المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرع الثاني تفاوت درجات وزمان اعتماد الإسناد في العلوم الشرعية - موسوعة التفسير المأثور - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌لجان الموسوعة وأعضاؤها

- ‌اللجنة الإشرافية

- ‌لجنة جرد الكتب

- ‌لجنة الصياغة

- ‌لجنة التوجيه

- ‌لجنة تخريج الآثار المرفوعة

- ‌لجنة مراجعة تخريج الآثار المرفوعة

- ‌لجنة التدقيق

- ‌لجنة المقدمات العلمية

- ‌لجنة الفهرسة

- ‌الصف والإخراج الفني

- ‌ أهمية الموسوعة:

- ‌ أهداف الموسوعة:

- ‌ أقسام الموسوعة:

- ‌القسم الأول: أحاديت التفسير وآثاره:

- ‌القسم الثاني: تعليقات أبرز المحققين على أحاديت وآثار التفسير:

- ‌القسم الثالث: تخريج أحاديث التفسير:

- ‌ خصائص الموسوعة:

- ‌ المدخل إلى الموسوعة:

- ‌القسم الأول: المقدمة المنهجية: وفيها خمسة فروع:

- ‌القسم الثاني: المقدمة العلمية: وفيها ستة أبحاث:

- ‌ صعوبات العمل:

- ‌ آفاق الموسوعة:

- ‌القسم الأول المقدمة المنهجية

- ‌أولًا: نشأة الموسوعة وقصتها

- ‌ المرحلة الأولى:

- ‌ المرحلة الثانية:

- ‌ المرحلة الثالثة:

- ‌ المرحلة الرابعة:

- ‌ المرحلة الخامسة:

- ‌ المرحلة السادسة:

- ‌ثانيًا: لجان الموسوعة وأعمالها

- ‌1 - لجنة جرد الكتب:

- ‌2 - لجنة التأليف والصياغة:

- ‌3 - لجنة تعليقات الأئمة الخمسة على آثار السلف في التفسير:

- ‌4 - لجنة تخريج الأحاديث:

- ‌5 - لجنة المراجعة العلمية:

- ‌6 - لجنة التدقيق:

- ‌7 - لجنة الفهرسة:

- ‌8 - لجنة الصف والطباعة:

- ‌ثالثًا: منهج الموسوعة

- ‌ مراحل العمل الأساسية:

- ‌1 - منهج الجمع (جرد المصادر):

- ‌ضوابط جمع الزوائد ومنهجه:

- ‌2 - منهج التأليف والصياغة:

- ‌أ- ضوابط اختيار الآثار:

- ‌ب- منهج الصياغة:

- ‌ت- منهج ترتيب الآثار:

- ‌ث- منهج التعامل مع آثار الدر المنثور:

- ‌ج- المنهج الفني للتأليف والصياغة:

- ‌3 - منهج حاشيتي الموسوعة:

- ‌القسم الأول (الحاشية الأولى): تعليقات أئمة التفسير الخمسة:

- ‌(1) التوجيهات والتعليقات العامة:

- ‌(2) الانتقادات:

- ‌(3) الترجيحات:

- ‌(4) الاحتمالات التفسيرية وزيادة أقوال:

- ‌ضوابط جمع تعليقات أئمة التفسير الخمسة:

- ‌طريقة الصياغة والعزو:

- ‌مصادر تعليقات أئمة التفسير الخمسة والطبعات المعتمدة منها:

- ‌القسم الثاني (الحاشية الثانية): توثيق نصوص الموسوعة وخدمتها بالإيضاحات اللازمة:

- ‌أولًا: منهج تخريج آثار الموسوعة:

- ‌أ - المنهج العام لحاشية التخريج:

- ‌ب - منهج تخريج الأحاديث المرفوعة:

- ‌ت - الأسانيد المتكررة:

- ‌ث - مصادر تخريج أحاديث الموسوعة والطبعات المعتمدة منها:

- ‌ج - منهج تخريج القراءات:

- ‌ مصادر تخريج القراءات والطبعات المعتمدة منها:

- ‌ثانيًا: خدمة النصوص:

- ‌4 - منهج مراجعة الموسوعة:

- ‌رابعًا: مصادر الموسوعة ومنهج العزو إليها

- ‌ أولًا: كتب التفسير المسندة المطبوعة:

- ‌1 - " تفسير مجاهد" (ت: 101 هـ):

- ‌2 - " تفسير مقاتل بن سليمان" (ت: 150 هـ):

- ‌3 - " تفسير سفيان الثوري" (ت: 161 هـ):

- ‌4 - " الجامع لتفسير القرآن" لابن وهب (ت: 197 هـ):

- ‌5 - " تفسير يحيى بن سلام" (ت: 200 هـ):

- ‌أ - آثار تفسير يحيى بن سلام:

- ‌ب - آثار تفسير ابن أبي زمنين:

- ‌6 - " تفسير عبد الرزاق الصنعاني" (ت: 211 هـ):

- ‌7 - " تفسير إسحاق البستي" (ت: 307 هـ):

- ‌8 - " تفسير ابن جرير" (ت: 310 هـ):

- ‌9 - " تفسير ابن المنذر" (ت: 318 هـ):

- ‌10 - " تفسير ابن أبي حاتم" (ت: 327 هـ):

- ‌الطبعة المعتمدة في الموسوعة لتفسير ابن أبي حاتم:

- ‌11 - " جزء فيه تفسير القرآن" ليحيى بن يمان ونافع بن أبي نعيم القاري ومسلم بن خالد الزنجي وعطاء الخراساني. برواية أبي جعفر الرملي (ت: 295 هـ):

- ‌12 - " تفسير الثعلبي" "الكشف والبيان عن تفسير القرآن" لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي (ت: 427 هـ):

- ‌13 - " تفسير البغوي" "معالم التنزيل" (ت: 516 هـ):

- ‌ ثانيًا: التفاسير المفقودة وما في حكمها:

