الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما ساقه الطّبريّ، وذكر ذلك القضاعيّ. وذكر أن شيّع جنازته من سائر الناس أربعون ألف ألف ألف، ثلاث مرار.
وقيل: إنّ ملك طالوت كان أربعين سنة. وقد كان قبل داود وجالوت في صدر ملك طالوت، وفي هذا شيء من المناقضة، والله أعلم.
ذكر سليمان بن داود، عليه السلام
وأمّا سليمان بن داود، عليه السلام، <فلقد> أجمع الطّبريّ والقضاعيّ والمسعوديّ أنّه ملك بعد أبيه وله من العمر اثنتي عشر سنة.
وسخّر الله تعالى معه الإنس والجنّ والطّير والوحش والرّيح، وأتاه النّبوّة، إلاّ أنّ اليهود لا تعدّه من الأنبياء. وسخّر الله له الريح، فكان إذا أراد سفرا لغزو أمر فنصب له آلة من خشب وحمّل عليه جميع ما يريد من الناس والدوابّ وآلة الحرب، وعكف الطّير على رايته، وقام الإنس والجنّ في خدمته. ثمّ يأمر الريح العاصف فيدخل تحت الخشب فتحمله. فإذا استقرّ أمر الرحا تحمله غدوّها شهرا ورواحها شهرا، إلى حيث شاء. ولمّا مضى من ملكه أربع سنين بدأ ببناء بيت المقدّس، وفرغ منه في سبع سنين. ولمّا مضى من ملكه خمس وعشرين-وقيل: من عمره خمس وعشرين-سنة،
جاءته ملكة سبأ، وهي بلقيس. وكان من قصّته معها ما حكاه وقصّة <الله> في كتابه العزيز.
عن ابن عبّاس أنّ سليمان تزوّجها؛ وسليمان أوّل من اتّخذ الحمّام والرّحا والصّابون والنّورة. وكان على ساق بلقيس شعرات تستقبح وتستحسن، فأمر بعمل النّورة من أجله. وقد هجا بعض الشعراء قوما بالبخل فقال (من البسيط):
الخبز عندهم أيّام ميسرهم
…
أعزّ من نورة أيّام بلقيس
(164)
قال السّدّيّ: إنّ الشّيطان أخذ خاتم سليمان وجلس على كرسيّه أربعين يوما، وخرج سليمان هاربا على وجهه يستطعم الناس- فكانت هذه فتنته التي ذكرها الله تعالى، ثمّ ردّه الله إلى محلّ سلطانه، وذلك بعدما استطعم من الناس-فتصدّق عليه حوت سمك، فشقّ بطنه فوجد الخاتم في جوفه، فردّه الله إلى ملكه.
روي عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: «بينما <كان> سليمان يصلّي ذات يوم فرأى شجرة، قال لها: ما اسمك؟ قالت:
الخرّوب. قال: لأيّ شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت. فقال سليمان: اللهمّ غمّ على الجنّ موتي حتّى تعلم الإنس أنّهم لا يعلمون الغيب. ونحت من الخرّوب عصا وتوكّأ عليها حولا وهو ميّت والجنّ لا يعلمون. فأكلتها الأرضة، فسقط»، وكان جميع عمره اثنين وخمسين سنة.