الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
31 - باب كَراهِيَةِ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ولا يَذْكُرُ اللَّه
4855 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبّاحِ البَزّازُ، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ بْن زَكَرِيّا، عَنْ سُهَيْلِ ابْنِ أَبي صالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمارٍ وَكانَ لَهُمْ حَسْرَةً"(1).
4856 -
حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عَنِ ابن عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ:"مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ كانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةً، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةً"(2).
* * *
باب كراهة أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر اللَّه
[4855]
(ثنا محمد بن الصباح البزاز) بزاءين معجمتين، مصنف "السنن"(ثنا إسماعيل بن زكريا) البغدادي (عن سهيل بن أبي صالح) السمان (عن أبيه) ذكوان (عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما من قوم) القوم مخصوص بالرجال، والظاهر أن النساء إذا [اجتمعن ولم يذكرن](3) اللَّه فإنهن أسوأ حالًا من الرجال غالبًا؛ فيتناولهن الذم،
(1) رواه الترمذي (3380)، وأحمد 2/ 389.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(77).
(2)
رواه النسائي في "الكبرى"(10237)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1324)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص 674)، والبيهقي في "الشعب" 2/ 76 (540، 541). وصححه الألباني في "الصحيحة"(78).
(3)
في (ل)، (م): اجتمعوا ولم يذكروا، والمثبت هو الصواب.
وأما الصبيان فالظاهر أنهم لا يدخلون في ذلك.
(يقومون من مجلس) كانوا يتحدثون فيه، وأما إذا لم يتحدثوا فيه فالظاهر أنه لا يحصل لهم هذا الذم كما سيأتي، والظاهر أن القوم الرجال أو النساء إذا قاموا في مقام وتحدثوا فيه كما في جلوسهم فلهم حكم الجالسين إذا قاموا من المجلس (لا يذكرون اللَّه) الأصل فيه ذكر: لا إله إلا اللَّه، وفي معناه القراءة والتسبيح والحمد والاستغفار، ونحو ذلك.
(إلا قاموا) وفارقوا ذلك المجلس (عن مثل جيفة حمار) وذلك مما يخوضون من الكلام في أعراض الناس كما هو الغالب، وأما إذا تكلموا بكلام لا إثم فيه ولا عقاب -وهو نادر في هذا الزمان- فلا يقومون عن مثل جيفة حمار. (وكان لهم) أي: عليهم كما للطبراني في "الكبير": "ما من قوم اجتمعوا في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا اللَّه إلا كان ذلك المجلس"(حسرة)"عليهم يوم القيامة"(1)، فيما فرطوه في مجلسهم ذلك من ذكر اللَّه تعالى، فيتحسر المؤمن يوم القيامة على كل لحظة من عمره لم يستعملها فيما يحصل له فيه ثواب، فلحظة من العمر أنفس من كنز أو دُرة ثمينة.
[4856]
(حدثنا قتيبة بن سعيد) البلخي (ثنا الليث، عن) محمد (ابن عجلان) المدني الفقيه، وثقه أحمد (2) وابن معين (3) (عن سعيد المقبري،
(1) هو في "الأوسط" 4/ 112 (3744) من حديث عبد اللَّه بن مغفل.
(2)
انظر: "تهذيب الكمال" 26/ 105.
(3)
انظر: "الجرح والتعديل" 8/ 49.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قعد مقعدًا) وحده أو مع قوم (لم يذكر اللَّه تعالى فيه) بلفظه أو قلبه (كانت عليه من اللَّه تعالى ترة) بكسر التاء المثناة فوق وفتح الراء المهملة المخففة، ثم تاء تأنيث، والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة من الأول، أي: نقصًا، من قوله تعالى:{وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} (1) وهذا النقص إن كان في ذلك المقعد لم يتكلم بما ينقصه في دينه، فليس هو نقص في الدين؛ بل هو نقص من عمره أذهبه فيما لا ثواب فيه، وإن تكلم فيه بما ينقصه في دينه فهو نقص في دينه، ويؤخذ من الحديث أن من جلس مجلسًا وذكر اللَّه تعالى كان ذلك الذكر كفارة لما وقع في ذلك المجلس.
(ومن اضطجع مضجعًا)(2) بفتح الميم وكسر الجيم وفتحها، أي: على جنبه الأيمن أو الأيسر، وإن كان الأيمن أولى (لا يذكر اللَّه تعالى فيه إلا (3) كانت عليه من اللَّه ترة) زاد أحمد وغيره:"وما مشى أحد ممشى لا يذكر اللَّه تعالى فيه إلا كان عليه من اللَّه ترة"(4).
* * *
(1) محمد: 35.
(2)
قبلها في (ل)، (م): مضطجعًا، وعليها: خـ.
(3)
ساقطة من (ل).
(4)
"مسند أحمد" 2/ 432، ورواه أيضًا: النسائي في "الكبرى" 6/ 107 (10238)، وابن حبان 3/ 133 (853)، والطبراني في "الدعاء"(1927)، والبيهقي في "الشعب" 2/ 76 (539).