- ‌1 - " تفسير سفيان بن عيينة" (ت: 198 هـ):

- ‌2 - " تفسير الفريابي" (ت: 212 هـ):

- ‌3 - " تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني" (ت: 220 هـ):

- ‌4).4 -" تفسير عبد بن حميد" (ت: 249 هـ):

- ‌5 - " تفسير أبي الشيخ ابن حيان الأصبهاني" (ت: 369 هـ):

- ‌6 - " تفسير ابن مردويه" (ت: 410 هـ):

- ‌ ثالثًا: كتب الحديث:

- ‌1 - كتب الحديث الجامعة:

- ‌2 - كتب ابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ):

- ‌3 - كتب الزهد:

- ‌4 - كتب المعاجم:

- ‌5 - كتب الزوائد:

- ‌6 - الأمالي والأجزاء والفوائد والمشيخات:

- ‌ رابعًا: كتب السيرة والتراجم والتواريخ:

- ‌1 - كتب السيرة والشمائل:

- ‌2 - كتب التراجم والتواريخ:

- ‌مسرد لمصادر موسوعة التفسير المأثور

- ‌ أولًا: كتب التفسير المسندة:

- ‌ ثانيًا: كتب علوم القرآن المسندة:

- ‌ ثالثًا: كتب العقيدة المسندة:

- ‌ رابعًا: كتب الحديث المسندة:

- ‌ الصحاح والمستخرجات:

- ‌ السنن والموطآت:

- ‌ المسانيد:

- ‌ المصنفات والجوامع:

- ‌ المعاجم والمشيخات:

- ‌ الأمالي والأجزاء:

- ‌ علوم الحديث:

- ‌لموضوعات:

- ‌ خامسًا: كتب الفقه المسندة:

- ‌ سادسًا: كتب السيرة والتاريخ والتراجم المسندة:

- ‌ السيرة والشمائل:

- ‌ مناقب الصحابة:

- ‌ التاريخ والتراجم:

- ‌ سابعًا: كتب الزهد والرقائق المسندة:

- ‌ ثامنًا: كتب اللغة والأدب المسندة:

- ‌خامسًا: فهارس موسوعة التفسير المأثور

- ‌القسم الثاني المقدمة العلمية

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول تعريف التفسير المأثور

- ‌المطلب الأول تعريف التفسير المأثور

- ‌أ- باعتبار مفرديه:

- ‌أولًا: تعريف التفسير:

- ‌ثانيًا: تعريف المأثور:

- ‌ب- باعتبار تركيبه:

- ‌ج- المقصود بالمأثور في الموسوعة:

- ‌المطلب الثاني نقد مصطلح التفسير المأثور في كتب علوم القرآن وأصول التفسير المعاصرة

- ‌ منشأ الخطأ في هذا المصطلح:

- ‌ تقويم مصطلح (التفسير المأثور):

- ‌أولًا: ما يتعلق بصحة دخول هذه الأنواع في مسمى (المأثور):

- ‌ثانيًا: ما يتعلق بالنتيجة المترتبة عليه:

- ‌ ما الذي ينطبق عليه مصطلح المأثور في التفسير

- ‌ الاحتجاج بالمأثور:

- ‌المطلب الثالث المراد بالسلف

- ‌المطلب الرابع التعريف بطبقات مفسري السلف

- ‌ الطبقة الأولى: طبقة الصحابة:

- ‌ الطبقة الثانية: طبقة التابعين:

- ‌ الطبقة الثالثة: طبقة أتباع التابعين:

- ‌المبحث الثاني أهمية تفسير السلف

- ‌المطلب الأول أهمية تفسير الصحابة

- ‌1 - أنهم شهدوا التنزيل، وعرفوا أحواله:

- ‌2 - أنهم عرفوا أحوال من نزل فيهم القرآن:

- ‌3 - أنهم أهل اللسان الذي نزل به القرآن:

- ‌4 - حسن فهمهم:

- ‌5 - سلامة قصدهم:

- ‌المطلب الثاني أهمية تفسير التابعين وأتباعهم

- ‌المبحث الثالث مصادر تفسير السلف

- ‌1 - القرآن:

- ‌ 22].2 -السُّنَّة:

- ‌3 - اللغة:

- ‌الموازنة بين تفسير السلف باللغة وتفسير اللغويين:

- ‌4 - المعلومات المتعلقة بالنزول

- ‌موقف السلف من تفسير القرآن الكريم بالإسرائيليات

- ‌المبحث الرابع طرق السلف في التعبير عن المعنى

- ‌1 - التعبير بالمثال:

- ‌2 - التعبير بالنزول:

- ‌3 - التعبير باللازم:

- ‌4 - التعبير بجزء المعنى:

- ‌5 - التفسير السياقي:

- ‌المبحث الخامس أنواع التفسير المأثور

- ‌ النوع الأول: التفسير المنقول:

- ‌أولًا: ما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيراته الصريحة:

- ‌ثانيًا: ما يروى عنهم من أسباب النزول الصريحة:

- ‌تعبير الصحابة عن سبب النزول:

- ‌ثالثًا: ما يرويه التابعون عن الصحابة:

- ‌رابعًا: ما يرويه أتباع التابعين عن التابعين:

- ‌النوع الثاني: تفسير السلف بالرأي:

- ‌أولًا: ما يكون له أكثر من وجه عندهم

- ‌ثانيًا: ما يحكونه من أسباب النزول غير الصريحة:

- ‌تعدد المحكي في النزول:

- ‌ثالثًا: ما يربطون الآية به من القصص:

- ‌المبحث السادس حجية تفسير القرآن بأقوال السلف

- ‌ أولًا: ما يقع عليه إجماعهم:

- ‌ ثانيًا: ما لا يحتمل تفسيره إلا معنى واحدًا:

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول نشأة التفسير المأثور ومراحله

- ‌تمهيد طبقات السلف في التفسير

- ‌ أولًا: طبقة الصحابة:

