الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب قول الله تعالى:
{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ
قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.
•---------------------------------•
مقصود الترجمة: أمران:
الثاني: ذكرُ برهانٍ آخر على وجوب التوحيد وبطلان الشرك، وهو إيراد الأدلة التي تدل على عظمة الرب تبارك وتعالى وكبريائه، وخضوع الكون كله من أحياءٍ وجماداتٍ له. وهي تدل بطريق اللزوم على توحيد العبادة؛ فإن الرب الذي له صفات الكمال، وله الجبروت والعظمة هو المستحق للعبادة، والمصنف يريد بذلك إثبات توحيد الألوهية من خلال توحيد الأسماء والصفات؛ فإن الثاني مستلزم للأول (2).
وبهذا تُعلم مناسبة الباب الظاهرة لكتاب التوحيد.
(1) تيسير العزيز الحميد ص (218)، وينظر أيضًا: شرح كتاب التوحيد لابن باز ص (88)، والقول المفيد (1/ 306)، وفوائد من شرح كتاب التوحيد ص (48)، والملخص في شرح كتاب التوحيد ص (134).
(2)
ينظر: القول السديد ص (68، 69)، والتمهيد لشرح كتاب التوحيد ص (204 - 208).
وأما علاقة هذا الباب بالأبواب التي قبله: فهي إتمام ما سبق في الأبواب السابقة من بيان أدلة بطلان الشرك.
ففي الأبواب السابقة بيَّن الشيخ رحمه الله بيان بطلان عبادة الأنبياء والصالحين من بني آدم، بالأدلة التي سبقت من الكتاب والسنة.
وفي هذا الباب يبين بطلان عبادة الملائكة، لأن الملائكة عُبدوا من دون الله، فهذا الباب مكمل للأبواب السابقة التي قبله في بيان بطلان عبادة كل من عبد من دون الله؛ من الأنبياء، والأولياء، والصالحين، والملائكة، لأنه إذا بطلت عبادة هؤلاء، فبطلان عبادة من دونهم من باب أولى، وإذا بطل ذلك في حق الملائكة -وهم أقوى الخلق خِلْقةً، ومن أقربهم إلى الله سبحانه وتعالى منزلة- فلأن تبطل عبادة من سواهم من الآدميين والجن والإنس من باب أولى» (1).
وقوله: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} : حتى إذا كُشِف وجُلِّى وأُزيل عن قلوبهم، والضمير عائد على الملائكة (2). وقُرئ (افْرُنْقِعَ) عن قلوبهم بمعنى انكشف عنها (3).
(1) إعانة المستفيد (1/ 221).
(2)
ينظر: تفسير الطبري (19/ 274)، وتفسير ابن كثير (6/ 454)، وهذا قول المحققين من أهل التفسير، ويدل عليه الحديث الآتي؛ ولذلك قال ابن كثير في تفسيره (6/ 455):«وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه؛ لصحة الأحاديث فيه والآثار» .
(3)
التبيان في إعراب القرآن (2/ 1068)، وهي قراءة شاذة.