الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - " تفسير ابن المنذر"(ت: 318 هـ):
وهو في حكم المفقود، إِلَّا أنه وجدت قطعة منه من آخر البقرة إلى منتصف سورة النساء؛ حققها ونشرها: د. سعد بن محمد السعد عام 1423 هـ.
وتميز بأنه حوى كتاب التفسير لابن أبي شيبة، وهو كتاب مفقود، وقد ذكر السيوطي أنه لم يطلع عليه، وأن ما نقله عنه إنما أخذه من بطن تفسير ابن المنذر
(1)
.
كما تميز باعتنائه بتفسير ابن جريج فكان أكبر مصادره وأهمها
(2)
.
ومما ينبَّه عليه أن ابن المنذر اعتنى بإيراد آثار تفسيرية عن أبي عبيدة معمر بن المثنى (ت: 208 هـ)
(3)
، وجمهور نقله التفسير المأثور المسند لم يوردوا تفسير اللغويين، وقد مشينا على هذا المنهج؛ فلم نورد آثار أبي عبيدة مع أنه من أتباع التابعين؛ لأنه محسوب على اللغويين، وليس من مفسري السلف أو فقهائهم. . .
10 - " تفسير ابن أبي حاتم"(ت: 327 هـ):
وهو من أكبر مصادر التفسير المأثور، وثاني أكبر مصادر تفسير ابن كثير
(4)
.
وقد تميز تفسير ابن أبي حاتم بالاعتناء بتفسير عدد من كبار مفسري السلف، خصوصًا قتادة والسدي، وانفرد بإيراد تفاسير لا تكاد تجدها عند غيره، من أهمها:
1 -
"تفسير سعيد بن جبير"(ت: 95 هـ) من طريق عطاء بن دينار (ت: 126 هـ).
2 -
"تفسير مقاتل بن حيان"(ت: 150 هـ): وتفسير ابن أبي حاتم أكبر مصادره التي حفظته لنا، وذلك من طريق بكير بن معروف تلميذ مقاتل، وأكثر المفسرين الذين نقلوا تفسير مقاتل -كابن كثير والسيوطي- نقلوه بواسطة ابن أبي حاتم.
وقد سبق عند الكلام على تفسير مقاتل بن سليمان التنبيه على أنه جاءت مرويات كثيرة في تفسير ابن أبي حاتم عن مقاتل مهملًا دون تمييز، وأن المراد به مقاتل بن حيان.
(1)
مقدمة الدر المنثور، تحقيق: د. حازم حيدر ص 257.
(2)
حيث تميز بإيراد تفسير ابن جريج من طريق محمد بن ثور الصنعاني، بخلاف ابن جرير وابن أبي حاتم اللذين رويا له من طريق حجاج المصيصي. وينظر: تفسير أتباع التابعين ص 100.
(3)
ينظر أمثلة ذلك في تفسير ابن المنذر: 1/ 129، 130، 138، 169، 216.
(4)
ينظر: موارد تفسير ابن كثير للفنيسان.
وفيما يلي ملحوظات وتنبيهات على تصرفات ابن أبي حاتم في تفسيره، وبيان منهجنا في التعامل معها:
1 -
لاحظنا أن ابن أبي حاتم كثيرًا ما يفسر بالآثار الواردة في تفسير آية الآيات المشابهة لها
(1)
، وربما كرر سبب النزول الواحد لآيات متشابهة
(2)
، ولعل مراده بذلك ذكر وجوه معاني اللفظ -دون النظر إلى السياق-؛ للاستعانة بها على تحديد المعنى المناسب منها أو المعنى الذي تدور حوله؛ فهو يصدر الأقوال دائمًا بقوله: الوجه الأول، والثاني. . . إلخ.
وقد تعاملنا مع هذا التصرف بالتنبيه عليه في حاشية الموسوعة، واستظهار الآية التي ورد عليها التفسير عند إيراده له في تفسير غيرها من الآيات المشابهة لها.
2 -
كما أنه يكرر الآثار في تفسير الألفاظ الكثيرة الدوران، مثل:(أليم)، (غفور رحيم)، (سميع عليم)، وقد لاحظنا أن ابن كثير والسيوطي لم يكررا الآثار في تفسير مثل هذه الألفاظ
(3)
؛ فذكرنا الآثار في تفسيرها في أول ورودها، إلا في حالات قليلة؛ رأينا فيها حاجة الآية لتكرار تفسير لفظ سبق تفسيره.
3 -
أورد ابن أبي حاتم في مقدمة كتابه إسناد أربعة من المفسرين ممن علَّق روايتهم في سورة البقرة دون سواها، وهم: أبو العالية، والسدي، والربيع بن أنس،
(1)
من أمثلة ذلك: ما أورده في تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: 129]، وقوله تعالى:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [آل عمران: 164] من رواية عكرمة عن ابن عباس أن معنى الكتاب هو "الخط بالقلم" بينما أورد نفس الرواية في تفسير قوله تعالى عن عيسى عليه السلام: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [آل عمران: 48](تفسير ابن أبي حاتم 1/ 216، 3/ 301). وينظر أمثلة أخرى: تفسير ابن أبي حاتم 2/ 480 برقم (2535)، 2/ 530 برقم (2815).
(2)
من أمثلة ذلك: ما أورده من قول النضر بن الحارث: "إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات" حيث أورده سببًا لنزول بضع آيات كقوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 50]، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: 21]، {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 144]، {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} [الأعراف: 37]، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ} [هود: 18]. ينظر: تفسير ابن أبي حاتم 4/ 1273، 5/ 1473، 6/ 1935، 2016، 9/ 3083.
(3)
ينظر: مقدمة تفسير ابن أبي حاتم 1/ 6.