- ‌ ثانيًا: طبقة التابعين:

- ‌ ثالثًا: طبقة أتباع التابعين:

- ‌المبحث الأول التفسير في عهد النبوة

- ‌ أنواع التفسير النبوي:

- ‌مسألة: توجيه ما ورد عن ابن تيمية بأن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر جميع القرآن:

- ‌ طريقة تلقي التفسير في العهد النبوي:

- ‌الأولى: أن يبتدئهم عليه الصلاة والسلام بالتفسير:

- ‌الثانية: سؤال الصحابة: بأن يسأله الصحابة عن المعنى المراد فيجيبهم:

- ‌ اجتهاد الصحابة في التفسير:

- ‌الأول: أن يستدرك عليهم فهمهم، ويبين لهم المعنى المراد:

- ‌الثاني: أن يقرَّ فهمهم:

- ‌ معالم التفسير في العهد النبوي:

- ‌المبحث الثاني التفسير في عهد الصحابة

- ‌المطلب الأول التفسير في عهد كبار الصحابة (عصر الخلفاء الراشدين)

- ‌1 - عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه (11 - 13 هـ):

- ‌2 - عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه (13 - 23 هـ):

- ‌3 - عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه (23 - 35 هـ):

- ‌4 - عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه (35 - 40 هـ):

- ‌ معالم التفسير في عهد كبار الصحابة:

- ‌المطلب الثاني التفسير في عصر صغار الصحابة، وكبار التابعين (عصر الدولة الأموية السفيانية)

- ‌ أولًا: عهد معاوية بن أبي سفيان:

- ‌ ثانيًا: عهد يزيد بن معاوية، وعبد اللَّه بن الزبير:

- ‌ معالم التفسير في عهد عصر الدولة الأموية السفيانية (عهد صغار الصحابة وكبار التابعين):

- ‌أولًا: التخصص في التفسير والتفرغ لبثه وتعليمه مع ظهور مجالس التفسير العامة:

- ‌ثانيًا: ظهور التدوين في التفسير استقلالًا:

- ‌ثالثًا: مصادر التفسير في هذا العصر وتأصيل بعضها:

- ‌رابعًا: الاعتناء بعلوم القرآن:

- ‌خامسًا: توسع الانحراف في التفسير:

- ‌سادسًا: كثرة السؤال عن المشكلات في القرآن تعنتًا:

- ‌سابعًا: تورع البعض عن التفسير:

- ‌ هل وُجدت مدارس تفسيرية عند السلف

- ‌ الأظهر في المسألة:

- ‌المبحث الثالث التفسير في عهد التابعين (عصر الدولة الأموية المروانية)

- ‌ ملامح التفسير في عصر الدولة الأموية المروانية (طبقة التابعين):

- ‌أولًا: التفرغ لعلم التفسير ونشره:

- ‌ثانيًا: التصدي لتعليم التفسير واستمرار المجالس التفسيرية وتوسعها:

- ‌ثالثًا: تدوين التفسير:

- ‌رابعًا: الرحلة في طلب العلم ونشره:

- ‌خامسًا: التوسع في بعض مصادر التفسير:

- ‌سادسًا: الاعتناء بعلوم القرآن:

- ‌1 - نزول القرآن:

- ‌2 - الناسخ والمنسوخ:

- ‌3 - الوجوه والنظائر:

- ‌سابعًا: زيادة الانحراف في التفسير:

- ‌المبحث الرابع التفسير في عهد التابعين (العصر الأول للدولة العباسية)

- ‌ معالم التفسير في عصر أتباع التابعين:

- ‌أولًا: الرحلة في طلب علم التفسير ونشره:

- ‌ثانيًا: توسع التفسير في عهد أتباع التابعين

- ‌1 - التوسع بإطالة العبارة في التفسير:

- ‌2 - توسع التفسير بشموله جميع ألفاظ القرآن وآياته:

- ‌3 - التوسع في الاستفادة من بعض مصادر التفسير:

- ‌أ - القرآن:

- ‌ب - السُّنَّة:

- ‌ت - الإسرائيليات:

- ‌ثالثًا: تدوين التفسير لدى أتباع التابعين:

- ‌رابعًا: الاعتناء بعلوم القرآن خصوصًا المتعلقة بالتفسير:

- ‌أ - أسباب النزول:

- ‌ب - القراءات وتوجيهها:

- ‌ت - الناسخ والمنسوخ:

- ‌ث - علم الوجوه والنظائر:

- ‌خامسًا: ظهور التفسير اللغوي:

- ‌سادسًا: بروز الانحراف في التفسير وظهور مؤلفات فيه:

- ‌أ - محمد بن السائب الكلبي:

- ‌ب - مقاتل بن سليمان:

- ‌المبحث الخامس أبرز العوامل والأحداث التاريخية المؤثرة في تفسير السلف

- ‌1 - الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام:

- ‌2 - انتقال الصحابة إلى الأمصار المفتوحة:

- ‌3 - فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، والأحداث المترتبة على ذلك:

- ‌4 - ظهور المبتدعة والفرق الضالة:

- ‌أ - ظهور الانحراف في التفسير:

- ‌ب - مواجهة التأويلات المنحرفة للقرآن:

- ‌1 - هجر المنتمين إلى تلك البدع والتحذير منهم:

- ‌2 - الرد على المبتدعة من كتاب اللَّه وسُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثاني نقل تفسير السلف ومراحل تدوينه

- ‌المبحث الأول مرحلة الروايات الشفهية

- ‌ طرق تلقي التفسير وأدائه مشافهة عند السلف:

- ‌1 - مجالس التفسير الخاصة:

- ‌2 - مجالس التفسير العامة:

- ‌3 - تصدي السلف للناس وطلب السؤال منهم:

- ‌4 - تصدي الطلاب لسؤال شيوخ العلم واستخراج علمهم من ذلك الطريق:

