الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنتقض، ثم قتله ابن عمه يزيد بن الوليد وخلفه عام 126 هـ، إِلا أنه توفي في ذلك العام وخلفه أخوه إبراهيم الذي أطاح به مروان بن محمد بن مروان بن الحكم عام 127 هـ، آخر الخلفاء الأمويين، ثم ظهرت دعوة العباسيين ودولتهم حتى أطاحوا بالحكم الأموي وقتل مروان بن محمد عام 132 هـ.
وبذلك طُويت مرحلة كبرى من تاريخ المسلمين وبدأ عهد جديد، ومن هنا جعلنا هذا العام خاتمة عصر التابعين جث مات أغلب أعلامهم في هذا العهد أو بعده بقليل، فمن أشهر مفسري صغار التابعين المتوفين حينئذ: قتادة بن دعامة البصري (ت: 117 هـ)، محمد بن شهاب الزهري المدني (ت: 124 هـ)، إسماعيل السدي الكوفي (ت: 127 هـ)، عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ)، زيد بن أسلم المدني (ت: 136 هـ)، الربيع بن أنس البصري (ت: 139 هـ)، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني الكوفي (ت: 144 هـ)، ومن أعلام صغار التابعين الذين شاركوا في التفسير: الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي (ت: 113 هـ)، ومكحول الشامي (ت: 116 هـ)، وحماد بن أبي سليمان الكوفي (ت: 120 هـ)، وربيعة بن أبي عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي (ت: 136 هـ).
*
ملامح التفسير في عصر الدولة الأموية المروانية (طبقة التابعين):
أولًا: التفرغ لعلم التفسير ونشره:
تقدم في العصر السابق ظهور من تصدى للتفسير وتفرغ لتعليمه وهو ابن عباس رضي الله عنهما، وقد سار تلاميذه من بعده على هذا المنهاج، وعلى رأسهم مجاهد وعكرمة اللذين كانا أكثر طلابه ملازمة له، فهذا مجاهد لا يكاد يعرف إِلَّا بالتفسير حتى قال عن نفسه:"استفرغ علمي القرآن"
(1)
، وكذا عكرمة الذي قال عنه أبو حاتم:"أصحاب ابن عباس في التفسير عيال على عكرمة"
(2)
، وممن اشتهر بالتفسير من التابعين حتى لا يكاد يوصف إِلا به الضحاك بن مزاحم، وأبو مالك الغفاري، وعطية العوفي، وأبو صالح باذام، وإسماعيل السدي، وكلهم من تلاميذ ابن عباس أو تلاميذ تلاميذه، ومن هنا يمكن القول أن طبقة التابعين هم أكثر مفسري السلف عددًا وآثارًا في التفسير عند نقلة التفسير المأثور
(3)
.
(1)
سير أعلام النبلاء 4/ 452.
(2)
سير أعلام النبلاء 5/ 32. وينظر أيضًا: تفسير التابعين 1/ 412.
(3)
فقد بلغت آثارهم أكثر من نصف تفسير ابن جرير الطبري، ينظر: تفسير التابعين 1/ 75، 2/ 984. =