الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّطَيُّرِ
وَقَوْلِ الله تَعَالَى: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} .
•---------------------------------•
مقصود الترجمة بيان حكم التطير، وأنه منهيٌّ عنه، بل هو من الشرك الأصغر، ونوعٌ من أنواع السحر بالمعنى اللغوي العام.
والتطير: التشاؤم بالشيء والكراهية له، فكانت العرب تتشاءم ببعض الأشياء، وترى أن ذلك مانع من الخير، فنفى الإسلام ذلك، ونهى عنه.
ومناسبة الباب لكتاب التوحيد: أن التطير منافٍ للتوحيد من وجهين:
«الأول: أن المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غير الله.
والثاني: أنه يحجم ويستجيب لهذه الطيرة ويدع العمل» (1).
ومناسبة الترجمة لما قبلها: أن الطيرة مما ينافي التوحيد ويناقضه؛ إذ إن المتطير يتعلق قلبه بغير الله كالنشرة المحرمة، فإن فيها تعلقًا بغير الله، والتطير والنشرة كلاهما مناف للتوحيد والاعتماد على الله تعالى.
{أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ} : كان هؤلاء يتطيرون بموسى عليه السلام، وهذا جاء صريحًا في بداية الآية، قال تعالى:{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 131](2).
(1) القول المفيد (1/ 560).
(2)
ينظر: تفسير الطبري (10/ 377)، وتفسير القرطبي (7/ 264).
(3)
معاني القرآن وإعرابه للزجاج (2/ 369).
وَقَوْلِهِ: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} .
•---------------------------------•
ومناسبة هذه الآية لهذا الباب: أن هذا التطير من صفات أعداء الرسل، ومن خصال المشركين، وليس من خصال أتباع الرسل، وأما أتباع الرسل فإنهم يعلقون ذلك بما عند الله من القضاء والقدر، أو بما جعله الله -جل وعلا- لهم من ثواب أعمالهم أو العقاب عليها؛ كما قال تعالى:{أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ} [الأعراف: 131](2).
{قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ} : أي: قال الذين أُرْسِلُوا إلى القرية ردًّا على قول أهل القرية حينما قالوا لهم: {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} [يس: 18]؛ أي: تشاءمنا بكم، وإننا لا نرى أنكم تدلوننا على الخير، بل على الشر وما فيه هلاكنا؛ فأجابهم الرسل بقولهم:{طَائِرُكُم مَّعَكُمْ} : أي: مصاحب لكم، فما يحصل لكم؛ فإنه منكم ومن أعمالكم، فأنتم السبب في ذلك (3).
(1) أضواء البيان (2/ 39).
(2)
التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص (337، 338).
(3)
القول المفيد (1/ 561) بتصرف.