- ‌المبحث الثاني مرحلة الكتابة والتدوين

- ‌المرحلة الأولى: مرحلة الكتابة المبدئية للتفسير

- ‌ المرحلة الثانية: مرحلة النسخ التفسيرية:

- ‌ المرحلة الثالثة: مرحلة التدوين الشامل للتفسير:

- ‌أ - التدوين الجزئي (في عصر أتباع التابعين: 132 - 200 هـ):

- ‌ب - التدوين الكلي (في القرن الثالث الهجري وما بعده):

- ‌ المرحلة الرابعة: مرحلة اختصار الأسانيد

- ‌3 - مفسرو السلف ومراتبهم في التفسير

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول المكثرون من مفسري السلف

- ‌توطئة

- ‌الطبقة الأولى من المكثرين في التفسير من السلف (من تجاوزت آثارهم التفسيرية 4000 أثر)

- ‌أولًا عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما (ت: 68 هـ)

- ‌ منزلته في العلم ومصادره:

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌ أسباب تقدم ابن عباس في التفسير:

- ‌ تلاميذ ابن عباس:

- ‌ طرق تفسير ابن عباس:

- ‌ثانيًا مجاهد بن جبر (ت: 102 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌ أسباب تقدم مجاهد في التفسير وكثرة آثاره

- ‌ثالثًا قتادة بن دعامة (ت: 117 هـ)

- ‌ مكانته في العلم والتفسير:

- ‌ مقدار تفسير قتادة وأسباب كثرته:

- ‌رابعًا مقاتل بن سليمان (ت: 150)

- ‌ منزلته في الرواية وعقيدته:

- ‌ مكانته وآثاره في التفسير:

- ‌ موقف أئمة التفسير منه:

- ‌ تفسير مقاتل بن سليمان:

- ‌ أسباب كثرة تفسير مقاتل بن سليمان:

- ‌الطبقة الثانية من المكثرين في التفسير من السلف (من تجاوزت آثارهم التفسيرية 2000 أثر دون أن تبلغ 4000 أثر)

- ‌أولًا الضحاك بن مزاحم (ت: 105 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌ أسباب تقدمه في التفسير وكثرة آثاره:

- ‌ثانيًا الحسن البصري (ت: 110 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌ثالثًا إسماعيل السُّدِّيّ (ت: 127 هـ)

- ‌ منزلته في التفسير:

- ‌رابعًا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ت: 182 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌ أسباب تقدمه في التفسير وكثرة آثاره:

- ‌خامسًا يحيى بن سلّام (ت: 200 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌ أسباب تقدمه في التفسير وكثرة المروي عنه:

- ‌الطبقة الثالثة من المكثرين في التفسير من السلف (من تجاوزت آثارهم التفسيرية 1000 أثر دون أن تبلغ 2000)

- ‌أولًا سعيد بن جبير (ت: 95 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌ثانيًا عكرمة مولى ابن عباس (ت: 105 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌ عدد آثاره في الموسوعة:

- ‌ وفاته:

- ‌ثالثًا عبد الملك ابن جُرَيْج (ت: 150 هـ)

- ‌ مكانته في العلم والتفسير وآثاره:

- ‌الطبقة الرابعة من المكثرين فى التفسير من السلف (من تجاوزت آثارهم التفسيرية 500 أثر دون أن تبلغ 1000)

- ‌أولًا عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه (ت: 32 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌ أسباب عدم بلوغ آثار تفسير ابن مسعود طبقة المكثرين:

- ‌ثانيًا أبو العالية (ت: 93 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌ أسباب قلة الآثار المروية عن أبي العالية في التفسير

- ‌ وفاته:

- ‌ثالثًا عطاء بن أبي رباح (ت: 114 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌رابعًا الربيع بن أنس (ت: 139 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌خامسًا محمد بن السائب الكلبي (ت: 146 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وموقف المفسرين منه:

- ‌ عدد آثاره في الموسوعة:

- ‌سادسًا مقاتل بن حيان (ت: 150 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌سابعًا محمد بن إسحاق (ت: 153 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره وموقف المفسرين منه

- ‌خاتمة الفصل الأول

- ‌الفصل الثاني المُقلُّون من مفسري السلف

- ‌توطئة

- ‌أولًا من تجاوزت آثاره 400 ولم تبلغ 500 أثر

- ‌1 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ت: 40 هـ)

- ‌ منزلته في العلم ومكانته في التفسير وآثاره:

- ‌2 - إبراهيم النخعي (ت: 96 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌3 - عامر الشعبي (ت: 105 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌4 - محمد بن كعب القرظي المدني (ت: 117 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌5 - سفيان الثوري (ت: 161 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌ثانيًا من تجاوزت آثاره 300 ولم تبلغ 400 أثر

- ‌عطاء الخراساني (ت: 135 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌ثالثًا من تجاوزت آثاره 300 ولم تبلغ 300 أثر

- ‌1 - عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما (ت: 73 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير وآثاره:

- ‌2 - أبو مالك غزوان الغفاري الكوفي (ت: 91 - 100 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌3 - وهب بن منَبِّه (ت: 114 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير:

- ‌4 - أبو صالح باذام (ما بين 111 - 120)

- ‌ مكانته في التفسير:

- ‌5 - محمد بن شهاب الزهري (ت: 124 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌6 - زيد بن أسلم (ت: 136 هـ)

- ‌ مكانته في التفسير:

- ‌ مقدار ما وصلنا من تفسير زيد:

- ‌7 - سفيان بن عيينة (ت: 198 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌رابعًا من تجاوزت آثاره 100 ولم تبلغ 200 أثر

- ‌1 - عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت: 23 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌2).2 -أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه (ت: 19 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌3).3 -عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها (ت: 57 هـ)

- ‌ منزلتها في العلم والتفسير:

- ‌4 - أبو هريرة رضي الله عنه (ت: 57 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌5 - كعب الأحبار (ت: 32 هـ)

