الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولعلّ الفاضل، قارئ هذا التاريخ، إذا انتهى في قراءته، صدّق زعم العبد فيما ادّعاه، وإلى الله الرغبة والتوسّل أن يسدّد أقوالنا وأفعالنا، ويختم بالصّالحات أعمالنا، إنّه بالإجابة جدير {وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
ذكر الطّبقة الأولى لملوك الفرس
هؤلاء أوّل طبقة ملوك فارس المسمّيون بالفيشداديّة. فأوّلهم كيومرث، أقام، على رأي بهرام، ثلاثون سنة، وعلى رأي حمزة الأصفهانيّ، أربعون سنة. ثمّ أقامت الناس لا ملك لهم ولا رئيس يرجعون إليه إلى تملّك فيشداني وسهنج (175)، على رأي بهرام، مائة سنة وأربع وأربعون سنة وثمانية أشهر، بحكم التحرير. ثمّ ملك بيشهنج، على رأي بهرام أربعون سنة؛ برأي حمزة أيضا أربعون سنة. ثمّ ملك طهومرت بن ونوبجهان بن هوبلد بن أوسهنج؛ رأي بهرام ثلاثون سنة، وكذلك حمزة ثلاثون سنة. ثمّ ملك أخوه الجم بن ونربجهان ستّمائة سنة وستّة عشر سنة
على رأي بهرام، ورأي حمزة سبعمائة سنة وستّة عشر سنة. ثمّ ملك بيوراسب ألف سنة، متّفق عليه. ثمّ ملك أفريدون بن أثفيان خمسمائة سنة، متّفق عليه. ثمّ ملك منوشجهر مائة وعشرون سنة، برأي بهرام، منها لقراسيان التركيّ اثنا عشر سنة داخلة في جملة ملك منوشجهر؛ ورأي حمزة: مائة وعشرون سنة كاملة لمنوشجهر. ثم ملك افراسياب برأي بهرام اثنا عشر سنة في مدة أيّام ملك منوشجهر، ورأي حمزة: اثنتا عشر سنة خارجة عن مائة وعشرين سنة ملك منوشجهر. ثمّ ملك زاب بن طهماسف ثلاث سنين؛ متّفق عليه. ثمّ ملك كرشاسف ستّ سنين، برأي بهرام؛ ورأي حمزة الإصبهانيّ سبع سنين.
وعدّة هؤلاء الملوك، وهم الطبقة الأولى، تسعة نفر، مدّت ملكهم على رأي بهرام بن بردانشاه، موبد كورة شابور من بلد فارس، ألفان سنة وخمس مائة سنة وأربعون سنة. وأمّا رأي حمزة الإصفهانيّ، صاحب تاريخ إصفهان، ألفان وأربع مائة سنة وسبعون سنة.
قال الموبد بهرام في كتابه: إنّي جمعت بين سبعة وعشرين نسخة من
الكتاب المسمّى: خداه اه؟؟؟، حتّى أصلحت منه تواريخ ملوك فارس من لدن كهومرت والد البشر وإلى أن زال الملك عنهم وانتقل إلى العرب. فكان مدّة هؤلاء الملوك الأول ما قدّمناه، وباقي الملوك على ما يأتي عند ذكرهم، إن شاء الله تعالى.
فأوّل من يعتبر له الملك من هذه الطبقة وشهنج ولقبه فيشداد، وإليه ينسبون هؤلاء التسعة، فيقال: الفيشداديّة. ومعنى ذلك: (176) أوّل حاكم في الملك. وعقد له في إصطخر؛ وهو الذي استخرج الحديد وعمل بعض أدوات الصنّاع وبعض الأسلحة، وأمر الناس بقتل السباع الضارية. وقيل: إنّه هو أوّل من حمل السلاح، وهو الذي بنا مدينة بابل. وقيل: بل الذي بناها طهرمرت. ويقال: إنّه بنا كردينداد، وهي أحد المدن السبعة. قال حمزة: لعل الصواب في اسمها: كرداباد.
وبنا بإصفهان مدينتين عظيمتين، أحدهما مهرين و <الثانية> سارويه.
فأمّا مهرين فإنّه غلبه عليها وساوبخت، وأمّا سارويه فإنّه أحاط بها بعد
ألوف سنين سور مدينة حي، وأثرها باق. وقيل: في زمانه حدث عبادة الأصنام. وكان أصل ذلك أنّ أناسا أصابهم ثكل بأحبّائهم، فاتّخذوا تماثيل يتسلّون بها بالنظر إليها على صور أحبّائهم. وامتدّت بهم الأزمان حتّى زيّن لهم عبادتها. وفي زمانه حدث الصوم.
وأمّا أخوه جم، ويلقب: جم شيد؛ ومعنى شيد: النّيّر، ولذلك تسمّى الشمس خرشيد. ويزعمون أنّه كان يصطنع من وجهه نور. وله آثار كثيرة مذكورة. ومن بديع ما أحدث قنطرة عقدها على دجلة فعبرت دهرا طويلا حتّى هدمها الإسكندر.
وأمّا سوارسب فهو ابن أوبداسف بن وسكان بن ساسره.
وأمّا أفريدون فإنّه الذي انتزع الملك من الضحّاك، وتسمّيه العرب:
السفّاك، لما كان عليه من الفساد وسفك الدماء، فأراح الناس منه. وقيل:
إنه هو الذي سجنه بجبل دنبا. وقيل: إنّه إلى الآن حيّ، وهو مسجون بهذا الجبل، حتّى زعموا قوما أنّه هو الدّجال الذي يخرج آخر الزمان، والله أعلم.