الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبتدأ، والمبعث، والمغازي، وقد هذَّبه عبد الملك بن هشام (ت: 218 هـ)
(1)
في كتابه الذي اشتهر بـ "سيرة ابن هشام".
أما منزلته في الرواية فقد تضاربت أقوال أهل العلم في توثيقه، فمنهم من وثَّقه وحسَّن حديثه، ومنهم من ضعَّفه، قال الذهبي بعد ذكر من جرَّحه:"وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأشياء، منها: تشيُّعه، ونُسِب إلى القَدَر، ويُدلِّس في حديثه، فأما الصدق، فليس بمدفوع عنه"
(2)
.
*
مكانته في التفسير وآثاره وموقف المفسرين منه
(3)
:
لم أقف في ترجمة ابن إسحاق على أنه تصدّر للتفسير أو صنَّف فيه، وإنما عُرف عنه الرواية في الحديث، والتوسع في القصص والأخبار والسيرة، أما ما نُقل عنه من تفسير فمما فسّره من الآيات المتعلقة بالقصص والمغازي والسيرة في كتابه عن السيرة، حيث كان يعقب سرد أحداث السيرة بتفسير الآيات المتعلقة بها ويربطها بمعاني القرآن روايةً ودرايةً، ومن ثم كان أغلب آثار تفسيره تدور حول الآيات المتعلقة بالمبدأ والسيرة والمغازي وقصص القرآن -ومن ضمنها الإسرائيليات التي أخذت مساحة واسعة من مرويات تفسيره-، أما ما سوى ذلك فقليل جدًّا
(4)
.
وقد أورد الثعلبي كتابه "المغازي" ضمن مصادره في التفسير
(5)
، كما نقل آثاره في التفسير كثيرٌ من أئمة المفسرين، كابن جرير الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، ومن المتأخرين ابن كثير، والسيوطي في الدر المنثور، رواية، ودراية
(6)
.
وقد بلغت آثار تفسيره الاجتهادي في الموسوعة (806) آثار كلها -إِلا ما ندر- في الموضوعات السابقة.
(1)
عبد الملك بن هشام بن أيوب، أبو محمد الذهلي، وقيل: الحميري، النحوي، الأخباري، البصري نزيل مصر، قال الذهبي:"هذَّب السيرة النبوية، وسمعها من زياد البكائي صاحب ابن إسحاق"، توفي عام 218 هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء 10/ 428.
(2)
سير أعلام النبلاء 7/ 39.
(3)
ينظر: تفسير أتباع التابعين ص 112 - 114.
(4)
وهو يُعنى عند تفسير تلك الآيات بأسباب النزول، وتعيين من نزلت فيهم الآيات عناية بالغة، نظرًا لأهميتها في السيرة، إضافة إلى بيان الغريب عند توضيح معنى تلك الآيات. ينظر تفصيل ذلك في: تفسير أتباع التابعين ص 116 - 121.
(5)
ينظر: مقدمة الكشف والبيان عن تفسير القرآن ص 145 - 149.
(6)
ينظر: تفسير أتباع التابعين ص 112 - 114.
ولعل أبرز أسباب عدم بلوغه المرتبة المتقدمة في التفسير ما يلي:
1 -
أنه لم يتصدر للتفسير، ولم يرد ذلك عنه عند مترجميه.
2 -
أنه لم يصنِّف في التفسير، إِلا ما جاء في مغازيه.
3 -
أنه لم يفسِّر القرآن كاملًا
(1)
.
4 -
انشغاله بالرواية في التفسير -وفي غيره- أكثر من الاجتهاد.
* * *
(1)
ينظر: تفسير أتباع التابعين ص 114. وفيه بعد ذكر ما سبق: "وعليه فإن الحكم بأنه من المفسرين فيه تجوّز، وإنما اندرج ضمن مفسري أتباع التابعين لأن أئمة المفسرين نقلوا ما جاء في سيرته من الآيات التي فسَّرها، والمرويات التي لها علاقة بتلك الآيات، والأقرب أن يوصف بأنه مشارك في التفسير".