الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حين أن آل غور، نال نصف مليون صوت زيادة عما ناله خصمه، وبالرعم من ذلك فقد أعلن فوز بوش لنيله مائه وسبعه وثلاثين صوتاً إضافياً (1).
ف http://www.aljazeera.net/books/2002/8/ - TOP الفوز بالانتخابات بحسب مقاييس أي شخص عاقل، باستثناء قضاة المحكمة الأميركية العليا (المعينين من قبل نيكسون وريغان) كان من نصيب آل غور، ولكن الجهود التي بذلتها زمرة بوش (جورج الثاني، وابن عمه جيب، وجميع رفاق جورج الأول القدامى، اليمين المتطرف) للتأثير في نتائج الانتخابات، بما فيها التلاعب غير القانوني المباشر بالسجل الانتخابي، وما تبعه من أحكام خاطئة، صدرت بعد التصويت، بالاضافة للتلاعب الذي حصل عبر التصويت البريدي، والذي فاز فيه بوش بأربعة أخماس أصواته بشكل مريب (2)، كان لها الدور الرئيس قي تغيير نتائج الانتخابات وايصال بوش إلي سدة الحكم، ليدير أجندتها الخاصة بنظام عالمي إمبريالي جديد. "فالوجوة تتغير في البيت الأبيض، أما القابضون علي مقاليد السلطة وراء الكواليس، فهم أنفسهم لا يتغيرون"(3).
من مقارعة الخمر إلى الأصولية المسيحية
لم يسر (بوش الشاب) في البداية على خطى أبويه المتدينيْن، بل كان مدمناً على الخمر، وكان يقود سيارته وهو سكران، (وهو أمر تشاركه فيه زوجته، التي تسببت بمقتل إحدى صديقاتها أيام التلمذة، كما يشاركه فيه نائبه ديك تشيني) ، وتم إلقاء القبض عليه بسبب تصرفات طائشة أخرى، حتى سبب أكثر من إزعاج لزوجته (لورا). وقد كانت لورا صاحبة الفضل في إقناعه بالكف عن الشراب، والأخذ بيده إلى الكنيسة، التي اعتادت الذهاب إليها. ولكن التغير في شخصية بوش ـ كما يقول ستيفن مانسفيلد ـ بدأ خلال اجتماع عقد عام 1984م في إحدى كنائس ميدلاند مع القس أرثر بليسيت، الذي كان يجوب العالم حاملا الصليب، للدعوة إلى المسيحية. وحضر الآلاف من أهالي ميدلاند محاضرة بليسيت، وبعد المحاضرة طلب
(1) خطورة أمريكا - ملفات حربها المفتوحة في العراق ـ نويل مامير، باتريك فاربيار - ترجمة ميشال كرم ص25
(2)
رجال بيض أغبياء ـ المؤلف ـ مايكل مور كمبردج بوك ريفيو
(3)
إمبراطورية الشر الجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربي 27/ 1ـ 3/ 2/2003م
(جورج دبليو) لقاء بليسيت. وخلال اللقاء وضح لجورج دبليو أنه غير متأكد من موقفه من المسيحية، ولكنه مع نهاية اللقاء شعر بالرغبة في التوبة، وطلب من بليسيت الدعاء له. وسرعان ما بدأ (جورج دبليو) في قراءة الإنجيل، والصلاة يوميا، وفي المشاركة بحلقة لدراسة الإنجيل مع بعض أصدقائه، وتوقف عن شرب الخمور، وبدأ الجميع يرون تحولا في حياة بوش على نحو أكثر جدية" (1).
