الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما قهوة كالمسك صهباء ريحها
…
تعلّ على النّاجود طورا وتقدح
بأطيب من فيها إذا جئت طارقا
…
من اللّيل بل فوها ألذّ وأفصح
وكان المرقّش الأصغر أشعر من المرقّش الأكبر، باتّفاق الرّواة، والله أعلم.
ذكر الأسود بن يعفر الدّارميّ، جاهليّ
قال الأصمعيّ: قدم رجل من أهل البصرة من بني دارم إلى سوّار بن عبد الله القاضي ليقيم عنده شهادة، فصادفه يتمثّل بقول الأسود بن يعفر حيث يقول (من الكامل):
ولقد علمت لو أنّ علمي نافعي
…
أنّ السّبيل سبيل ذي الأعواد
ماذا أؤمّل بعد آل محرّق
…
درست منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسّدير وبارق
…
والقصر ذي الشّرفات من سنداد
جرت الرّياح على محلّ ديارهم
…
فكأنّهم كانوا على ميعاد
أقبل على الدّارمي فقال: أتروي هذا الشعر؟ قال: لا. قال (337):
أفتعرف قائله؟ قال: لا. فقال: ويحك! رجل من قومك له مثل هذه النّباهة، وقد قال مثل هذه الحكمة، لا ترويها ولا تعرفه؟ ثمّ التفت إلى مولى له فقال: يا مزاحم، أثبت شهادة هذا عندك لأسل عنه، فإنّي أظنّه ضعيفا.
وقال المدائنيّ: عبر عمر بن عبد العزيز، رحمة الله عليه، يوما بقصر من قصور آل جفنة، وقد خرب، ومعه مولاه مزاحم، فتمثل مزاحم يقول بقول الأسود بن يعفر حيث قال (من الكامل):
جرت الرّياح على محلّ ديارهم
…
فكأنّما كانوا على ميعاد
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة
…
في ظلّ ملك ثابت الأوتاد
فإذا النّعيم وكلّما يلهى به
…
يوما يصير إلى بلى ونفاد
فقال عمر: ألا قرأت {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ} .
قلت: وأوّل هذا الشعر يقول:
نام الخليّ وما أحسّ رقاد
…
والهمّ محتضر لديّ وباد
من غير ما سقم ولكن شفّني
…
نصب أراه قد أصاب فؤادي
ولقد علمت لو أنّ علمي نافعي
…
أنّ السّبيل سبيل ذي الأعواد
ماذا أؤمّل بعد آل محرّق
…
درست منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسّدير وبارق
…
والقصر ذي الشّرفات من سنداد
أرض تخيّرها لطيب مقيلها
…
كعب بن مامة وابن أمّ دؤاد
جرت الرّياح على محلّ ديارهم
…
فكأنّهم كانوا على ميعاد
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة
…
في ظلّ ملك ثابت الأوتاد
فإذا النّعيم وكلّما يلهى به
…
يوما يصير إلى بلى ونفاد
إمّا ترين بكيت وشفّني
…
ما غيض من صبري ومن أجلادي
(338)
وعصيت أصحاب الصّبابة والصّبى
…
وأطعت عاذلتي وذلّ رقادي
ولقد لهوت وللشّباب بشاشة
…
بسلافة مزجت بماء غواد