الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابٌ لا يَقُولُ: «عَبْدِي وَأَمَتِي»
•---------------------------------•
مقصود الترجمة: المنع من قول المسلم: «عبدي» و «أمتي» ، وليقل:«فتاي» و «فتاتي» ؛ لأن هذا قد يوهم أَنَّ هذا المتكلم هو رب أو إله هذا الفتى أو الجارية، ولو من باب اللفظ من غير قصد؛ إذ الشريعة جاءت بسد الذرائع، ومن ذلك الاهتمام بضبط الالفاظ، ومنه المنع من الألفاظ الموهمة لأمرٍ ممنوع، ولو من باب اللفظ دون القصد، ولو من وجهٍ بعيدٍ، كما قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا} [البقرة: 104](1).
ومناسبة الباب لكتاب التوحيد: أَنَّ هذا التعبير يقتضي التشريك في اللفظ، وقد يكون ذريعة للشرك في المعنى، فالمنع فيه حسمٌ لمادة الشرك، وحماية لجناب التوحيد؛ لأن مثل هذه الألفاظ تنافي التوحيد بأقسامه الثلاثة: فبالنسبة لتوحيد الربوبية: فإِنَّ قول: «ربي» للسيد يوهم المشاركة في الربوبية، وبالنسبة للألوهية: فقول: «عبدي» للمملوك يوهم المشاركة في الألوهية، وأما بالنسبة لتوحيد الأسماء والصفات: فإن إطلاق الرب على السيد يوهم تشريك الله في بعض أسمائه، وخاصة إذا جاء هذا الاسم معرفًا بالألف واللام (2).
(1) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (566)، وحاشية كتاب التوحيد ص (345)، وشرح كتاب التوحيد لابن باز ص (243)، وإعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (2/ 220)، والتمهيد لشرح كتاب التوحيد ص (519).
(2)
الملخص في شرح كتاب التوحيد ص (370).
فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضاءْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سيدِي وَمَوْلَايْ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي» .
•---------------------------------•
«فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ
…
» الحديث في الصحيحين (1).
«لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ» : بالجزم على النهي، والمراد أن يقول ذلك لمملوكه أو مملوك غيره، فالكل منهي عنه (2).
وهل يحرم قول السيد (عبدي وأمتي)؟
قال الشيخ السعدي رحمه الله: «هذا على وجه الاستحباب أن يعدل العبد عن قول عبدي وأمتي إلى فتاي وفتاتي، تحفظًا عن اللفظ الذي فيه إيهام ومحذور ولو على وجه بعيد، وليس حرامًا» (3).
«أَطْعِمْ رَبَّكَ» : بفتح الهمزة من الإطعام. والمعنى: ناوله الطعام (4).
«وَضاءْ رَبَّكَ» : أمر من الوضوء، والمعنى: ائته بالوضوء، أو أعنه على الوضوء.
(1) أخرجه البخاري (3/ 150) رقم (2552) ومسلم (4/ 1765) رقم (15)(2249) من طريق همام بن منبه،
ومسلم (4/ 1764) رقم (13)(2249) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب،
ومسلم أيضًا (4/ 1764) رقم (14)(2249) من طريق أبي صالح السمان،
ثلاثتهم (همام، وعبد الرحمن، وأبو صالح) عن أبي هريرة مرفوعًا.
(2)
تيسير العزيز الحميد ص (567).
(3)
القول السديد ص (122).
(4)
إعانة المستفيد (2/ 221).
«سيدِي» : السيادة المطلقة لله عز وجل، فهو السيد المطلق، لكن السيادة المقيدة بالإضافة لا بأس بها؛ لأن للبشر سيادة تناسبه.
«وَمَوْلَايْ» : المولى يطلق على معانٍ كثيرة منها: الناظر والمولى والمالك، وهو المراد هنا، وحينئذ فلا بأس أن يقول: مولاي (1).
(1) تيسير العزيز الحميد ص (568)، والملخص في شرح كتاب التوحيد ص (371).
(2)
قرة عيون الموحدين ص (233)، وينظر: فتح المجيد ص (455) فهي موجودة فيه بصورة أطول.