- ‌‌‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌6 - سعيد بن المسيب (ت: 93 هـ)

- ‌7 - طاووس بن كيسان (ت: 106 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌8 - مالك بن أنس (ت: 179 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌خاتمة الفصل الثاني

- ‌الفصل الثالث المشاركون في التفسير من السلف "ممن لم يبلغ تفسيرهم 100 أثر في الموسوعة

- ‌المشاركون في التفسير من السلف "ممن لم يبلغ تفسيرهم 100 أثر في الموسوعة

- ‌أبو موسى الأشعري (ت: 44 هـ)

- ‌ مكانته في العلم والتفسير:

- ‌زيد بن ثابت (ت: 45 هـ)

- ‌ مكانته في العلم والتفسير:

- ‌عبد اللَّه بن عمرو بن العاص (ت: 65 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌عبد اللَّه بن الزبير (ت: 72 هـ)

- ‌ منزلته في العلم والتفسير:

- ‌جدول بإحصاءات التفسير الاجتهادي للسلف مرتبًا على الوفيات

- ‌أولًا: الصحابة

- ‌ثانيًا: المفسرون والمشاركون في التفسير من التابعين

- ‌ثالثًا: المفسرون والمشاركون في التفسير من أتباع التابعين

- ‌من لم نميزه أو نقف على ترجمته

- ‌خاتمة الدراسة

- ‌نسب تفسير طبقات السلف

- ‌عدد آثار تفسير طبقات السلف

- ‌ترتيب المكثرين في التفسير من السلف

- ‌ترتيب المقلين في التفسير من السلف

- ‌نسبة عدد المفسرين لكل طبقة من طبقات السلف

- ‌أكثر عشرة من الصحابة آثارًا في التفسير

- ‌أكثر عشرة من التابعين آثارًا في التفسير

- ‌أكثر عشرة من أتباع التابعين آثارًا في التفسير

- ‌ توصيات:

- ‌4 - التعريف بأئمة التفسير الخمسة وطريقة تعاملهم مع آثار السلف

- ‌أولًا تراجم أئمة التفسير الخمسة

- ‌1 - ابن جرير الطبري

- ‌2 - ابن عطية

- ‌3 - ابن تيمية

- ‌4 - ابن القيم

- ‌5 - ابن كثير

- ‌ثانيًا تعامل أئمة التفسير الخمسة مع آثار السلف

- ‌1 - تعظيم آثار السلف

- ‌2 - جمع آثار السلف واستيعابها في التفسير:

- ‌3 - توجيه آثار السلف:

- ‌4 - نقد آثار السلف:

- ‌5 - الاستدلال بآثار السلف والاعتماد عليها

- ‌5 - مستندات التفسير تعريفها وتصنيفها وتعامل الأئمة معها

- ‌أولًا تعريف المستندات

- ‌ثانيًا حصر مستندات التفسير وتصنيفها

- ‌1):1 -القرآن الكريم:

- ‌2 - القراءات القرآنية:

- ‌3).3 -السُّنَّة النبوية:

- ‌4 - إجماع أهل التأويل:

- ‌5 - أقوال السلف:

- ‌6 - لغة العرب:

- ‌7 - أحوال النزول:

- ‌8 - الإسرائيليات:

- ‌9 - النظائر:

- ‌ 143] "(3).10 -السياق:

- ‌11 - الدلالات العقلية:

- ‌ثالثًا الأصول العامة في تعامل الأئمة مع مستندات التفسير

- ‌6 - منهج المحدِّثين فى نقد مرويات التفسير

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأول جهات النظر في التعامل مع الخبر

- ‌المبحث الأول جهة الثبوت

- ‌مدخل تأسيسي

- ‌المطلب الأول المعيار الذي عليه المدار في نقد الأخبار

- ‌المطلب الثاني ارتباط أركان المنهج النقدي بمعيار نقد الأخبار

- ‌ المحدد الأول: مضمون الخبر وقدْرُه وأثرُه:

- ‌ المحدد الثاني: معرفة قائل الخبر:

- ‌ المحدد الثالث: إصابة ناقل الخبر أو خطؤه:

- ‌المطلب الثالث ارتباط أركان المنهج النقدي بإجراءات وآليات القبول والرد

- ‌المطلب الرابع الإسناد وطبيعة علاقته بالمرويات من حيث الثبوت وعدمه

- ‌ مدخل: إطلالة على تاريخ الإسناد:

- ‌الفرع الأول نشأة الإسناد واعتماده

- ‌الفرع الثاني تفاوت درجات وزمان اعتماد الإسناد في العلوم الشرعية

- ‌الفرع الثالث الإسناد وشرط الصحة

- ‌المبحث الثاني جهة المعنى

- ‌المبحث الثالث جهة أغراض المصنفين

- ‌ تتمات مهمات:

- ‌الفصل الثاني مرويات التفسير؛ المحددات والقرائن وتطبيقات المحررين

- ‌المبحث الأول‌‌ المحددات العامة للتعامل مع مرويات التفسير

- ‌ المحددات العامة للتعامل مع مرويات التفسير

- ‌أولًا: مضمون الخبر التفسيري:

- ‌ثانيًا: المفسّر:

- ‌ثالثًا: راوي الخبر التفسيري:

- ‌المبحث الثانى القرائن المختصة بمرويات التفسير وأثرها

- ‌ القرينة الأولى: الاختصاص:

- ‌ القرينة الثانية: الخطأ في التفسير فيما كان سبيل بيانه لغة العرب نادر أو مأمون الجانب:

- ‌ القرينة الثالثة: تعدد المفسرين القائلين بالمعنى الواحد:

- ‌ القرينة الرابعة: ليس كل اختلاف في الموقوفات اضطراب:

- ‌ القرينة الخامسة: كون الرواية من نسخة معروفة:

- ‌ القرينة السادسة: معرفة ما بين الرواة عن المفسر من اتفاق أو اختلاف:

