الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أبو الصّلت، جاهليّ
واسم أبي الصّلت: عبد الله بن <أبي> ربيعة. وكان أبو الصّلت شاعرا، وهو الذي يقول (من البسيط):
إشرب هديت عليك التّاج مرتفقا
…
في رأس غمدان دارا شل محلالا
تلك المكارم لا قعبان من لبن
…
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وقيل: وكان أميّة قرأ كتب الله تعالى الأولى، وكان يسمّي الله تعالى، جلّ ذكره: المسليطيط. فمن ذلك أنّ العلماء لا يحتجّون بشعره في شيء (349) لهذه العلّة.
وكان قد لبس المسوح وذكر إبراهيم وإسماعيل، عليهما السلام، وحرّم الخمر، وشكّ في الأوثان، وطمع أن يكون صاحب النبوّة لأنّه قرأ في الكتب أنّ نبيّا يبعث من العرب، وكان يرجوا أن يكون ذلك. فلمّا بعث سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم وعظّم وكرّم، قيل له: هذا الذي كنت تقول عنه. فحسده
وقال: إنّما كنت أرجو أن أكون هو. فأنزل الله تعالى: {وَاُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ} .
وهو الذي يقول (من الخفيف):
كلّ دين يوم القيامة عند ال
…
لّه إلاّ دين الحنيفة زور
قال الزّهريّ: خرج أميّة بن <أبي> الصّلت في سفر فنزل كنيسة، فإذا شيخ جالس، فقال لأميّة: أراك مشرّعا، فمن أين يأتيك؟ قال: من شقّي الأيسر. قال: فأيّ الثياب أحبّ إليك أن يلقاك فيها؟ قال: السّواد.
قال: كذبت والله يا ابن أخي أن تكون نبيّ العرب، ولست به. هذا خاطر من الجنّ وليس بملك، لأنّ نبيّ العرب، صاحب هذا الأمر، يأتيه من شقّه الأيمن، وأحبّ الثياب أن يلقاه فيها البياض.
وقيل: إنّه لمّا مرض أميّة مرضته التي مات فيها جعل يقول: قد دنا أجلي، وأنا أعلم أن الحنيفيّة حق، ولكنّ الشكّ يداخلني في محمّد.
قلت: ليس الشكّ الذي داخله في محمّد، لكن داخله لشقاوة الحسد وعذاب الأبد.
وقيل: لمّا دنت وفاته أغمي عليه قليلا، فلمّا أفاق جعل يقول:
لبّيكما لبّيكما، هأنا لديكما، لا مال يفديني، ولا عشيرة تحميني، ثمّ أغمي