الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ملوك البطالسة، وهم اليونانيّون
فأوّلهم بطليموس بن ناريب. كان خليفة الإسكندر، أقام في الملك أربعون سنة، على رأي الجماعة. ثمّ ملك بطليموس بن لعوس محبّ الأب ثمان وثلاثون سنة. ثمّ ملك لطليموس الصّانع ستّة وعشرون سنة. ثمّ ملك بطليموس محبّ الأب الثاني سبع عشرة سنة. ثمّ ملك بطليموس، صاحب علم النّجوم، أربع وعشرون سنة. ثمّ ملك (209) بطليموس محبّ الأب الثالث خمسة وثمانون سنة. ثمّ ملك بطليموس الصانع الثاني سبع وعشرون سنة. ثمّ ملك بطليموس المخلص سبع عشرة سنة. ثمّ ملك بطليموس الإسكندريّ عشرون سنة. ثمّ ملك بطليموس الحديديّ ثمانين سنة. ثمّ ملك بطليموس الحربال ثمانون سنة. ثمّ ملك بطليموس الخبيث
ثلاثون سنة. ثمّ ملكت قلوقطرا اثنان وعشرون، فهو آخر الملوك اليونانيّون بعد الإسكندر.
وكان اليونانيّون يؤرخوا من وقت خروج يونان بن يوش عن أرض بابل إلى المغرب. فبقوا على ذلك الزمان الطويل حتّى ظهر الإسكندر وغلب على الملوك وتقدّم على أهل زمانه، فعادوا يؤرّخوا من أوّل السنة السابعة والعشرين من عمره، وهي أوّل السابعة من ملكه، حين خرج من بلاد مقدونيه، وهي المسمّاة: مدينة الحكماء. ومات وله من العمر اثنان وثلاثون سنة، واستمرّ تاريخه.
قال أبو معشر المنجّم في كتاب الألوف: إنّ فيلبس أحد ملوك يونان -وكان ينزل مقدونيه-جعل اليونانيّون أوّل سني ملكه تاريخا للروم كلّها.
والروم تفصل سني فيلبس ثلاثة أقسام: فمن أوّل سنة منها إلى تمام مائتين وأربع وتسعين سنة يسمّونها: سني اليونان. لأنّ اليونانيّين كانوا ملوكهم، وكانوا اثني عشر ملكا، أوّلهم فيلبس ويتلوه الإسكندر، وبعد الإسكندر تسعة ملوك، يلقّب كلّ واحد منهم: بطليموس. وهذا الاسم مشتقّ من الحرب. ويمتاز كلّ واحد منهم عن أصحابه باسم آخر، حسبما سقناه قبل هذا الكلام. وانتهى الملك بعد التاسع إلى امرأة يقال لها: قلوقطرا.
وقد كان بعد هؤلاء الاثني عشر من العلماء وذوي الأقدار من
تسمّى ببطليموس، وإنّ لم يكن من الملوك. ومنهم بطليموس واضع المجسطي.
وبعد ذلك بثلاثمائة سنة وثلاثة عشرة سنة يسمّونها سني أغسطس، لأنّه كانت أوّل ملوكهم. فتمّت المدّة بذلك ستّمائة سنة (210) وسبع سنين. ثمّ بعد ذلك إلى زماننا هذا، يسمّونه سنيّ دقلطيانوس، لأنّ الملك انتقل إليه وثبت في عقبه. هذا كلام أبو معشر.
قلت: وهذا يكون فيه مخالفة لما ساقه حمزة الإصفهانيّ في تاريخه.
فإنّ عددهم زاد عن التسعة، ولأنّ أحدهم هو صاحب علم النجوم على ما في كتاب حمزة. ونحن نعلم أنّ أصحاب النّجامة أقوم بالتاريخ، وهو واضع المجسطي، وقد كان حول الخمس من المائة والخامسة من تاريخ الإسكندر، وهذا هو الوقت الذي اعتمد عليه بطليموس من ذلك في ذكر أماكن الكواكب الثابتة. لكن ذكرت الملوك ومددهم كما وجدته في تاريخ حمزة. وقد يحتمل أن يكون بطليموس آخر عالم بأحكام النجوم، مع أنّ كثيرا من الناس يقولون: إنّ بطليموس صاحب المربّعة غير بطليموس صاحب المجسطي.
ثمّ قالوا: إنّ بطليموس محبّ الأب غزا بني إسرائيل وسباهم، وبقيوا عنده مدّة، ثمّ أطلقهم وحباهم لبنة ذهب، وأمرهم بتعليقها في سقف البيت المقدّس. وكان ملك الشام في زمانه أرطاخوس، باني أنطاكية، وكان ينزلها. فقصد بطليموس هذا محبّ الأب، فهزمه.
وأمّا بطليموس الصانع الثاني فإنّه تأهّب لغزو أنطاخوس، فاتّصل به