- ‌المبحث الثالث تطبيقات المنهج عند المفسرين المحررين

- ‌فهرس مراجع أبحاث المقدمة العلمية

الفصل: ‌الفرع الثاني تفاوت درجات وزمان اعتماد الإسناد في العلوم الشرعية

‌الفرع الثاني تفاوت درجات وزمان اعتماد الإسناد في العلوم الشرعية

إن الإسناد وإن كان عاملًا مشتركًا بين كثير من المنقولات في العلوم الشرعية واللغوية؛ إلا أن درجة الاعتماد عليه واعتباره وسيلة لنقد المنقولات تتفاوت بتفاوت العلوم والفنون، وكلام الأئمة في التشدد والتساهل في المرويات السابق ذكره هو تجسيد حقيقي لهذا التفاوت الحاصل في توظيف الأسانيد ودرجات الاعتماد عليها، كما أن هناك أنواعًا من المرويات كان الإسناد فيها مجرد زينة على حد عبارة الخطيب البغدادي الذي عقد بابًا بعنوان:"ما لا يفتقر كتبه إلى الإسناد": قال فيه: "وأما أخبار الصالحين، وحكايات الزهاد والمتعبدين، ومواعظ البلغاء، وحكم الأدباء، فالأسانيد زينة لها، وليست شرطًا في تأديتها"

(1)

، ثم روى بإسناده أن رجلًا خراسانيًّا كان "جالسًا عند يزيد بن هارون يكتب الكلام ولا يكتب الإسناد، فقيل له: ما لك لا تكتب الإسناد؟! فقال: "أنا خانه خواهم نبازار": تفسيره قال: "أنا للبيت أريده لا للسوق"، قال الخطيب: "إن كان الذي كتبه الخراساني من أخبار الزهد والرقائق وحكايات الترغيب والمواعظ؛ فلا بأس بما فعل، وإن كان ذلك من أحاديث الأحكام، وله تعلق بالحلال والحرام فقد أخطأ في إسقاط أسانيده؛ لأنها هي الطريق إلى تبيينه، فكان يلزمه السؤال عن أمره، والبحث عن صحته"

(2)

، ولذا "فليس كل إسناد نراه يعني أنه وسيلة نقد ذلك المنقول بتطبيق منهج المحدثين الذين ينقلون به أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الإسناد كان سمة من سمات علوم الإسلام كلها، فإبرازه لم يكن دائمًا لأجل الاعتماد الكلي عليه في نقد ذلك المنقول"

(3)

.

وقد أشار الرافعي إلى هذا الملمح، فبعد أن ذكر العناية بأسانيد الحديث النبوي وتشديد العلماء في قبولها وفي أحوال رواتها ونقلتها؛ قال مبيِّنًا الفارق بين حال الإسناد ووظيفته في نقل السُّنَّة وبين حاله ووظيفته في نقل الأدب: "ذلك شأن

(1)

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي 2/ 213، ت: د. محمود الطحان.

(2)

الجامع لأخلاق الراوي 2/ 214.

(3)

الأخبار التاريخية للشريف حاتم، مقال منشور بمكتبة موقع ملتقى أهل الحديث.

ص: 530

الإسناد في الحديث وعنايتهم بحفظه؛ أما الإسناد في الأدب فلا يراد منه إلا توثيق الرواية وإثبات صحتها، وضمان عهدتها، لا أن يطلب الراوية بذكر الإسناد حكاية ما يرويه على أنه معدل، وإثبات ما يسنده على أنه إلى مقنع؛ فإن اللغة ترجع إلى أقيسة معروفة، وإن ما شذ عن هذه الأقيسة موضوع قطعًا إلا أن يحمل عن الثقة، أو ينفرد به أهل الكفاية فيوردونه على أنه من الأفراد والنوادر؛ وإن الشعر والخبر قد فشا فيهما الكذب والتوليد منذ القرن الأول، ونشأ كثيرون من الرواة يشدون من العلوم الموضوعة، وينفقون من الأخبار المكذوبة، ويموهون بمزج هذه الأمور على الناس، ويخترعون الأشعار الكثيرة عند مناقلة الكلام وموازنة الأمور؛ ومع ذلك فلم يعن بأمرهم أهل التفتيش والتحقيق من العلماء، إلا حيث يكون الخبر أو الشعر مظنة الشاهد وموضع المثل، فهناك يضربون دونه الإسناد؛ مخافة أن يجري في شيء من العلوم التي هي قوام الأصلين من الكتاب والسُّنَّة؛ فحيث وجدت المعنى الديني تجد التثبت والتحقيق الذي لا مساغ فيه إلى خطرات الظنون، فضلًا عن فَرَطات الأوهام؛ ومتى انتفى هذا المعنى عن شيء فأمره عندهم بحساب ما يدور عليه. . . والأسانيد في الأدب قصيرة؛ لأن الرواة ما زالوا يحملون عن العرب قرونًا بعد الإسلام، ومن حمل شيئًا فهو سنده؛ ثم إن الرواية قد درست بعد القرن الخامس على أبعد الظن، ولم يبق إلا بعض الأسانيد العلمية كما سيجيء؛ فكان عُمْر الإسناد ثلاثة قرون على الأكثر، دع عنك ما كان من شأنهم في هذا الإسناد؛ فإن الصدور منهم يكتفون بالنسبة غالبًا -وهي بعض طرق الرواية كما ستعرفه- فيقولون: روينا عن فلان، وحُدّثنا عن فلان، ويكون بين الراوي والمروي عنه جيلان وأكثر.

بيد أن كل ذلك لا يدفع الثقة بما يرويه أهل الضبط والتحصيل منهم، وهم قوم معدودون يعرفونهم بالعدالة؛ ثم لأنهم يأخذون عن الثقات، ولأن أكثر ما يروونه لا وجه للخلاف فيه، وإذا اختلفوا في شيء فلا يكون ذلك قادحًا فيهم؛ لأن مظنة الخلاف إنما تكون في ضعف الرواية أو الراوية"

(1)

.

