الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا منوشجهر فهو من ولد أبرح بن أفريدن، وهو الذي نهر الفرات ونهر مكران-وهو أعظم من الفرات-وشقّ من الفرات أنهارا كبارا. وفي زمنه تغلّب قراشيان التركيّ وأزعج منوشجهر عن سريره وأحجره في غياض طبرستان. وبقي قراشيان اثنا عشر سنة وهدم أكثر المعاقل والأبنية الحسان، والله أعلم.
(177) ذكر الطبقة الثانية من ملوك الفرس وهم الكيسانيّة
هذه الطبقة الثانية من ملوك فارس وعددهم أيضا تسعة نفر، ومدّتهم، على ما يراه بهرام الموبد، سبع مائة سنة وثماني عشرة سنة، وعلى ما يراه حمزة الإصفهانيّ، سبع مائة سنة وأربع وستّين سنة.
فأوّلهم كيقباد، وإنّه لمّا ملك، أخذ الناس بعمارة الأراضي وإذا العشر من غلاّتها وصرفه في أرزاق الجند ودفع العدوّ وسدّ الثغور. وكان إصفهان مذكورة على كورة واحدة مثل الراي، فزاد فيها كورة أخرى وسمّاها استان، وهي التي فيها الرّساتيق المجاورة إلى عمل قم. ملك
كيقباد على رأي بهرام مائة سنة، وعلى رأي حمزة مائة وستّ وعشرون سنة.
ثمّ ملك بعده كيكاوس. وقد رفع بهرام الموبد نسبه، فقال: كيكاوس بن كياقوه بن كيقباد. وكان نزل بلخ. <و> ملك مائة وخمسون سنة؛ متّفق عليه.
ثمّ ملك بعده كيخسرو ستّون سنة، على ما يراه بهرام. وقال الإصفهانيّ: ثمانون سنة. وكانت مدّة كيقباد أيضا في ملكه، على رأي بهرام، مائة سنة، ووافقه الإصفهانيّ على ذلك. وكانت مدّة كيكاوس في الملك مائة وخمسون سنة؛ متّفق عليه من كلاهما.
ثمّ ملك بعد كيخسرو كيهراسف مائة وعشرون سنة؛ متّفق على ذلك.
وأمّا كيخسرو فإنّ الفرس تزعم أنّه كان نبيّا، وأنّه انتهى إليه في زمانه أنّ نبيّا ظهر بجبل كوشيد-وهو جبل أحمر فيما بين أوّل إصبهان وآخر فارس-وأنّه قد عظمت نكايته. فسار إليه كيخسرو بنفسه في خاصّيّته
وانتصب له بنفسه حتّى قتله. ونصب في جانب الجبل المنار المعروفة بمنار كوشيد. وقيل: إنّ سليمان بن داود، عليه السلام، كان في زمنه.
وأمّا كيهراسف، فإنّه كان خليفة كيخسرو على مملكته، وهو ابن عمّه. فإنّ كيهراسف بن كياوحان بن كيمش بن كبقين. وهو أوّل من وضع ديوان الجند وجعل للأساورة الأساور، وهم المسمّيون: المرازبة.
فلمّا سوّرهم وحلاّهم بالأسورة الذهب، سمّوا: الأساورة. ووضع لهم سورا؟؟؟ في محلّته. (178) وهو أوّل من اتّخذ السرادقات. وفي سنة ستّين من ملكه توجّه بختنصّر إلى أرض المغرب، فغزا فلسطين وأخرب مدينة أورشليم، وسبا بها اليهود، وجعلهم خدما لأهل مملكته، وصرّفهم في المهن.
ثمّ ملك بعد كيهراسف كشتاسف. فأقام هذا كشتاسف في الملك مائة وعشرين سنة؛ متّفق عليه. ولمّا تمّ لكشتاسف في ملكه ثلاثين سنة، وكمل عمره خمسين سنة، أتاه زرادشت الأذربيجانيّ بكتاب الآيسا، وهو
الشايورقان، وعرض عليه المجوسيّة ودعاه إلى دينها، فقبله. وهو أوّل من مجّس من ملوك فارس.
ثمّ ملك بعده أردشير مائة سنة واثنا عشرة سنة؛ متّفق عليه. وهذا أردشير الذي يقال له: بهمن بن اسفندباد؛ وكان يسمّى الطويل الباع.
ويقال: إنّه بلغ في غزواته رومية، وأنّه غزا من ناحية الجنوب <ذابولستان>.
وتزعم اليهود أنّ بهمن بلغتهم وفي كتب أحبارهم هو كورش، وهو الذي أذن للسّبي من بني إسرائيل الذين كانوا بالأصفاد بالعود إلى مدينة أورشليم، وأذن لهم في بناء البيت المقدّس.
وإنّ هذه المدّة الّتي بين هذا وبين الإسكندر الروميّ تقصر قصورا بيّنا عن المدّتين اللّتين ادّعاهما اليهود والنّصارى من وقت رجوع السّبي إلى ظهور ذلك الملك، فلذلك يعرض الفساد في التواريخ، وهو فساد من بين التاريخين الفارسيّ والإسرائيليّ، من وقت ظهور الخليل، عليه السلام، وإلى ثلاثين سنة من ملك أفريدون الملك من الطبقة الأولى من ملوك فارس، والله أعلم.
ثمّ ملك بعد أردشير هذا. . . ثلاثون سنة، متّفق على ذلك. ثمّ ملك بعده دارا بن بهمن اثنا عشر سنة؛ متّفق عليه. ثمّ ملك بعده دارا بن