الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - " تفسير ابن جرير"(ت: 310 هـ):
وهو أهم مصادر التفسير المأثور وأعظمها على الإطلاق، وسيأتي الحديث عن منهجه في المقدمات العلمية. إذ تميز عن غيره من نقلة التفسير المأثور بأنه ناقل وناقد؛ ناقل لآثار السلف، وناقد لأسانيدها ومحرر لمعانيها ومرجح بينها عند الاختلاف، ومن هنا كانت إفادتنا منه في الموسوعة على جانبين:
1 -
نقل آثار تفسير السلف بمختلف طبقاتهم.
2 -
نقل مناقشاته وتعليقاته وترجيحاته بين أقوال السلف. وهذا الأمر لم يكن لأي مصدر من مصادر الموسوعة غيره؛ مما يدل على تميز هذا الكتاب العظيم
(1)
.
وقد حفظ لنا هذا الكتاب تفسير أغلب السلف خصوصًا تفسير ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والحسن البصري، وابن جبير، وعكرمة، والسدي، وغيرهم، وتميز بنقل أغلب تفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ت: 182 هـ) من طريق تلميذه عبد اللَّه بن وهب، وتفسير سفيان الثوري (ت: 161 هـ) من طريق تلميذه مهران، وتفسير شِمْر بن عطية (ت: بين عامي 111 - 120 هـ) من طريق حفص بن حميد، وتفسير محمد بن جعفر بن الزبير (ت: بين عامي 111 - 120 هـ) من طريق محمد بن إسحاق، وتفسير الأوزاعي (ت: 157 هـ)، وغيرهم.
كذلك حفظ بعض كتب التفسير المأثور المسندة المتقدمة مما هو في حكم المفقود اليوم، مثل تفسير آدم بن أبي إياس (ت: 220 هـ)، وتفسير سُنيد بن داود المِصِّيصي (ت: 224 هـ)
(2)
.
وقد اعتمدنا على النسخة المحققة بإشراف الدكتور عبد اللَّه التركي، كما استفدنا من طبعة الشيخ شاكر في بعض المواضع.
(1)
ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه: العجاب في بيان الأسباب 1/ 203، كتب التفسير الناقلة لتفسير السلف التي قلَّ أن يشذ عنها شيء، وعدَّ منها تفسير الطبري، وقال عنه:"وقد أضاف الطبري إلى النقل المستوعب أشياء لم يشاركوه فيها، كاستيعاب القراءات والإعراب والكلام في أكثر الآيات على المعاني، والتصدي لترجيح بعض الأقوال على بعض، وكل من صنف بعده لم يجتمع له ما اجتمع فيه؛ لأنه في هذه الأمور في مرتبة متقاربة، وغيره يغلب عليه فن من الفنون فيمتاز فيه، ويقصِّر في غيره".
(2)
وقد ذكر السيوطي أنه لم يرهما، وإنما عزا إليهما من خلال تفسير الطبري. ينظر: مقدمة الدر المنثور للسيوطي، تحقيق: د. حازم حيدر ص 246، 254، 257.