الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتفرّقوا فتقطّعت أشلاؤهم
…
وتبدّدوا فرقا بكلّ مكان
ومنها يقول:
لا تعجبنّ أمام من حدث عدا
…
فالدّهر غيّرنا مع الحدثان
(305) ذكر تأبّط شرّا وطرفا من خبره
هو ثابت بن جابر ويكنى أبا زهير ويلقب تأبّط شرّ، وسبب ذلك ما ذكره ابن الأعرابيّ أنّ أمّه قالت له يوما وهو صغير: ألا ترى إلى غلمان الحيّ يجنون لأهلهم الكمأة فيروّحون بها؟ قال: أعطيني جرابي حتّى أمضي فأجني لك الكمأة. فأعطته، ومضى فملأه أفاعي وأتى به متأبّطا به، فألقاه بين يديها ففتحته فخرجن منه الأفاعي يسعين في الخباء. فوثبت وخرجت صارخة. فقالوا لها نساء الحيّ: ماذا أتاك به ثابت متأبّطا؟ فقالت:
شرّا. فلزمه هذا اللّقب.
وكان تأبّط شرّا أعدى ذي ساقين وذي كعبين مشا على الأرض.
وكان إذا جاع لم تقم له قائمة، وكان إذا نظر إلى الظّباء فيتنقّى على نظرة أسمنها ثمّ يعدوا خلفه فلا يعود حتّى يأخذه فيذبحه بسيفه ويشويه ويأكله.
ولقي يوما رجلا من ثقيف يقال له: أبو وهب، وكان أهوجا وعليه حلّة جيّدة. فقال: يا ثابت، بم تغلب الناس، وأنت كما أرى ضئيلا دميما؟ قال: باسمي أنا! أقول ساعة ألقا رجلا: أنا تأبّط شرّا! فينخلع قلبه حتّى أنال منه ما أريد. فقال له الثّقفيّ: فهل لك أن تبيعني اسمك؟ قال: بماذا؟ قال: بهذه الحلّة، ولك كنيتي. قال: فعلت. فأخذ حلّته. فقال أبو وهب:
ولي اسمك؟ فقال: نعم، امضي. ثم انصرف تأبّط شرّا وقال (من الطويل):
ألا هل أتى الحسناء أنّ خليلها
…
تأبّط شرّا وقد كنّيت أبا وهب
فهبه تسمّى أسماء وسمّاني اسمه
…
فأين له صبري على معظم الخطب
وأين له بأس كبأسي وصورتي
…
وأين له في كلّ جارحة قلبي
قال ابن الأعرابيّ أيضا: إنّما سمّي تأبّط شرّا لأنّه لقي الغول التي تزعم (306) العرب، فقتلها وقطع رأسها ورجع إلى أهله متأبّطا بذلك، وهو قوله (من الوافر):
ألا مخبرا فتيان فهم
…
بما لاقيت عند رحا بطان
بأنّي قد لقيت الغول تهوي
…
بشهب كالصّحيفة صحصحان