الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«العِيَافَةَ» : -بكسر العين- وهي زجر الطير، وهو التفاؤل بأسمائها وأصواتها وألوانها وممرها، وهو من عادة العرب كثيرًا، وهو كثير في أشعارهم (1).
«ووجه كون العيافة من السحر:
أن العيافة يستند فيها الإنسان إلى أمر لا حقيقة له، فماذا يعني كون الطائر يذهب يمينًا أو شمالًا أو أمامًا أو خلفًا؟ فهذا لا أصل له وليس بسبب شرعي ولا حسي، فإذا اعتمد الإنسان على ذلك فقد اعتمد على أمر خفي لا حقيقة له، وهذا سحر كما سبق تعريف السحر في اللغة» (2).
وابن حبان في صحيحه (13/ 502) رقم (6131)، من طريق حماد بن زيد،
والطبراني في المعجم الكبير (18/ 369) رقم (942) من طريق سفيان،
والطبراني في المعجم الكبير (18/ 369) رقم (944)، وأبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 322 - 325) دون ذكر الطيرة من طريق حماد بن سلمة،
عشرتهم (معمر، وروح، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، ومروان بن معاوية، وهوذة بن خليفة، وابن المبارك، وحماد بن زيد، وسفيان، وحماد بن سلمة) عن عوف العبدي، عن حيان ابن العلاء، عن قطن بن قبيصة، عن أبيه قبيصة بن المخارق.
فائدة: روى الحديث أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 324، 325) بإسنادٍ آخر عن قبيصة، فقال:(أخبرنا إبراهيم بن شريك الأسدي ، قال: ثنا شهاب بن عباد ، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن هارون بن رئاب ، عن كنانة بن نعيم ، عن قبيصة بن مخارق ، قال: تحملت حمالة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله ، قال: فذكر الحديث بطوله)، ولم يسق لفظه.
والحديث فيه: (حيان بن العلاء) وهو مجهول، وهو علة الحديث.
(1)
ينظر: النهاية في غريب الحديث (3/ 330)، وتحفة الأبرار شرح مصابيح السنة للبيضاوي (3/ 184)، وشرح المشكاة للطيبي (9/ 2982).
(2)
القول المفيد (1/ 517).
«وَالطَّرْقَ» : هو الضرب بالحصا، وهو ضرب من الكهانة يفعله النساء. وقيل: هو الخط في الرمل (1).
«وَالطِّيَرَةَ» : مصدر من التطير، وهي التشاؤم بالشيء والكراهية له، يقال: تَطَيَّرَ الرجل طِيَرَةً، واشتقاقه من الطير كالغراب وغيره، فكانت العرب تتشاءم به، وترى أن ذلك مانع من الخير، فنفى الإسلام ذلك، ونهى عنه (2).
«الِجْبتِ» : سبق معنى (الجبت) في الأبواب السابقة.
«قَالَ عَوْفٌ: (العِيَافَةُ: زَجْرُ الطَّيْرِ، وَالطَّرْقُ: الخَطُّ يُخَطُّ بِالأَرْضِ)» : هذا تفسير منه لهذين المصطلحين، وتفسيره (للعِيَافة) مَرَّ معنا، وتفسيره (للطَّرْق) هو على الوجه الثاني من التفسير الذي سبق ذكره.
فإن قيل: قد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن نبي من الأنبياء (المراد به إدريس عليه السلام يخط؛ فقال: من وافق خطه؛ فذاك.
فالجواب من وجهين:
الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم علقه بأمر لا يمكن حصوله؛ لأنه قال: فمن وافق خطه فذاك، وما يدرينا هل وافق خطه أو لا؟
(1) ينظر: النهاية في غريب الحديث (3/ 121)، وتحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (3/ 184)، وشرح المشكاة للطيبي (9/ 2983).
(2)
ينظر: معالم السنن (4/ 235)، وتفسير غريب ما في الصحيحين ص (306).