ولكن الرجل الذي أثر في حياة جورج بوش الدينية ونقله نقلة جذرية من حياة الإدمان إلى حياة الأصولية المسيحية، هو القسيس (بيلي غراهام) الذي استغل شعبيته الهائلة في الحصول على صداقة كبار الزعماء السياسيين، وأصبح من المترددين بانتظام على البيت الأبيض طيلة عهود عديدة من الرؤساء (2). وقد أثنى بوش على شيخه (بيلي غراهام) مرة، فقال:"إنه الرجل الذي قادني إلى الرب". حيث استطاع القس (جراهام) إقناع بوش بالانضمام إلى طائفة (الميسوديث)، المعبرة عن التحالف الصهيوني المسيحي، وسار بوش مع هذه الطائفة حتى صار أحد أعمدتها الأساسية" (3). وتردد المعلومات أن (توني بلير) رئيس الوزراء البريطاني، انضم إلى طائفة الميسوديت منذ فترة، وانه أصبح منتظما في قراءة الكتاب المقدس للميسوديت، وأداء كل طقوس العبادة التي تقرها هذه الطائفة. وقد كان لانضمام بلير إلى الطائفة الفضل في وجود لغة مشتركة بينه وبين بوش، حيث يعتبر بلير أن بوش أستاذه في الطائفة.
وتشير المعلومات إلى أن بوش تدرج في المراتب الدينية لهذه الطائفة حتى وصل إلى مرتبة عالية يطلق عليها (المعلم)، ومن يحصل على هذه المرتبة، لا بد أن يكون قد درس باستفاضة متناهية مبادئ (الميسوديت)، وبدأ يطبقها ويدعو إليها عمليا، ولما كان عيسى معلما فإنه يريد أن يتشبه به كخليفة له، حيث نجح (بوش) في اجتذاب مئات الشباب للانضمام إلى الميسوديت، وكذلك برع في قدرته على إقناع الآخرين بهذه الافكار. وقد تسببت هذه التطورات الفكرية التي طرأت على
(1) عقيدة جورج دبليو بوش ـ ستيفن مانسفيلد - ط1 2004 - الناشر: جا. بي. تارشر، أميركا - عرض/ علاء بيومي - الجزيرة نت 3/ 5/2004م
(2)
الدين والثقافة الأمريكية - جورج مارسدن - ترجمة صادق عودة ص 231
(3)
عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص126
جورج الابن في قلق الأب على المستقبل السياسي لنجله، خاصة بعد تلك النزعة الدينية الغالبة التي قلبت حياته رأساً على عقب، حيث أن جورج بوش الابن، كان رافضاً للطريق السياسي في البداية، بحجة أن الرب يريده للعبادة والتدين، ونشر المذهب الديني الصحيح في العالم كله، وأن السياسة ستأخذه من هذا الطريق، ولكن بعد حوارات عدة، اقتنع بأهمية السياسة لنشر الدين (1). فمع بداية العام 1999م، راحت تراود (جورج بوش الابن) فكرة ترشحه للرئاسة، فكلم أمه (باربرا) بالأمر أولا، في أحد الأيام قبل أن يقصدا الكنيسة معاً لحضور القداس، وكانت العظة تتناول في ذلك اليوم شكوك موسى حول كفاءاته كزعيم، فكشفت باربرا لابنها بالعبارة التالية:"إن شخصك أشبه بشخص موسى". وعند عودتهما إلى البيت، أخذا بمشورة القس (ببلى غراهام) صديق آل بوش الشخصي، وأشهر مبشر في الولايات المتحدة والمستشار الروحي والمؤتمن على أسرار كثير من الرؤساء الأميركيين" (2).
