الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هنا لا ادعى القدرة على التنبوء بقدر ما ادعي القدرة على معرفة الطريقة التي تفكر بها تلك العصابة التي تحكم البيت الأبيض، والتي أصبح دليلها تلك النبوءات والخرافات التوراتية التي عرضنا لبعضها سابقاً. فقد افتعلت أمريكا حربها مع أفغانستان ثم جاء دور العراق، والآن تتجه الأنظار إلى سوريا وإيران ثم مصر للأسباب ذاتها التي شرحناها في هذا الكتاب.
الحرب على العراق
منذ سنوات حينما تجمع العرب مع دول العالم لضرب العراق في حرب الخليج كتب د. عماد الدين خليل موجهاً كلامه للعرب: "إنكم تضربون العراق بأيد أمريكية، وسوف يكون النصر دامياً لنفوس الجميع، وسوف يكره كل واحد نفسه وأخاه وسوف تفتح جراح عربيه لا تندمل، وسوف تستنزف الثروات العربية بدون جدوى، وسوف يستبقى الأمريكان صدام حسين لاستعماله للتهديد والابتزاز كلما حلا لهم، وكلما احتاجوا إلى رشفة أخرى من المال العربي .. وقد حدث كل هذا وأكثر. لقد كانت مكيدة محكمة شربناها جميعاً وجاءت القواعد العسكرية الأمريكية لتحتل سواحل الخليج والجزيرة العربية تحت شعار معلن، هو حماية بترول العرب من أجل العرب، وبدأ الكل يدفع فواتير الاحتلال الجديد ونفقات الجنود الأمريكان بالدولار وبالبترول المرهون تحت الأرض إلى ما شاء الله، ونزلت بعض الميزانيات العربية إلى ما تحت الصفر والحسابات الدائنة أصبحت مدينه، والجيوب المليئة غدت خاوية. فأمريكا تقتلنا ثم تطلب منا أن نعطيها ثمن الرصاصات التي أفرغتها أو ستفرغها في رؤوسنا. وهذا الابتزاز الأمريكي للمال العربي لا يأخذ صيغة واحدة، وإنما يتدرج بين الاستلاب المباشر تحت مبدأ (حكم القوي على الضعيف) وبين التوظيف غير المباشر لرؤوس الأموال، والفائض المالي وفق صيغ مصرفيه واستثماريه شتى فيما هو معروف للقاصي والداني، وفي الحالتين فإن الذي يحدث هو أن (المال العربي) يستخدم أمريكيا ليس فقط ضد مصالح العرب أنفسهم، وإنما ضد دينهم ومصيرهم معا"(1).
(1) مذكرات حول واقعة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ـ د. عماد الدين خليل ـ ص75
لقد كشف احتلال الأمريكان للعراق عن خسة ونذالة الأنظمة التى تحكم بلادنا والتى لم تقف موقفا واحدا مشرفا بل كانت مواقفها تتسم بالخيانة والعمالة
…
لقد وعد الأحمق المطاع بوش أن يكون العراق نموذجا يحتذى به لكنه في الحقيقة صار عبرة لمن يعتبر
…
فمن صدقوا وعود ذلك الأفاك الدجال سيكون مصيرهم وبال
…
اذن فنحن نعيش في عصر اللاقانون واللاأخلاق واللامبادئ
…
ونرى بوضوح أن التوحش الأمريكى لا يفله الا الحديد والمقاومة التى تنخر في عظام الاحتلال وتستنزف قواه حتى يخر صريعا وما ذلك على الله بعزيز
…
لقد سقط الاحتلال الأمريكى قبل ذلك في فيتنام وتلاه الاحتلال الروسى فىأفغانستان
…
اذن فهذا الكابوس ليس كابوسا أزليا وانما قد اقتربت نهايته باذن الله (1).