إن دراسة حال الناس في الأزمنة الأولى من حيث علاقتهم بالفنون والعلوم وحصول بعضها سليقة وبعضها اكتسابًا. . . إلخ، وكذا دراسة واقع العلوم ومراتبها ومعرفة معاييرها في القبول والرد وإدراك التفاوت الحاصل في ذلك كله = له أثر بالغ

(1)

تاريخ آداب العرب للرافعي 1/ 192.

ص: 531

في التعامل مع المرويات، وإهماله وإغفاله موقع في الخطأ والخلل؛ ذلك أن نشاط الرواة في حفظ الأسانيد وضبطها لم يكن على درجة واحدة في كل المرويات، بل تفاوت اهتمامهم باختلاف دوافعه ومنطلقاته ومؤثراته، والتي يمكن رصد أبرزها فيما يلي:

أولها: قائل الخبر: تفاوت نشاط الرواة بحسب قائل الخبر وجلالته، ولذا كان معظم نشاطهم في ضبط الأسانيد وحفظها وروايتها متجهًا إلى تحقيق الغاية التي من أجلها كان الإسناد وهو ضبط المنقول عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خاصة، وتمييز الثابت من غير الثابت عنه صلى الله عليه وسلم؛ لأن عليه مدار الدين، وقيام مصالح العباد، وضبط أحكام المعاش والمعاد، بخلاف غيره، ولم يكن نشاطهم لحفظ المروي عن سواه كنشاطهم لحفظ المروي عنه صلى الله عليه وسلم، ولا يعني ذلك أن ما سواه ضاع كله فلم يحفظ؛ وإنما المراد أن كثيرًا من الرواة صرفوا جلّ اهتمامهم إلى المرفوع خاصة، وقل اهتمامهم بما دونه، ومن دلائل ذلك ما رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسنده عن صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري، ونحن نطلب العلم، فقلت: نكتب السنن؛ فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه؛ فإنه سُنَّة، فقلت له: إنها ليس بسُنَّة، فلا نكتبه، قال: فكتبه، ولم نكتبه، فأنجح، وضيعنا"

(1)

.

ثانيها: مضمون الخبر: تفاوت اهتمام الرواة في نقل الأخبار وضبط أسانيدها ومتونها بحسب مضمونها؛ فصرفوا جُلّ اهتمامهم إلى حفظ وضبط ما به يحفظ الدين، وَتَبِينُ به معالمه، وَتُضْبَطُ أصوله، وَتُحفظ به حدوده، وَتُصان به حقوق المجتمعات والأسر والأفراد؛ ولذا قال أبو الزناد:"كنا نكتب الحلال والحرام، وكان الزهري يكتب كل ما سمع؛ فلما احتيج إليه علمتُ أنه أعلم الناس"

(2)

.

ثالثها: مدى الحاجة إلى الخبر: نشاط الرواة كان مبنيًّا على الاهتمام بما كثرت حاجتهم إليه؛ لا بما كان حاصلًا عندهم ومتحققًا ومشتهرًا.

وإذا كانت الحاجة عمومًا هي الدافع للعمل والمحفز للنشاط والحركة؛ فإن العلم وحفظه وتفاوت الاهتمام بفروعه مرتبط بذلك الأمر الفطري، ولذا فقد حفظت الأمة في مجموعها ما تقوم به الشريعة في كافة فروع العلم المرتبطة بها؛ إلا أن هذا

(1)

تاريخ أبي زرعة ص 412.

(2)

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 188.

ص: 532

الحفظ تفاوت بسبب مقدار الحاجة إليه، ذلك أن كثيرًا مما يحتاج إليه المتأخرون عن أزمنة الرواية ويرونه بالغ الأهمية لم تكن حاجة الناس إليه ماسة في أزمنة الرواية الأولى؛ بل كان بعضه حاصلًا لديهم بالسليقة وبعضه حاصلًا بالاشتهار في واقعهم وزمانهم لتلبسهم بشهوده ومشاهدته أو قربهم من زمان ومكان وقوعه، فأغناهم حصوله وشهرته عن المبالغة في طلبه وتتبعه، والتدقيق في حفظه وضبطه كمبالغتهم وتدقيقهم فيما تمس حاجتهم إليه، بل حاجة عموم المكلفين في جميع الأزمنة إلى معرفته وتعلمه من أصول الدين وأصول الأحكام، فانصرفت كثير من الجهود في الأزمنة الأولى إلى حفظ ما مسَّت الحاجة إلى روايته ونقله، واشتغل جُلُّ الثقات وكبار الحفاظ بذلك، ولك أن تتأمل هذا في أبواب السير والمغازي والتفسير مثلًا، وكيف أن كثيرًا من كبار المحدِّثين وأئمة الرواية انعدمت الرواية عنهم في هذه الأبواب أو قلّت مقارنة بمروياتهم الكثيرة في أبواب أخرى.

فمن أمثلة ما أغنت شهرته وذيوعه عن التدقيق فيه والمبالغة في تمييز صوابه من خطأه: المغازي والسِّيَر؛ فهي مع ما تحمله من عوامل الذيوع والانتشار في ذاتها باعتبارها القصصي = فقد كانت موطنًا للفخر والاعتزاز، ينقلها العالم للجاهل والصغير للكبير حتى بلغ الأمر أن قال علي بن الحسين:"كنا نعلم مغازي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن"

(1)

.

وقال إسماعيل بن محمد بن سعد: "كان أبي يعلمنا مغازي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسراياه ويعدها علينا؛ ويقول: هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها"

(2)

. وهو ما أدى إلى انشغال جُلّ العلماء والحفاظ والرواة بالتدقيق في غيرها لندرة الخطأ المتوقع من جانبها، وللقدرة على تمييزه بعد وقوعه لكثرة شيوعه واشتهاره.