يقول (ستيفن مانسفيلد): "إن فكرة ترشيح (جورج دبليو) نفسه للرئاسة جاءته أول مرة خلال حضوره صلاة بإحدى كنائس تكساس، وكان القس (مارك كرايج) يتحدث في تلك الصلاة عن قصة موسى عليه السلام ويقول: "إن موسى تردد بعض الشيء في قبول دعوة الله له لقيادة الناس"، في حين أن الناس في أشد الاشتياق، لقيادة تمتلك رؤية وشجاعة أخلاقية. وخلال الصلاة شعر (جورج دبليو) بأن الدعوة كانت موجهة إليه، وذلك قبل أن تلتفت إليه أمه الجالسة بجواره، وتقول له: إن القس "كان يتحدث لك"، وبعد فترة قصيرة اتصل جورج دبليو بالقس (جيمس روبيسون) وقال له: "لقد سمعت الدعوة، أعتقد أن الله يريدني أن أرشح نفسي للرئاسة" (3). ويقول (هوارد فاينمان) تحت عنوان (بوش والرب):"إن الرئيس بوش جمع عدداً من القساوسة قبل أن يرشح نفسه للرئاسة كي ينال بركاتهم، وأخبرهم بأنه تمت دعوته لينال منصباً أرفع في بلاده"! ولم يكن بوش أول رئيس أمريكي يفعل هذا، فقد سبقه ريجان الذي كان يصدق ما تقوله له قارئة الفنجان، والذي تحول بفضل الحظ الذي يؤمن به من نجم مطفأ في سماء هليوود إلى نجم ساطع
(1) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص128
(2)
عالم بوش السري ـ اريك لوران ـ ترجمة سوزان قازان ص17
(3)
عقيدة جورج دبليو بوش ـ ستيفن مانسفيلد عرض/ علاء بيومي- الجزيرة نت - 3/ 5/2004م
في البيت الأبيض. وقد لعب الواعظ الأمريكي بيلي جراهام دوراً في تنوير السانت بوش، بحيث اعترف بأنه ولد مرة أخرى، وحرر روحه من الداء القديم (1).
وبيل غراهام ـ لمن لا يعرفه ـ هو أبرز وجوه اليمين المسيحي الصهيوني في الولايات المتحدة اليوم وهو واعظ ذو شخصية كاريزمية يذهب إلى بوش وعائلته وأصدقائه بصورة دوريه ليس فقط للصلاة، بل للحديث عن قيادة العالم، وفي البداية كان (جورج بوش) يتابع ذلك بلا أدنى اهتمام. وتدريجياً بدأ اهتمامه في الازدياد إلى الحد الذي قال فيه يوما ما:"هناك حبة نبتت في قلبي، وبدأت أشعر أنني أتغير"، وكان ترك الخمر هو أول قرار يأخذه بعد التحول، ومنذ ذلك الوقت أصبح بوش واحدا من الستين مليون أمريكي، الذين يؤمنون (بالولادة الثانية للمسيح) وهذا ما دعاه للقول بأن المسيح هو أهم الفلاسفة السياسيين في جميع الأزمنة، لأنه ساعدني على التوقف عن شرب الخمر.
وباعتباره مرشح يمثل المحافظون الجدد أو اليمين المسيحي المتطرف، فقد ركز بوش خلال حملته الانتخابية على إبراز تدينه حيث كان يقول:"أنه يبدأ حياته كل يوم بقراءة في الإنجيل، أو على الأصح في (الكتاب المقدس)، الذي يشمل الإنجيل والتوراة العبرانية. ووضح الأمر أكثر (تونى ايفانز) الواعظ من تكساس، وأحد مستشاريه الروحيين، فيقول: "تعاليم الإنجيل كانت سبباً رئيساً لاتخاذ بوش قراره بالتقدم لانتخابات الرئاسة، إنه شعر أن الله يكلمه، وأن واجباته قد تحددت بتكليف من الله بقوله: إنني اقتنعت بأن ثقافتنا بكاملها يجب أن تتغير بصورة جذريه، وإلى الأبد، فنحن نحتاج إلى تجديد روحي في أمريكا. وبذا تحول بوش من إنسان غبي غائب عن الوعي بفعل الإدمان على الكحول إلى رئيس أمريكي ثم إلى قائد عسكري يسعى لشن الحروب، حيث كانت (الولادة الثانية) لبوش يوم 11 سبتمبر، فقد كان حتى هذا اليوم مجرد حاكم بلا هدف، ولكن الهجوم على نيويورك وواشنطن أعطيا رئاسته الهدف والسبيل، وبعدها بدأ في الحديث بمصطلحات دينيه مثل (معركة
(1) أفق آخر خيري منصور - سانت بوش ـ الخليج - 10ـ3ـ2003م ـ عدد 8695