(1) انظر: "فتح الباري" 8/ 553.
(2)
الرحمن: 26.
(3)
"غريب الحديث" 2/ 604، "أدب الكاتب"(ص 149).
(4)
مسلم (2955/ 141).
(5)
هو امرؤ القيس. انظر "ديوان امرئ القيس"(ص 27).
(6)
مسلم (2955/ 141). وهي عند البخاري (4935).