الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثلاث وخمسون سنة، والله، عز وجل، أعلم.
ذكر يونس بن متّا، عليه السلام
أمّا يونس، عليه السلام، بعثه الله تعالى بعد <أن> التقمه الحوت، على قول. وقال وهب: إنّه قبلما التهمه الحوت؛ وهو المتّفق عليه. وإنّه أرسل إلى أهل مدينة نينوى-وقيل: هي الموصل-وأنّه في أوّل الأمر كذّبوه، فتوعّدهم بالعذاب، وخرج من بين أظهرهم. فلمّا رأى قومه إمارات العذاب ضجّوا وبكوا وتابوا إلى الله تعالى وآمنوا. فكشف الله، عز وجل، عنهم العذاب. وسأل عنهم يونس، فقيل: إنّهم لم يعذّبوا، ولم بعلم بما كان من توبتهم، ف {ذَهَبَ مُغاضِباً} ، كما أخبر الله تعالى عنه، خوفا أن يرجع إليهم. فقال له: كذبت. وركب دجلة، فكان من أمره ما قصّه الله تعالى في كتابه العزيز.
ذكر زكريّا، عليه السلام
وأمّا زكريّا، عليه السلام، فهو ابن حنّا من ولد سليمان بن داود، ويقال: زكريّا بن أدن. وكان هو وعمران، أبو مريم، قد تزوّجا أختين، إحداهما عند زكريّا، وهي أم يحيى، والأخرى عند عمران، وهي أم مريم.
ولمّا ولدت مريم، كفلها زكريّا لموت أبيها، وقيل: بل لضعف أبيها عن
كفالتها. ولمّا بلغ زكريّا الكبر، رزقه الله تعالى يحيى من زوجته، وكانت عاقرا لم تلد ولم ترزق ولدا سواه.
وولدت (168) مريم عيسى، عليه السلام، بعد ولادة يحيى بثلاث سنين، وقيل: ستّة أشهر. فاتّهموا بني إسرائيل زكريّا بمريم، وهمّوا به، فاختفى منهم في جوف شجرة، فنشروها بالمنشار وزكريّا في داخلها؛ هذا قول وهب. وقال ابن إسحاق: ذكر لي بعض أهل العلم أن زكريّا مات موتا سويّا. وأمّا يحيى، عليه السلام، فهو ابن خالة أمّ عيسى، عليه السلام، مريم. ويقال: ابن أختها. وكان حصورا لا يعرف النساء. وقيل: إنّ يحيى عليه السلام، صبغ عيسى، عليه السلام، أي عمّده، فإنّه غمسه في نهر الأردنّ. فيقال له: يحيى الصابغ. وقيل: إن ملكا من ملوك بني إسرائيل، شاور يحيى في تزويج امرأة، فقال: إنّها بغيّ. فاحتالت عليه المرأة حتّى قتله الملك، وبقي دمه يغلي على الأرض، وذلك بعد رفع المسيح، حتّى غزاهم ملك من ملوك بابل يقال له: حردوش. ويقال: بل غزاهم طيطوش