الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حالهم وينصرون على أعدائهم وتخصب بلادهم، ثمّ ينهمكون بالمعاصيّ وعبادة الأوثان وقتا فيسلّط الله عليهم أنواع البلاء من القحط تارة ومن الفناء تارة ومن تسليط الأعداء تارة، حتّى أنّ تابوت الميثاق انتزع من بين أيديهم وغلبوا عليه.
وكان أهل غزّة وعسقلان هم الذين انتزعوه منهم، وكانوا يتبرّكون به وشملتهم السّكينة عند حضوره.
ولم يزالوا كذاك أربع مائة سنة ومائة سنة، ما بين وفاة يوشع بن نون إلى أن عاد الملك والنّبوّة إليهم، حسبما أسوقه آخر ذكر الأنبياء، صلوات الله عليهم، من المدد.
ذكر أشمويل، عليه السلام، وداود، عليه السلام
أمّا أشمويل فإنّه كان أسنّ من داود مائتين وعشرين سنة؛ هكذا وجدت في كتاب القضاعي. وبعث الله إليهم طالوت ملكا، وردّ إليهم التابوت، وكان من خشب السمشار معمولا بالصّفر، مموّها بالذّهب.
وأمّا داود، عليه السلام، فهو ابن منسّى بن عبيد، من ولد يهوذا بن يعقوب. وقيل: هو داود بن منسّى بن عويلي بن يهوذا، والله أعلم.
وقال وهب بن منبّه: كان داود، عليه السلام، قصيرا، أزرق، قليل الشعر، طاهر القلب، فقيه ملكه-ملك طالوت ونبوّة شمويل. وأطاعه بني إسرائيل، وفتح لهم الفتوحات الكثيرة، وأنزل الله عليه الزّبور، وعلّمه صنعة الحديد، وأمر الجبال أن تسبّح معه، وأعطاه من حسن الصّوت ما لم يعطه أحدا من خلقه. واتّسع ملكه وكان له تسع وتسعون زوجة. ولمّا بلغ ثمان وخمسين سنة ابتلي بقصّة أوريّا، وتزوج زوجته، وولدت له سليمان، (163) عليه السلام، وبكا على خطيئته أربعين يوما، حتّى نبت العشب من دموعه، فتاب الله عليه.
وقيل: إنّه أخذ في بناء بيت المقدّس، ومات ولم يتهيّا بنايه. وعاش مائة سنة، وكان ملكه أربعون سنة. وشيّع جنازته أربعون ألف راهب؛ هذا