الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الأول
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ رضي الله عنه قَالَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَصُومُ في السَّفرِ، وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيامِ، قَالَ:"إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وإنْ شِئْتَ فَأَفْطِر"(1).
* * *
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (1841)، كتاب: الصوم، باب: الصوم في السفر والإفطار، واللفظ له، ومسلم (1121/ 103 - 106)، كتاب: الصيام، باب: التخيير في الصوم والفطر في السفر، وأبو داود (2402)، كتاب: الصوم، باب: الصوم في السفر، والنسائي (2304 - 2308)، كتاب: الصيام، باب: ذكر الاختلاف على هشام بن عروة فيه، والترمذي (711)، كتاب: الصوم، باب: ما جاء في الرخصة في السفر، وابن ماجه (1662)، كتاب: الصيام، باب: ما جاء في الصوم في السفر.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"معالم السنن" للخطابي (2/ 123)، و"الاستذكار" لابن عبد البر (3/ 299)، و"عارضة الأحوذي" لابن العربي (3/ 232)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (4/ 73)، و"المفهم" للقرطبي (3/ 178)، و"شرح مسلم" للنووي (7/ 237)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 223)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (2/ 861)، و"فتح الباري" لابن حجر (4/ 179)، و"عمدة القاري" للعيني (11/ 45)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (3/ 384)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (4/ 303).
(عن عائشةَ) الصدِّيقةِ أُمِّ المؤمنين (رضي الله عنها: أن حمزةَ بنَ عمرِو) بنِ عُويمر بنِ الحارثِ (الأسلميَّ) نسبة إلى أحد أجداده، وهو أسلمُ بنُ أَفصى (رضي الله عنه) روى عنه ابنه محمد، وعائشة، وعروة بنُ الزبير، وغيرُهم، مات سنة إحدى وستين وله ثمانون سنة، وهو معدود في أهل الحجاز، روي له تسعة أحاديث، لمسلم منها حديث: أنه كان يصوم الدهر (1).
(قال) حمزةُ الأسلميُّ (للنبي صلى الله عليه وسلم): إني (أصومُ في السفر)، وفي لفظ: سألَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الصيام في السفر (2)، (وكان) حمزةُ هذا (كثيرَ الصيام).
وفي لفظ آخر عنها: أن حمزة بنَ عمرو الأسلميَّ سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه! إني رجل أَسْرُدُ الصومَ، أفأصومُ في السفر (3)؟ (قال) صلى الله عليه وسلم مجيبًا له:(إن شئتَ فصم، وإن شئتَ فأَفْطِر) -بهمزة قطع-، وعند مسلم من رواية أبي مُراوح، عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه، قال: يا رسول اللَّه! أجدُ لي قوةً على الصيام في السفر، فهل عليَّ جُناحٌ؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هي رخصةٌ من اللَّه، فمن أخذَ بها، فحَسَنٌ،
(1) تقدم تخريجه قريبًا عند مسلم. وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (4/ 315)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 46)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/ 212)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 7)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (1/ 375)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (15/ 213)، و"تهذيب الكمال" للمزي (7/ 333)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (2/ 123).
(2)
تقدم تخريجه عند مسلم برقم (1121/ 103).
(3)
تقدم تخريجه عند مسلم برقم (1121/ 104).
ومن أحبَّ أن يصومَ، فلا جُناحٌ عليه" (1)، وهذا ربما أشعرَ بأنه سأل عن صيام الفريضة؛ لأن الرخصة إنما تُطْلَق في مقابلة الواجب (2)، وأصرَحُ من هذا ما رواه أَبو داود، والحاكم من طريق محمد بن حمزة بن عمرو، عن أبيه: أنه قال: يا رسول اللَّه! إني صاحبُ ظهر أعالجه أسافر عليه، [وأكريه] (3)، وإنه ربما صادفني هذا الشهرُ -يعني: رمضان-، وأنا أجدُ القوة، وأجدني أن أصوم أهون عليَّ من أن أؤخره فيكونَ دَينًا عليّ، فقال: "أيَّ ذلك شِئْتَ يا حمزةُ" (4).
وبهذا تعلم ما في كلام ابن دقيق العيد من القُصور (5)؛ حيث قال: وربما استدل به من يُجيز صومَ رمضان في السفر، فمنعوا الدلالة من حيث ما ذكرنا؛ يعني: من عدم التصريح بأنه صومُ رمضان من عدم دلالته على كونه صومَ رمضان؛ لأن الحديث بعضُه يفسر بعضًا، وباجتماع طرقه تعلم الدلالة منه (6)، واللَّه أعلم.
* * *
(1) رواه مسلم (1121/ 107)، كتاب: الصيام، باب: التخيير في الصوم والفطر في السفر.
(2)
انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (3/ 384)، نقلًا عن "فتح الباري" لابن حجر (4/ 180).
(3)
في الأصل: "وألزمه"، والصواب ما أثبت.
(4)
رواه أَبو داود (2403)، كتاب: الصوم، باب: الصوم في السفر، والحاكم في "المستدرك"(1581).
(5)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (4/ 180).
(6)
انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 223).