وبعد أن أسدل الستار على الفصل الأول من المأساة .. يرتفع اليوم الستار عن الفصل الثاني من المكيدة الأمريكية، والابتزاز الغربي ليضغط الدائنون الكبار على دول المنطقة الجريحة، التي تنزف دماً واقتصاداً ليقبلوا الأفعى الإسرائيلية في الحضن العربي، ويفسحوا لها مكاناً في أرضهم واقتصادهم ولقمة عيشهم ويوقعوا على سلام إسرائيلي بشروط إسرائيلية وذلك من أجل أن تتدفق الأرض لبناً وعسلاً، ويعم الرخاء على الجميع. واللبن والعسل والرخاء الموعود والجنة الإسرائيلية الفصل الأخير والختامي من المأساة، حينما تفتح إسرائيل نيران ترسانتها العسكرية في مشهد العشاء الأخير الذي يعود فيه يهوذا الاسخريوطي لينتقم من أولاد العم فيما يسمونه في الكتب القديمة معركة هرمجدون، وهي ليست سوى الصليبية الثانية، التي يحلم بها الغرب ليضع بها النهاية الخاتمة للإسلام وأهله وتلك أحلامهم. وقد تحقق منها الفصل الأول بحذافيره" (2).
نعم بدأ الفصل الثاني .. وجاءت أحداث 11 سبتمبر 2001م (أو بالأحرى جئ بها) لتكون ذريعة كافية لشن حمله صليبية على العالم الإسلامي. فعندما حصل (بوش) على إذن بالحرب بعد أحداث سبتمبر بثمانية أيام، جاءت تصريحات رسمية بأن الحرب قد تمتد إلى عشرة أعوام، ومن أفغانستان إلى مواقع أخرى، فهي حرب
(1) الكابوس الأمريكي وحلم الخلاص - محب الصالحين - http://www.almotmaiz.net/vb/showthread.php?t=9872
(2)
إسرائيل .. البداية والنهاية - مصطفى محمود ص1ـ8
مفتوحة زمانياً وجغرافياً، ولم يكن العراق مستبعداً منذ اللحظة الأولى (1). ففي مساء اليوم التالي الثاني عشر من سبتمبر، جرى في إحدى غرف البيت الأبيض هذا الحوار العجيب بين الرئيس الأميركي جورج بوش وأشهر أميركي في مكافحة الإرهاب (ريتشارد كلارك) وفقا لما كشفه هذا الأخير.
جورج بوش: اسمع أعلم كم أنتم مشغولون الآن
…
لكنني أريد منكم بأسرع ما يمكن أن تراجعوا كل شيء .. كل شيء ابحثوا لعل صدام فعل هذا ابحثوا لعل له صلة من أي نوع.
كلارك: ولكن سيادة الرئيس القاعدة هي من فعل هذا.
جورج بوش: أعلم هذا .. أعلم هذا ولكن ابحث فيما إذا كان صدام متورطاً فقط ابحث، أريد أن أعرف كل خيط.
كلارك: بكل تأكيد سنبحث من جديد.
وعندما غادر الرئيس حدقت إحداهن في كلارك متمتمة، يا إلهي لقد تمكن منه وولف فيتس" (2).
فحتى حينما كانت الحرب على أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة تخطط وتنفذ، حيث عجزت الولايات المتحدة، على الرغم من المجهود غير العادي، في العثور على أي روابط مقنعة بين (صدام حسين) و (أسامة بن لادن) أو شبكة القاعدة، مع ذلك فقد ظل جوهرياً في استراتيجية واشنطن أن يستهدف العراق. كانت في جانب منها مسألة (عمل لم ينته): لقد صمم بوش الثاني على إكمال الوظيفة التي كان قد بدأها بوش الأول (3).
http://www.aljazeera.net/books/2003/4/ - TOP
(1) سفر الموت .. من أفغانستان إلى العراق - تأليف محمود المراغي ـ الجزيرة نت
(2)
أجراس الخطر .. الحقيقة وراء 11 سبتمبر ج3 - قناة الجزيرة برنامج سرى للغاية- مقدم الحلقة: يسري فودة- تاريخ الحلقة: 22/ 9/2005
(3)
استهداف العراق - العقوبات والغارات في السياسة الأمريكية - جيف سيموند - مركز دراسات الوحدة العربية ص18