الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - باب فِي ذِكْرِ المِيزانِ
4755 -
حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، أَنَّ إِسْماعِيلَ بْنَ إِبْراهِيمَ حَدَّثَهُمْ قالَ: أَخْبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عائِشَةَ: أنَّها ذَكَرَتِ النّارَ فَبَكَتْ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ما يُبْكِيكِ؟ ". قالَتْ: ذَكَرْتُ النّارَ فَبَكَيْتُ فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمّا في ثَلاثَةِ مَواطِنَ فَلا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا: عِنْدَ المِيزانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزانُهُ أَوْ يَثْقُلُ، وَعِنْدَ الكِتابِ حِينَ يُقالُ: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كتابُهُ أَفي يَمِينِهِ أَمْ في شِمالِهِ أَمْ مِنْ وَراءِ ظَهْرِهِ، وَعِنْدَ الصِّراطِ إِذا وُضِعَ بَينَ ظَهْري جَهَنَّمَ". قالَ يَعْقُوبُ: عَنْ يُونُسَ وهذا لَفْظُ حَدِيثِهِ (1).
* * *
باب في الميزان
[4755]
(ثنا يعقوب (2) بن إبراهيم) الدورقي (وحميد بن مسعدة أن إسماعيل بن إبراهيم) ابن علية الإمام (حدثهم: أنا يونس، عن الحسن) البصري.
(عن عائشة أنها ذكرت) يومًا (النار فبكت) من حرها (فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ ) أي: ما سبب بكائك؟ وفيه تفقد الأولاد والزوجات، والسؤال عن أحوالهم العارضة ليشير عليهم بما فيه مصلحتهم، وتعليمهم
(1) رواه أحمد 6/ 101، والبزاز في "الغيلانيات"(912)، والآجري في "الشريعة"(906)، والحاكم 4/ 578.
وضعفه الألباني في "المشكاة"(5560).
(2)
فوقها في (ل): (ع).
ما يحتاجون (قالت: ذكرت النار) وشدة رؤيتها عند العرض عليها (فبكيت) فيه شدة خوف الصحابة رضي الله عنهم مع عظم منزلتهم، وناهيك بعائشة ومنزلتها عند النبي صلى الله عليه وسلم.
(فهل تذكرون أهاليكم) يحتمل أن تريد بالأهل نفسها، والتقدير: هل تذكرني في (يوم القيامة؟ ) كما في حديث أم سلمة: "ليس بك على أهلك هوان"(1) أراد بالأهل نفسه صلى الله عليه وسلم، وفي التعبير بالأهل إشارة إلى طلبها ذكرها بالشفاعة لها يوم القيامة لكونها زوجته في الدنيا، وللزوجة حق على زوجها، وفيه أيضًا طلب ذكر بقية أهله يوم القيامة، وهن ضراتها، وهذا من كمال فتوتها.
(فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أما) بتشديد الميم (في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدًا) لعظم هولها وشدة روعها إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه وافق في هذِه المواطن للرواية التي ذكرها رزين العبدري عن عائشة قالت: قلت: يا رسول اللَّه، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قالت أو قيل له: فأين نجدك؟ قال: "لا أخطئ ثلاثة مواطن: عند الميزان، وعند الصراط، وعند الحوض"(2)(عند الميزان) إذا وضع ووزنت الأعمال (حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل، وعند الكتاب حين) هذِه الرواية المشهورة، وفي بعضها:"حتى"(يقال له: {هَاؤُمُ}) أي: تعالوا ({اقْرَءُوا}) وأهل اللغة يقولون في تفسيرها: ها هاؤم اقرؤوا ({كِتَابِيَهْ}) وهذِه الهاء هاء الوقف (حتى يعلم أين يقع كتابه أ) يقع (في يمينه؟ ) فيكون من
(1) رواه مسلم (1460).
(2)
ذكره ابن الأثير في "جامع الأصول" 10/ 474.
أصحاب اليمين (أم) يقع (في شماله؟ ) فيكون من أصحاب الشمال (أم) يؤتى كتابه (من وراء ظهره؟ ) قال ابن السائب: يلوي يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه. وقيل: ينزع من صدره إلى خلف ظهره، ثم يعطى كتابه، وظاهر هذا أن كل من أوتي كتابه بشماله فهو من وراء ظهره، وظاهر الحديث أن من يؤتى كتابه بشماله على قسمين:
أحدهما: كتابه بشماله لا من وراء ظهره.
والثاني: بشماله من رواء ظهره.
(و) الموطن الثالث (عند الصراط إذا وضع) الصراط (بين ظهري)(1) بفتح الظاء والراء (جهنم) أي: على ظهور جهنم كالجسر، والعرب تضع الاثنين موضع الجمع (قال يعقوب) بن إبراهيم شيخ المصنف (عن) شيخه (يونس) بن عبيد العبدي البصري (وهذا لفظ حديثه) دون حميد.
* * *
(1) بعدها في (ل)، (م): ظهراني، وعليها: خ.