الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - باب فِي الجُلُوسِ بينَ الظِّلِّ والشَّمْسِ
4821 -
حَدَّثَنا ابن السَّرْحِ وَمَخْلَدُ بْن خالِدٍ قالا: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، قالَ: حَدَّثَني مَنْ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قالَ أَبُو القاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا كانَ أَحَدُكُمْ في الشَّمْسِ". وقالَ مَخْلَدٌ: "في الفَئ". "فَقَلَصَ عَنْهُ الظِّلُّ وَصارَ بَعْضُهُ في الشَّمْسِ وَبَعْضُهُ في الظِّلِّ فَلْيَقُمْ"(1).
4822 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى، عَنْ إِسْماعِيلَ، قالَ: حَدَّثَني قَيْسٌ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ جاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقامَ في الشَّمْسِ فَأَمَرَ بِهِ فَحُوِّلَ إِلَى الظِّلِّ (2).
* * *
باب في الجلوس بين الظل والشمس
[4821]
(حدثنا) أحمد بن عمرو (ابن السرح ومخلد بن خالد) الشعيري العسقلاني نزيل طرسوس، شيخ مسلم (قالا: ثنا سفيان) بن عيينة (عن محمد بن المنكدر قال: حدثني من سمع أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: إذا كان أحدكم في الشمس. وقال مخلد) بن خالد الشعيري.
(1) رواه أحمد 2/ 383، والحميدي (1138) ومسدد كما في "إتحاف الخيرة"(5460)، والفاكهي في "أخبار مكة"(66)، والبزار في "مسنده"(8809) والبيهقي 3/ 236.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(837).
(2)
رواه أحمد 3/ 426، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(5257)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1174)، وابن حبان (2800)، والحاكم 4/ 271.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(833).
إذا كان أحدكم (في الفيء) وهو الظل، وأكثر ما يستعمل بعد الزوال، وقبل الزوال لا يسمى فيئًا (فقلص) بفتحات، واللام مخففة (عنه الظل) أي: ارتفع عنه بعضه وبقي بعضه عليه، وأكثر ما يقال فيما يكون إلى فوق، يقال: قلص الظل، وقلص الماء. إذا ارتفع في البئر، وقلص الدرع وتقلصت.
(وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم) إلى الظل؛ لأنه مجلس الشيطان كما في رواية أحمد بإسناد حسن (1)، ورواه الحاكم بلفظ: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل بين الظل والشمس (2). زاد في "شرح السنة" على رواية المصنف: عن أبي هريرة موقوفًا: مجلس الشيطان (3). قيل: ولأنه نصفه في الظل. وفيه مخالفة السنة.
[4822]
(حدثنا مسدد، ثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن إسماعيل) بن أبي خالد الأحمسي، مولاهم الكوفي (حدثني قيس) من كبار التابعين مخضرم، ويقال: له رؤية. (عن أبيه) أبي حازم الأحمسي، كوفي، اختلف في اسمه، فقيل: عوف بن الحارث. وقيل: عبد عوف بن الحارث. وقيل: حصن بن عوف.
(أنه جاء ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطب، فقام في الشمس، فأمر به فحول إلى الظل) رواه في "الاستيعاب" بلفظ: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطب، فقمت
(1)"المسند" 3/ 413 عن رجل من أصحاب النبي.
(2)
"المستدرك" 4/ 272.
(3)
"شرح السنة" 12/ 301.
في الشمس، فأومأ بيده إلى الظل (1).
وفي هذا الحديث دلالة على أن السنة لمستمع خطبة الجمعة وغيرها الجلوس أو الوقوف في الظل دون الشمس، ويدل عليه قوله تعالى:{ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} (2) وقد عد بعض متأخري الشافعية من سنن الوقوف بعرفة أن يتضحى للشمس، وأن لا يستظل إلا لمشقة أو حاجة.
وفيه: دلالة على كلام الخطيب في أثناء الخطبة، لكن رواية "الاستيعاب": أومأ. تدل على أنه لم يتكلم، بل أشار، فليحمل على. . . (3).
* * *
(1)"الاستيعاب" 4/ 192.
(2)
القصص: 24.
(3)
كذا في (ل)، (م) وبعدها فيهما بياض بمقدار كلمة.