الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأسنان هذا المفتاح هي
شروط (لا إله إلا الله)
، وهي (1):
1 -
العلم المنافي للجهل.
2 -
اليقين المنافي للشك.
3 -
الإخلاص المنافي للشرك.
4 -
الصدق المنافي للكذب.
5 -
المحبة المنافية للبغض.
6 -
الانقياد المنافي للترك.
7 -
القبول المنافي للرد.
8 -
الكفر بما يعبد من دون الله.
وقد نظم بعض العلماء هذه الشروط، فقال:
عِلْمٌ يَقِينٌ وإِخْلاصٌ وصِدْقُكَ مَع
…
مَحَبَّةٍ وَانْقِيَادٍ وَالقَبُولِ لها
ونظم بعضهم زائدًا على البيت الأول:
وَزِيدَ ثَامِنُهَا الكُفْرَانُ مِنْكَ بِمَا
…
سِوَى الإِلهِ من الأَوْثَانِ قَدْ أُلِها
(1) جاء ذكر هذه الشروط مع ذكر أدلتها في شرحنا للعقيدة الواسطية.
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ مُوسى: يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شيئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ: قُلْ يَا مُوسى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: يَا رَبِّ كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُونَ هَذَا، قَالَ: يَا مُوسى لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَرَضينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كِفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» . رواهُ ابنُ حبانَ، والحاكمُ وصححه.
•---------------------------------•
حديث أبي سعيد أخرجه ابن حبان والحاكم (1)، إسناده ضعيف.
«يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شيئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ» أراد موسى عليه السلام أن يخصه الله بشيء يذكره ويدعوه به، ويدل على طلب التخصيص قوله:«يَا رَبِّ كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُونَ هَذَا» ، مما يدل على أنه يريد شيئًا يخصه.
«مَالَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» أي: رجحت عليهن، وذلك لما اشتملت عليه من توحيد الله الذي هو أفضل الأعمال، وأساس الملة، ورأس الدين.
ولا سيما إذا كان التوحيد نابعًا من قلب صادق؛ لأن «الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العمل واحدة، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض» (2).
(1) أخرجه النسائي في الكبرى (9/ 307) رقم (10602)، وفي عمل اليوم والليلة ص (608) رقم (1141)، وابن حبان في صحيحه (14/ 102) رقم (6218)، والطبراني في الدعاء ص (435) رقم (1480)، والحاكم في المستدرك (1/ 710) رقم (1936)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 327)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 251) رقم (185) من طريق دراج ابن سمعان أبي السمح عن أبي الهيثم العتواري، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ودراج هذا نصَّ أئمة الحديث على أنَّ روايته عن أبي الهيثم ضعيفة فيها مناكير وعجائب. قال الإمام أحمد: «حديثه منكر» . العلل (3/ 116). وقال أبو داود: «أحاديثه مستقيمة، إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد» . سؤالات الآجري (2/ 166). فالحديث ضعيف لأجل دراج.
(2)
مدارج السالكين (1/ 331).
وللتِّرمذيِّ وحَسَّنَهُ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشركُ بِي شيئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» .
•---------------------------------•
ومناسبة الحديث للباب: أنَّ كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لا يعدلها شيء البتة، وأن فضلها عظيم عند الله تعالى.
حديث أنس عند الترمذي، حسن بشواهده (1).
«ابْنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا
…
(1) أخرجه الترمذي في جامعه (5/ 548) رقم (3540)، والطبراني في الأوسط (4/ 315) رقم (4305)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص (63) رقم (179)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 231) من طريق سعيد بن عبيد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وقال:«هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» ، وقال أبو نعيم:«غريب تفرد به عنه سعيد بن عبيد» . والحديث له شواهد، فهو حسن بشواهده، قال ابن رجب:«إسناده لا بأس به» ، وقال أيضًا:«تابعه على رفعه أبو سعيد مولى بني هاشم» .
(2)
جامع العلوم والحكم (2/ 417).
ومناسبة الحديث للباب: أن فيه بيان سعة فضل الله، وكثرة ثواب التوحيد عند الله وتكفيره للذنوب.
وخلاصة ما تدل عليه أحاديث الباب: كثرة ثواب التوحيد، وسعة كرم الله وجوده ورحمته، حيث وعد عباده أن العبد لو أتاه بملء الأرض خطايا وقد مات على التوحيد، فإنه يقابله بالمغفرة الواسعة التي تسع ذنوبه، والرد على الخوارج الذين يكفرون المسلم بالذنوب، وعلى المعتزلة الذين يقولون بالمنزلة بين المنزلتين وهي منزلة الفاسق، ويلتقون مع الخوارج في النتيجة؛ ألا وهي تخليده في النار أبدًا.