الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخرافات؟. أما إدارة (بوش الابن) فكلها من اليمين المتشدد، التي تتميز ـ ليس فقط بانتمائها للتيار الأصولي المسيحي ابتداء من الرئيس ونائب الرئيس ووزير الدفاع، وعدد آخر من أقطاب الحكومة، بل والأخطر من ذلك هو غلبة التركيبة العسكرية لهذه الإدارة، حيث تعتبر من أكثر الإدارات في تاريخ ـ أمريكيا، التي تضم عسكريين بين صفوفها حيث بلغ عددهم أكثر من 30 عسكرياً مما يدل على التوجه العدواني والشرير لهذه الحكومة، والتي ستجر العالم إلى حروب مدمرة. فوزير الدفاع رامسفيلد، كان سبب اختياره لهذا المنصب ـ كما أشار (د. برهان غليوم) في مقابله مع قناة الجزيرة (1) ـ هو اطروحه قدمها لوزارة الدفاع الأمريكية، رسم فيها سيناريو الحرب بين قوى الخير والشر، والتي ستؤدى إلى معركة هرمجيدون، حيث لم يكن مصادفة أن يدعى أن جماعات إسلامية بقيادة أسامه بن لادن، ستقوم بالهجوم على نيويورك بواسطة الأقمار الصناعية، وتتسبب في أحداث دمار في المدينة، مما يتطلب رد أمريكي كبير على ذلك!!؟؟
قبيلة الإستراتيجيين الأمريكيين والإبقاء على السيطرة على العالم
في تحليله للمقاربات النظرية للإستراتيجية يقترب (ألان جوكس) في كتابه (إمبراطورية الفوضى) من (تحقيق أنثروبولوجي في قبيلة الإستراتيجيين الأمريكيين)، موضحاً أن هم هؤلاء هو كيفية الإبقاء على السيطرة الأمريكية على العالم؟ ويقول إن سنة 1993م شهدت ميلاد ثلاث مقاربات استراتيجية لعالم ما بعد الحرب الباردة.
أولها: (صدام الحضارات) لهيتنغتون الذي يعتبر من أبرز المنتجين للمقاربات لصالح المؤسسة السياسية العسكرية رغم انتمائه للمدرسة الواقعية، فإنه لا يؤمن بأولية الدول ـ الأمم كهويات إستراتيجية حقيقية في العلاقات الدولية، فأطروحته حول صدام الحضارات تقول بالصراع بين الحضارات، وليس الدول، وبالتحديد بين الحضارة الغربية والحضارتين الإسلامية، والصين، مع الإصرار على ضرورة منع أي
(1) لقاء مع د. بهام غليوم مع قناة الجزيرة
توافق بينهما حتى لا تعملا سوياً ضد الحضارة الغربية. وينتقد الكاتب أطروحة هيتنغتون وتصنيفه للحضارات، بإقصائه الأرثوذكس من الحضارية الغربية، بدعوى أنهم ليسوا من الكاثوليك ونظرته التبسيطية للإسلام. ويعتبر أن هم هيتنغتون في حقيقة الأمر هو كيف يمكن تقسيم العالم للسيطرة عليه؟.
ثانيها: (الثالوث التوفلري) أي الصدام بين الأمواج الثلاث للحضارات (الزراعية والصناعية والمعلوماتية) حيث تعتبر (ألفين وهادي توفلر) أن هذه الأمواج هي بنية عالم اليوم، وحسب (ألفين) و (هايدي توفلر) فإن (الحرب المعلوماتية) ـ بل حرب المعرفة ـ كـ (حرب الموجة الثالثة)، تأتي من ظهور الإليكترونيك الذي يحدث ثورة تكنولوجية ثالثة في تاريخ الإنسانية. ويقول المؤلف: إن مقاربتهما هذه تعتبر أن الأمواج الثلاث هي التي تطبع عالم اليوم حيث تتعايش فيما بينها بين موجة سفلى (الزراعية)، وموجة متوسطة (الصناعية)، وموجة عليا (المعلوماتية).
ثالثها: وآخرها مقاربة (أنطوني ليك)، مستشار الأمن القومي لكلينتون الذي طرح مقاربة (التوسع) أو التوسيع، لتحل محل (الاحتواء)، التي عُمل بها خلال الحرب الباردة. ومقاربة التوسيع تخص مجالين، اقتصاد السوق (ضد الاقتصاد الموجه)، والديمقراطية التمثيلية (ضد الأنظمة التسلطية والاستبدادية). ويقول المؤلف: إن مقاربة (ليك) الذي لاحظ تزايد عدد الديمقراطيات، مقاربة (توسيع العالم الحر) هي عملية هجومية، ولكن اقتصادية، على عكس مقاربة الاحتواء، التي كانت دفاعية عسكرية. ورغم عالميتها، تعمل مقاربة (ليك) وفق إطارات جغرافية مختلفة. حيث يقسم (ليك)، العالم إلى قسم البربرية، وقسم الحضارة. فالديمقراطية والسوق يوجدان في الشمال، بينما يغيبان في الجنوب ما عدا بعض الاستثناءات. لكن هناك فرقاً في هذا التقسيم بين الدولة غير الديمقراطية، والدولة الاستبدادية، مثل العراق الذي تتحكم فيه أمريكا عبر الحصار الاقتصادي والتهديد العسكري، وبين اللادولة الحربية مثل الصومال. أما المنطقة الوسطى الأساسية فتتشكل من البلدان غير الديمقراطية، والتي تحاول انتهاج ليبرالية اقتصادية، ونجد ضمنها الصين والعالم الإسلامي عامة، وهما القطبان الثقافيان لهيتنغتون .. وينادي (ليك) في حال الدول