الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال وتشعّب من هذه الشبهة شبهات، منها أنّه قال: قد علمت أنّه إلا هي وإله الخلق، وقد علم ما يصدر منّي من قبل خلقي؛ فلم خلقني؟ وما الحكمة في خلقي؟ وكونه كلّفني ما لا منفعة له فيه، فإنّه لا تنفعه طاعتي ولا تضرّه معصيتي؛ ثمّ إنّه سلّطني على آدم، فأخرجته من الجنّة بقضائه وإرادته، فطردني ولعنني، وسألته الإنظار فأنظرني، ثمّ كان عاقبة أمري ما أنا فيه. ولو سجدت لآدم كان ماذا؟ وإنّما له إرادة يظهرها. قال: فقال الله تعالى للملائكة، «قولوا له: لو كنت صادقا أنّي إلاهك لما اعترضت ولا خالفتني، ربّي؟؟؟ إله العالم، لا أسأل عمّا أفعل، وهم يسألون».
فصل ذكر خلق حوّاء، عليها السلام
قال ابن سعد بإسناده عن عكرمة مولى ابن عبّاس، قال: إنّما سمّيت حوّاء لأنّها أمّ كلّ شيء حيّ. وقال مقاتل: لحوّة وجهها وهو الحسن.
وروى عطاء عن ابن عبّاس، قال: لمّا أسكن الله آدم الجنّة أقام مدّة فاستوحش، فشكا إلى الله الوحدة، فنام، فرأى في منامه امرأة حسناء، ثمّ انتبه فوجدها جالسة عنده، فقال: من أنت؟ فقالت: حوّاء؛ خلقني الله لتسكن إليّ وأسكن إليك. قال: وخلقت من ضلع آدم، ويقال لها:
القصيرى. قال الجوهريّ، رحمه الله: القصيرى الضّلع التي تلي الشاكلة، وتسمّى الواهنة، في أسفل الأضلاع.
وقال مجاهد: إنّما سمّيت المرأة مرأة لأنّها خلقت من المرء وهو (30) آدم. وقال مقاتل بن سليمان: نام آدم نومة في الجنّة، فخلقت حوّاء من قصيراه من شقّه الأيمن، من غير أن يتألّم؛ ولو تألّم لم يعطف رجل على امرأة أبدا.
وقال ابن عبّاس: لأم الله موضع الضلع لحما، ولمّا رآها آدم قال: آثا بثا-منقوطة بثلاث من فوق-وتفسيره بالسريانيّة: امرأة. وأخرجه ابن سعد عن مجاهد. ولمّا خلقت قال له الملائكة: أتحبّها؟ قال: نعم. قالوا لها:
فتحبّيه؟ قالت: لا. وفي قلبها أضعاف ما في قلبه منها، فلو صدقت امرأة في حبّ زوجها لصدقت حوّاء.
وفي التوراة: فقال آدم: هذه عظام من عظامي، ولحم من لحمي ودم من دمي. قال كعب: ومن أجل ذلك يترك الرجل أباه وأمّه ويتبع امرأته.
وقال الرّبيع ابن أنس: إنّما خلقت حوّاء من طينة آدم. واحتج بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ} ، ولأنّ الرجل لم يخلق من المرأة وكذا المرأة لم تخلق من الرجل.
قلت: والأوّل أصحّ، لقوله تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ ااحِدَةٍ} الآية، والمراد به آدم، وحوّاء خلقت من ضلعه، وما ذكره فقياس