الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ، فَقَالَ:«يَا مَعْشر قُرَيْشٍ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شيئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ الله شيئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شيئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شيئًا» .
•---------------------------------•
حديث أبي هريرة في صحيحي البخاري ومسلم (1).
قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} فيه تربية الداعية بأن يبدأ في دعوته بأهل بيته وخاصته، ثم جيرانه وأهل بلده، ثم من حوله من البلاد.
«و
السر في الأمر بإنذار الأقربين أولًا
، أن الحجة إذا قامت عليهم تعدت إلى غيرهم وإلا فكانوا علة للأبعدين في الامتناع» (2).
«اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ» : أي أسلموا بإخلاص العبادة لله وحده، ونبذ الشرك، تسلموا من عذاب الله، فتكون الطاعة ثمنًا للنجاة والفوز يوم القيامة (3).
«سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ» قال الطيبي: «أرى أنه ليس من المال المعروف في شيء، إنما عبر به عما يملكه من الأمر وينفذ تصرفه فيه، ولم يثبت عندنا أنه كان ذا مال لا سيما بمكة» (4).
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (4/ 7) رقم (2753) من طريق شعيب،
ومسلم في صحيحه (1/ 192) رقم (206) من طريق يونس،
كلاهما (شعيب، ويونس) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
فتح الباري لابن حجر (8/ 503).
(3)
ينظر: التوضيح لابن الملقن (20/ 90)، وفتح الباري لابن حجر (8/ 503).
(4)
شرح المشكاة للطيبي (11/ 3398).
«لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شيئًا» : وهذا هو الشاهد من الحديث على الترجمة في هذا الباب، أي لا أدفع أو لا أنفع (1).
وفيه حجة على من تعلق بالأنبياء والصالحين، ورغب إليهم ليشفعوا له وينفعوه، أو يدفعوا عنه؛ فإن ذلك هو الشرك الذي حرمه الله تعالى، وأقام نبيه صلى الله عليه وسلم بالإنذار عنه (3).
ووجه مطابقة الحديث للباب: أنه إذا كان «هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأقاربه الأقربين: عمه، وعمته، وابنته؛ فما بالك بمن هم أبعد؟ ! فعدم إغنائه عنهم شيئًا من باب أولى؛ فهؤلاء الذين يتعلقون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويلوذون به ويستجيرون به الموجودون في هذا الزمن وقبله قد غرهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق، لأنهم تعلقوا بما ليس بمُتَعَلق، إذ الذي ينفع بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم هو الإيمان به واتباعه» (4).
(1) القول المفيد (1/ 295) بتصرف.
(2)
التوضيح الرشيد ص (113).
(3)
فتح المجيد ص (190).
(4)
القول المفيد (1/ 296).