الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو معدود ضمن كبار أتباع التابعين، فقد حدّث عن عشرات التابعين ومعاصريهم، كأبيه، وأبي إسحاق السبيعي، ومحمد بن المنكدر، وأبي الزناد، وسليمان التيمي، وزيد بن أسلم، وحميد الطويل، وحبيب بن أبي ثابت، وإسماعيل السُّدِّيّ، وأيوب السختياني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم. وعنه ابن جريج، والأوزاعي، وشعبة بن الحجاج، وعبد اللَّه بن المبارك، ووكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي، ومِهران بن أبي عمر العطار، وعبد الرزاق الصنعاني، ومحمد بن يوسف الفريابي، وغيرهم
(1)
.
وقد كان رحمه الله من كبار علماء زمانه، بل فَاقَهُم في الحفظ والحديث والفقه والزهد، قال الذهبي:"كان سفيان رأسًا في الزهد، والتَّألُّه، والخوف، رأسًا في الحفظ، رأسًا في معرفة الآثار، رأسًا في الفقه، لا يخاف في اللَّه لومة لائم، من أئمة الدين"
(2)
. وعُدَّ رحمه الله من المصنفين المكثرين في العلماء المتقدمين، ومما ذُكِر من تصانيفه:"الجامع الكبير في الفقه والاختلاف"، "الجامع الصغير"، كتاب "الفرائض"، كتاب "التفسير"
(3)
.
*
مكانته في التفسير وآثاره:
يُعدّ سفيان الثوري من أكابر مفسري عصره، قال عبد الرزاق الصنعاني (ت 211 هـ):"سمعت سفيان يقول: سلوني عن علم القرآن والمناسك فإني عالم بها"
(4)
، وقد وصلنا تفسيره برواية تلميذه أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت: 220 هـ)
(5)
، ويظهر أنه ليس كل تفسيره، فقد وجدت روايات عنه ليست فيه.
وقد اعتنى نَقَلةُ التفسير المأثور بتفسيره النقلي والاجتهادي، كتلميذه عبد الرزاق
(1)
ينظر: سير أعلام النبلاء 7/ 230 - 236.
(2)
سير أعلام النبلاء 7/ 241.
(3)
ولم يصلنا من تصانيفه سوى تفسيره، ينظر: الفهرست ص 277، مقدمة محقق تفسير سفيان الثوري ص 33.
(4)
سير أعلام النبلاء 7/ 247.
(5)
طبع قديمًا في الهند بتحقيق امتياز على عرشي، عن نسخة وحيدة ناقصة الأول والآخر، وهي مرتبة السور لكن غير مرتبة الآيات، وعدد رواياتها (911) رواية عن الصحابة والتابعين، أكثرها عن مفسري مكة، وفيها روايات مرفوعة نادرة، وكثير من رواياته منقطعة. ينظر: تفسير أتباع التابعين ص 127.
الصنعاني، وابن جرير -وهو من أكثرهم عناية به-، وابن المنذر، وابن أبي حاتم
(1)
.
بلغت آثاره من التفسير النظري في الموسوعة (411) أثرًا مما تحققنا أنها من قوله
(2)
، وهذا نتاج تفسيري قليل نسبيًّا مع ما عُرف من مكانة سفيان رحمه الله، ولعل من أبرز أسباب ذلك ما يلي
(3)
:
1 -
قلة اجتهاده في التفسير: حيث كان منهجه عدم القول في القرآن برأيه، بل اتباع الصحابة والتابعين.
2 -
أن من منهجه ألا يفسر من القرآن إلا ما أشكل، وينتقد من يفسر السورة من أولها إلى آخرها.
3 -
عدم تفرغه للتفسير: فقد كان رحمه الله رأسًا في الحديث والفقه والتفسير وألّف في كل منها، وكان له مذهب فقهي معروف، ولا شك أن التقلب في مثل هذه العلوم يضعف الإنتاج التفسيري، واستفراغ الجهد فيه يقوِّيه.
4 -
ما تعرض له من الفتن آخر حياته، حيث عاش متخفيًّا متنقلًا بين العراق ومكة، مطارَدًا من قِبَل الخليفة أبي جعفر المنصور، حتى توفي رحمه الله بالبصرة عام 161 هـ.
* * *
(1)
ينظر: تفسير أتباع التابعين ص 125 - 127.
(2)
ويبقى (111) قولًا مرويًّا عن سفيان دون تمييز.
(3)
ينظر: تفسير أتباع التابعين ص 129، 377 - 380.