الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كارثية جداً لكثير من دول العالم، لأن الولايات المتحدة تمارس الآن نفوذاً قوياً وضغطاً كبيراً على عدد كبير من دول العالم بطرق لا تحبها هذه الدول. إضافة إلى ذلك فإن المسائل الأمنية تحتل الآن أولوية في العلاقات الدولية عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الاقتصادية الخارجية، أو الاستثمارات أو التنمية البشرية. فالإرهاب أصبح القضية الأولى على جدول أعمال أي مباحثات دولية مما همش غالبية القضايا الأخرى.
9 -
من أخطر ما ستجنيه الولايات المتحدة هنا، هو أنها حصلت على (صك على بياض) للتدخل أينما شاءت ومتى شاءت بحجة محاربة الإرهاب. ولم يتسن لأي دولة حتى الآن الحصول على مثل هذا الامتياز الفريد والخطير. فإذا ما أرادت ضرب العراق فبهذه الحجة، وإذا أرادت ضرب السودان أو إيران أو ليبيا أو سوريا فبهذه الحجة. أي انها حصلت على مرونة وحركة سياسية كبيرة وعلى حجة وعذر للتدخل في شؤون جميع الدول في العالم، ولا سيما الدول الإسلامية والعربية. وهذا مكسب كبير للكيان الصهيوني واليمين الأمريكي.
وإذا كانت الأمور السابقة توضح أن اليمين المسيحي المتطرف الذي يحكم أمريكا الآن، وإسرائيل هم المستفيدون من هذه التفجيرات، فإن
الأضرار التي لحقت بالمسلمين
تزيد الأمر وضوحاً.
الأضرار التي لحقت بالمسلمين
1 -
تقويض العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب، حيث أن التوتر بين الجانبين لم يكن أسوأ مما هو عليه الآن خلال العصور الحديثة. إذ مارست الولايات المتحدة ضغوطاً دبلوماسية قوية على غالبية الدول الإسلامية وخصوصاً العربية لحملها على التعاون في مكافحة الإرهاب. والمثير في هذا الأمر المضحك المبكي، هو أن هذه الولايات المتحدة الأمريكية المتضخمة والمنغلقة الذات، والتي باتت أقل علمانية وأكثر أصوليه اعتباراً بالحضور القوي للدين في الحياة الأمريكية في السنوات القليلة الماضية، ووجود 60 مليون مسيحي متعصب يشكلون الدعامة الانتخابية الرئيسة لجورج بوش، واليمين الجديد المحافظ. إن هذه أمريكا السلفية
المتطرفة هي نفسها، التي ترمي بلدان العالم الإسلامي بالأصولية، وتطالبها بتغيير مناهجها التعليمية والتربوية لتصفية البني التحتية على حد تعبيرها لبؤر التطرف.
2.
اليوم تحوم الشبهات حول المسلمين أينما ذهبوا، ليس في الولايات المتحدة فقط بل وعلى مستوى العالم أيضاً. والمسلمون في الولايات المتحدة والغرب تحت المراقبة الشديدة أكثر مما كان عليه الوضع من قبل. وأصبح حصول المسلمين على تأشيرات إلى الدول الغربية مسألة أكثر صعوبة، كما استفاد حكام الدول الإسلامية من الحرب على الإرهاب لتعزيز قبضتهم وقمعهم لشعوبهم في كثير من هذه الدول، وخصوصاً ضد الإسلاميين. وهكذا فقد المسلمون حرياتهم. إضافة إلى ذلك استفاد قادة كل من روسيا والهند والصين والفليبين من الحرب على ما يسمى بالإرهاب للانقضاض على الأقليات المسلمة في بلدانهم.
3.
لو كان (تصادم الحضارات) الذي تحدث عنه (صموئيل هانتنغتون) قبل ذلك أمراً ممكناً، فإن وجهات نظر (هانتنغتون) أثبتت الآن صحتها للأسف، حيث إن أعداد الأميركيين والمسلمين الذين يؤمنون بـ (صدام الحضارات) تزداد اليوم بشكل أكبر مما كانت عليه، عندما طرح هانتنغتون هذه المسألة أول مرة.
4.
تعزز موقف الجماعات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، إلى جانب الصهاينة المسيحيين والمحافظين الجدد ذوي الأطماع الإمبريالية، فقد منحتهم الهجمات سلاحاً قوياً، وزادت الهجمات الفكرية والسياسية ضد الإسلام والمسلمين، بينما لم يعد الأشخاص الذين يتعاطفون مع القضايا العربية قادرين على الحصول على فرص كبيرة لعرض مواقفهم في وسائل الاعلام المختلفة، إذ أن المجال في تلك الوسائل ممنوح للذين يتعاطفون مع الأفكار المعادية للتربية الإسلامية، وتلك التي تلصق صفة الإرهاب بالإسلام، وأصبح غالبية الغربيين ينظرون إلى المدارس الدينية في العالم الإٍسلامي على أنها مدارس لتدريب الإرهابيين. وهكذا فإنه من الصعب أن يجادل أحد لصالح الإسلام، ليس في أميركا وحدها ولكن في أي مكان في الغرب، حيث تضررت صورة الإسلام كثيراً.