الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ مَا جَاءَ فِي الكُهَّانِ وَنَحْوِهِمْ
•---------------------------------•
قصد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة: بيان ما جاء من الوعيد الشديد في حق الكهان ومَن جرى مجراهم، ومَن صدقهم، ومراد المصنف بقوله:(ونحوهم): أي كل من يدعي علم الغيب بطريقةٍ من الطرق (1).
ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن الكهانة شركٌ بالله عز وجل من جهتين:
الأولى: دعوى مشاركة الله في علم الغيب، وهذا شركٌ في الربوبية.
والثانية: استخدام الجن؛ فإن التعامل مع الجن في مثل هذه الأمور لا يكون إلا بالتقرب إليهم بشيءٍ من العبادات كالذبح والاستعانة والاستغاثة ونحو ذلك. وقد تكون بإهانة المصحف أو بسب الله تعالى، وهذا كفرٌ صريح وردةٌ واضحةٌ (2).
ثم من جهةٍ أخرى هذا الباب يناسب الأبواب التي قبله؛ لأنه أتى بعد ذكر أبواب السحر، وطبيعة عمل الكاهن والعراف الذي يستخدم الجن لإخباره بأمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله في الماضي والمستقبل؛ فيجتمع بذلك الكاهن مع الساحر باستخدامهما الجن لتأدية مهامهما، ويصرفان له صنوفًا من ألوان العبادات (3).
(1) ينظر: الملخص في شرح كتاب التوحيد ص (213).
(2)
ينظر: التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص (314)، والتوضيح الرشيد ص (229).
(3)
ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (346)، وحاشية كتاب التوحيد ص (202).
رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ? ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شيءٍ فَصَدَّقَهُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» .
•---------------------------------•
قوله: «رَوَى مُسْلِمٌ» في صحيحه (1)، هو كما قال عدا (فَصَدَّقَهُ)، فإنها عند أحمد في مسنده (2).
تعريف العراف
«مَنْ أَتَى عَرَّافًا» : العراف: هو الذي يدعي معرفة ما أُخْفِىَ من الأمور بمقدماتِ أسبابٍ يستدل بها، كمعرفة الشيء المسروق، ومكان الضالة، ونحو ذلك من الأمور (3).
«فَسَأَلَهُ عَنْ شيءٍ فَصَدَّقَهُ» : أي سأله عن شيءٍ من المغيبات ونحوها (4).
«لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» : قال النووي: «وأما عدم قبول صلاته فمعناه أنه لا ثواب له فيها، وإن كانت مجزئة في سقوط الفرض عنه، ولا يحتاج معها إلى إعادة» (5).
«وظاهر لفظ مسلم أن الوعيد مرتب على مجيئه وسؤاله، سواء صدقه أو شك في خبره» (6).
(1) صحيح مسلم (4/ 1751) رقم (2230) عن محمد بن المثنى العنزي، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن صفية، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
المسند (27/ 197) رقم (16638).
(3)
ينظر: معالم السنن (3/ 105)، والمعلم بفوائد مسلم (2/ 291).
(4)
التنوير شرح الجامع الصغير للصنعاني (10/ 19)، وفيض القدير (6/ 22)، والتيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 385).
(5)
شرح مسلم للنووي (14/ 227)
(6)
فتح المجيد ص (295).