الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرّسل والكتب نحو ممّا قاله أبو ذرّ، غير أنّه قال: المرسلون ثلاثمائة وخمسة عشر، منهم خمسة عبرانيّين زاد إبراهيم، عليه السلام، وخمسة من العرب، وزاد إسماعيل، عليه السلام. وخالف بين الكتب فقال: خمسون على شيث، وثلاثون على خنوخ، وعشرون على إبراهيم، والكتب الأربعة.
وعن وهب، عن ابن عباس، <وقال>: إنّ صحف إبراهيم أنزلت في أوّل ليلة من شهر رمضان المعظّم، وأنزلت التوراة لست ليال من شهر رمضان، وأنزل الزّبور لاثنتي عشر ليلة خلت من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثمان عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان، والله أعلم.
ذكر التواريخ من لدن، آدم عليه السلام، إلى آخر وقت
قال محمّد بن سلاّم: كانت الأمم السابقة تؤرّخ بالأحداث العظام وتملّك الملوك: وكان التاريخ أوّلا بهبوط آدم، عليه السلام، ثمّ بمبعث أخنوخ، ثمّ بالطوفان، ثمّ بنار إبراهيم، ثمّ تفرّق بنو إبراهيم، فأرّخ بنو إسحاق بنار إبراهيم إلى يوسف، عليهما السلام، ثمّ من يوسف إلى
شعيب، عليهما السلام، ثمّ من بمبعث موسى إلى ملك سليمان بن داود، عليهما السلام، ثمّ ما كان من الكوائن ومنهم من أرّخ بوفاة يعقوب، عليه السلام، ومنهم من أرّخ بخروج موسى، عليه السلام، من مصر ببني إسرائيل، ثمّ بخراب بيت المقدّس.
(355)
وأمّا بنو إسماعيل، عليه السلام، فأرّخوا ببناء الكعبة، ولم يزالوا يؤرّخون بذلك حتّى تفرّق معدّ، ثمّ لمّا خرج قوم من تهامة أرّخوا بخروجهم، ثمّ أرّخوا بعام الفيل وبيوم الفجار، وقد كانت معدّ بن عدنان تؤرّخ بغلبة جرهم العماليق وإخراجهم إيّاهم من الحرم، ثمّ أرّخوا بأيّام الحروب كحرب بني وائل وهي حرب البسوس حسبما تقدّم من ذكره، وحرب داحس. وكانت حمير وكهلان يؤرّخون بملوكهم التّبابعة، وأرّخوا بنار ضرار، وهي نار كانت تظهر ببعض خراب اليمن وعبدت زمانا. ثمّ أرّخوا بسيل العرم، ثمّ أرّخوا بظهور الحبشة على اليمن.
وأمّا اليونانيّون والروم فيؤرّخون بظهور الإسكندر. وأمّا القبط فكانوا يؤرّخون بملك بخت نصّر، ثمّ أرّخوا بملك دقليطيانوس القبطي واستمرّوا إلى الآن. وأمّا المجوس فكانوا يؤرّخون بكيمورث، وهو عندهم أنّه آدم بزعمهم، ثمّ أرّخوا بقتل دارا بن دارا وظهور الإسكندر، ثمّ بظهور أردشير ابن بابك، ثمّ بملك يزدجرد.
وبعث سيّدنا ونبيّنا وحبيبنا وشفيعنا وهادينا ومنقذنا، سيّد المرسلين،
وخاتم النبيّين، ورسول ربّ العالمين، محمّد الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والعرب يوم ذاك تؤرّخ بعام الفيل، وهو عام مولده صلى الله عليه وسلم. ولم يزل التاريخ كذلك في عهد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعهد أبي بكر، رضي الله عنه، إلى أن ولي عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، فتقرّر الأمر على أن (356) يؤرّخ بهجرته صلى الله عليه وسلم وعظّم وكرّم، إلى المدينة، وتركه المشركين من قريش بمكّة. وكان ذلك في المحرّم من سنة سبع عشرة، وقيل: لاثنتي عشرة من أوّل عام الهّجرة، والخليفة يومئذ عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه. إنّ ذلك كان في سنة سبع عشرة، والله، عز وجل، أعلم.
تمّ، ولله الحمد والمنّة، الجزء الثاني من التاريخ المسمّى بكنز الدّرر وجامع الغرر، بخطّ يد واضعه ومصنّفه وجامعه ومؤلّفه، أضعف عباد الله، وأفقرهم إلى الله، أبو بكر بن عبد الله بن أيبك، صاحب صرخد، كان عرف والده بالدّواداريّ، غفر الله له ولوالديه ولمن قرأه، وتجاوز عن كلّ خطأ يراه.
وكان الفراغ من هذا الجزء منتصف شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، أحسن الله نقصها بخير.
يتلو ذلك في أوّل الجزء الثالث ما مثاله ذكر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومجّد وعظّم وكرّم، ومولده ومبعثه ومنشاه، وما لخّص من سيرته، موفّقا لذلك، إن شاء الله تعالى.
والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين. وحسبنا الله تعالى نعم الوكيل.