الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
مكانته في التفسير وآثاره:
كان عطاء الخراساني واعظا بليغًا، وكان لوعظه وقْعٌ في القلوب، وكثير من تلك المواعظ تتضمن آثارًا تفسيرية، وهي مبثوثة في كتب نقلة التفسير، خصوصًا تفسير ابن أبي حاتم، وقد ذُكر له بعض المؤلفات في التفسير وعلوم القرآن، قال الداوودي:"له كتاب "تنزيل القرآن" و"تفسيره" و"ناسخه ومنسوخه" رواية يونس بن راشد الحراني عنه"
(1)
.
وقد وصلنا تفسيره من طريق تلميذه يونس بن يزيد، وذلك في الجزء الذي رواه أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الرملي (ت: 295 هـ) المتضمن لتفسير كل من يحيى بن يمان، وتفسير لنافع بن أبي نعيم القارئ، وتفسير مسلم بن خالد الزنجي، إضافة إلى تفسير عطاء الخراساني
(2)
، ومعظم مروياته من تفسيرات عطاء القولية التي بلغت (177) قولًا.
وقد بلغت آثار عطاء في موسوعة التفسير (350)
(3)
أثرًا، وهو عدد لا بأس به يفوق عددًا من مشاهير التابعين، كسعيد بن المسيب والزهري، وزيد بن أسلم، ولعل أهم أسباب بلوغ هذا العدد هو كثرة وعظه وحبه لنشر العلم، وكتابته للتفسير، كما تقدم. وفي المقابل نجد أنه لم يبلغ مبلغ المكثرين في التفسير نظرا لعدم تفرغه للتفسير، حيث اشتهر بالوعظ والإفتاء والجهاد، كما تقدم، كذلك اشتغاله بالرواية كثيرًا خصوصًا تفسير ابن عباس، إضافة إلى قلة وجود تلاميذ اختصوا به ونشروا علمه، واللَّه أعلم.
* * *
(1)
طبقات المفسرين للداوودي 1/ 385.
(2)
صدر في جزء صغير بتحقيق: د. حكمت بشير عن مكتبة الدار بالمدينة، 1408 هـ.
(3)
هذا سوى 322 رواية أخرى عن عطاءٍ مهملًا، يُحتمل أن يكون له فيها نصيب.