الثاني: أنه إذا كان الخط بالوحي من الله تعالى كما في حال هذا النبي؛ فلا بأس به؛ لأن الله يجعل له علامة ينزل الوحي بها بخطوط يعلمه إيَّاها.
أمَّا هذه الخطوط السحرية؛ فهي من الوحي الشيطاني.
وفي الحديث دليل على تحريم التنجيم؛ لأنه إذا كان الخط ونحوه الذي هو من فروع النجامة من الجبت فكيف بالنجامة. وفيه أيضًا تحريم قراءة الفنجان (1).
«وَالجِبْتُ: قَالَ الحَسَنُ: (رَنَّةُ الشيطَانِ)» : قال صاحب التيسير: «لم أجد فيه كلامًا» (2). وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: «والظاهر أن رنة الشيطان، أي: وحي الشيطان؛ فهذه من وحي الشيطان وإملائه، ولا شك أن الذي يتلقى أمره من وحي الشيطان أنه أتى نوعًا من الكفر» (3).
ومناسبة هذا الحديث للباب ولكتاب التوحيد: هو أن هذا الحديث ذكر ثلاثة أشياء، وهي:(العِيَافة)، و (الطَّرْق)، و (الطِّيَرَة)، وهي أنواع من الجبت الذي هو نوع من أنواع السحر القائم على الشرك بالله، المنافي للتوحيد (4).
(1) قراءة الفنجان: هي نوع من أنواع الكهانة، وكيفيتها أنْ يشرب المقروء له قهوة أو نحوها بقوام محدد من فنجان، ثم يترك الفنجان لمدة محددة، ثم ينظر القارئ في شكل الأثر المتبقي من المشروب، ويبني عليه متكهنًا بأمورٍ مستقبلية غيبية تحدث للمقروء له.
(2)
تيسير العزيز الحميد ص (341).
(3)
القول المفيد (1/ 517).
(4)
ينظر: إعانة المستفيد (1/ 358، 359)، والملخص في شرح كتاب التوحيد ص (205)، والجديد في شرح كتاب التوحيد ص (230).
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله? : «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
•---------------------------------•
حديث ابن عباس رواه أبو داود وغيره (1)، وإسناده صحيح.
«مَن اقْتَبَسَ» : «أي: أخذ وحصَّل وتعلم» (2).
«شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ» : الشعبة: الطائفة من الشيء والقطعة منه، والمقصود: علم من علوم النجوم، أو مسألة من مسائله (3).
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 239) رقم (25646)، وأحمد في المسند (3/ 454) رقم (2000)، وابن ماجة في السنن (2/ 1228) رقم (3726)، وأبو داود في السنن (4/ 15، 16) رقم (3905)، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (3/ 1119)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق ص (347) رقم (732)، وأبو الشيخ الأصبهاني في كتاب العظمة (4/ 1225) رقم (701222222)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 238، 239) رقم (16513)، وفي الآداب ص (141) رقم (342)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 792) رقم (1477) من طريق يحيى بن سعيد القطان،
وأحمد في مسنده (5/ 41) رقم (2840) من طريق روح،
وعبد بن حميد من مسنده-المنتخب ص (236) رقم (714)، والطبراني في المعجم الكبير (11/ 135) رقم (11278)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (7/ 1286، 1287) رقم (2274)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 168) رقم (4832) من طريق الحارث بن عبيد الإيادي،
ثلاثتهم (يحيى بن سعيد، وروح، والحارث بن عبيد) عن عبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والحديث قال فيه المصنف: (إسناده صحيح)، وصححه العراقي في تخريج الإحياء ص (1460)، والنووي في رياض الصالحين ص (369)، والمناوي في التيسير (2/ 403)، وأحمد شاكر (3/ 259) في شرح المسند، وشعيب ومجموعته في تحقيق مسند أحمد (5/ 41).
(2)
مرقاة المفاتيح (7/ 2907).
(3)
ينظر: مرقاة المفاتيح (7/ 2907)، وتيسير العزيز الحميد ص (342).