ومن أمثلة ما كان حاصلًا عندهم بالسَّجِيّة والطبيعة فلم تكن الحاجة ماسة له ولم يكن الخطأ مخوفًا من قبله: تفسير القرآن فيما كان بيانه حاصلًا بلغة العرب؛ لأن الأصل أن القرآن مفهوم لهم بمجرد سماعهم له إلا ما كان فيه بيان خاص من الشارع، وقد بَيَّنَ هذا البيهقي بقوله: "وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم؛ لأن ما فسروا به ألفاظه تشهد لهم به لغات العرب، وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب

(1)

المصدر السابق.

(2)

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 195.

ص: 533

فقط"

(1)

، فالخطأ الواقع هنا مأمون جانبه؛ لأنه يظهر بطلانه وخطؤه للصغير والكبير والعالم والجاهل.

وبناء على ذلك فمن تطلب في هذه الأبواب أعلى الأسانيد وأجودها، أو ابتغى أن يكون معظم رواتها من حذاق الحفاظ وكبار الثقات كما هو الحال في العقائد والأحكام فلن يرجع من ذلك بشيء؛ لأن تطلب مثل ذلك سعي وراء سراب، وتسربل بالخيال، لا لشيء سوى أنه يجافي واقع العلوم وطبيعتها، ولا يراعي نشأتها ومنبتها، ولا ينتبه لتطورها وسيرها، ولا يقف على الدوافع التي نشَّطت حركة الضبط والرواية في بعضها، ولا الموانع التي منعت ذلك في بعضها، ولا يعترف بتعدد معايير القبول والرد وتباينها بين كل هذه العلوم.

وأحسب أن عبارة الإمام أحمد المشهورة: "ثلاثة ليس لها إسناد: التفسير، والملاحم، والمغازي"

(2)

بحاجة في ضوء ما تقدم إلى النظر إليها من زاوية مختلفة؛ فقد غلب على كثير من الدراسات المعاصرة نقل الاختلاف فيها بين كونها مرادًا بها المرفوع أو مرادًا بها كتب مخصوصة، كما اعتمدها البعض تكأة لقبول كل ما يروى في التفسير والمغازي والملاحم دون تدقيق ونظر باعتبار أن كل ما فيها ضعيف؛ لكن البحث هنا يلفت النظر إلى أهمية فقه الغاية المقصودة من تلك العبارة وعدم التوقف عند مجرد معناها.

وأحسب أن الغاية من تلك العبارة هي الإخبار عن وإقع هذه العلوم وطبيعتها، وأن لها نمطًا خاصًّا في التعامل معها يباين بقية المرويات، وأنه لا يمكن انفكاكها عن هذا الواقع، ولا يمكن انفكاك التعامل معها تصحيحًا وتضعيفًا عن هذا الواقع، وتأيَّد هذا عندي بالسياقات التي أورد ابن تيمية فيها تلك العبارة في مواطن مختلفة؛ فمن ذلك قوله: ". . . فالمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين قد نصب اللَّه الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره، ومعلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي والملاحم؛ ولهذا قال الامام أحمد: ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير والملاحم والمغازي. ويروى: ليس لها أصل؛ أي: إسناد؛ لأن الغالب عليها المراسيل، مثل ما يذكره عروة بن الزبير والشعبي والزهري وموسى بن

(1)

دلائل النبوة للبيهقي 1/ 37.

(2)

رواه ابن عدي في الكامل 1/ 119، وعنه الخطيب البغدادي في الجامع 2/ 162، وفي رواية عنه:"ثلاثة لا أصل لها".

ص: 534

عقبة وابن إسحاق ومن بعدهم. . . " ثم تكلم عن المراسيل وحكمها وآليات قبولها

(1)

.

وقال أيضًا: "وأما أحاديث سبب النزول؛ فغالبها مرسل ليس بمسند، ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل: ثلاث علوم لا إسناد لها -وفي لفظ: ليس لها أصل-: التفسير، والمغازي، والملاحم؛ يعني: أن أحاديثها مرسلة، والمراسيل قد تنازع الناس في قبولها وردها. . . إلخ"

(2)

.

وقال أيضًا: "وقال الإمام أحمد: ثلاث علوم ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير. وفي لفظ: ليس لها أسانيد؛ ومعنى ذلك: أن الغالب عليها أنها مرسلة ومنقطعة؛ فإذا كان الشيء مشهورًا عند أهل الفن قد تعددت طرقه فهذا مما يرجع إليه أهل العلم بخلاف غيره"

(3)

؛ وظاهر جدًّا من السياقات المختلفة التي ساق ابن تيمية فيها تلك العبارة ربطه بينها وبين كون هذه العلوم أغلبها مراسيل؛ ولذا تكلم بعد إيرادها في كل المواطن عن المرسل وآليات قبوله، ثم بيَّن أن هذه المرويات رغم انقطاعها إلا أنها اشتهرت عند المتخصصين وتعددت طرقها، مما جعل أهل العلم يرجعون إليها ويدققون فيها.

وجلي إذًا أن فقه واقع الزمن الذي نشأت فيه الرواية، واشترطت في نقلها الأسانيد له أثر كبير في معرفة أسس التعامل مع المرويات وفهم منهج المحدثين في قبولها أو ردها؛ ذلك أن هذا المنهج انطلق أساسًا من هذا الواقع وراعى كل جزئياته وكان من الأسس التي قام عليها والتي لا يمكن إهمالها مراعاة الواقع الزمني والواقع الإنساني وميوله واحتياجاته ورغباته، ولم يحدث أبدًا نوع تصادم بين منهج المحدثين وبين تلك المرويات في كافة فنون الشريعة.

(1)

مجموع الفتاوى 13/ 345 - 346.

(2)

منهاج السُّنَّة 7/ 435.

(3)

تلخيص كتاب الاستغاثة 1/ 76.

ص: 535