الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قامت الحرب؟. إلا أن السؤال يظل مشروعاً ثم مطلوباً عندما نسمع من قادة البنتاجون يقولون: إننا نستخلص الدروس من العراق لجعل احتلالنا لأى بلد آخر أكثر إتقاناً!!.
الكذبات العشر
(1)
لم يوافق الأمريكيون على إعطاء مفتشي الأمم المتحدة مهلة للتأكد من وجود أسلحة الدمار الشامل. وقرروا أن يذهبوا بأنفسهم ليحضروا الدليل الذي لم يكن موجوداً أبدا. ولكنهم لم يجدوا حرجاً في أن يقولوا بعد أن وقعت الواقعة وبعد أن عادوا بلا دليل: لقد اعتمدنا إبراز موضوع خطر أسلحة الدمار الشامل لأنها تشكل الحجة الوحيدة التي يمكن أن يتوافق عليها الجميع. (بول وولفويتز 30 مايو 2003 م). واليوم، وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على إعلان الحرب المثير، من قبل الرئيس (بوش)، لم يعثر على أي أسلحة كيماوية، أو بيولوجية أو نووية، ولا على أية وثائق تدل على وجود تلك الأسلحة، أو أية إشارة إلى أنها قد نشرت في الميدان. وتقوم وسائل الإعلام السائدة، بعد سنيين من الجبن، بلفت الأنظار الآن بصورة متأخرة إلى المستوى المفرط من الخداع الإداري. وتبدو متعجبة إذ تجد فيما يتعلق بالعراق، أن إدارة بوش لا تلجأ إلى الكذب النفعي بين الحين والآخر، بل هي في حقيقة الأمر، لم تقل الحقيقة أبداً تقريباً. وليس ما نسوقه فيما يلي، إلا الأهم والأكثر إثارة للغيظ بين عشرات الأكاذيب الصريحة، التي أطلقها بوش وكبار موظفيه على مدى أكثر من سنة، ضمن ما يرقى إلى مرتبة الحملة المنظمة لإرهاب الجميع:
الكذبة الأولى: "تشير الأدلة إلى أن العراق يقوم حالياً بإعادة بناء برنامج أسلحته النووية، وقد يحاول شراء أنابيب ألومنيوم شديدة القوة ومعدات أخرى تلزم في صنع أجهزة الطرد المركزي الغازية، التي تستخدم في تخصيب يورانيوم الأسلحة النووية". (الرئيس بوش، 7اكتوبر 2002 م، سينسيناتي).
(1) الكذبات العشر - بقلم كريستوفر شير -مدير تحرير موقع "الترنيت دوت اورج" والنص منشور في هذا الموقع ـ جريدة الخليج ـ 6 ـ7ـ2003 ـ عدد 8813
الحقيقة: هذه الحكاية، التي تم تسريبها إلى (جوديت ميللر)، التي سارعت إلى نشرها في صحيفة (نيويورك تايمز) تبين أنها هراء محض. ويقول المسؤولون في وزارة الطاقة، الذين يقومون بمراقبة المصانع النووية، أن الأنابيب لا يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم. وقد صرح أحد محللي المعلومات الاستخبارية، الذي كان عضواً في فريق التحقيق في موضوع الأنابيب، لصحيفة (ذي نيو ريببليك)، بقوله غاضباً: "لدينا مسؤولون أمريكيون كبار مثل (كوندوليزا رايس)، يقولون: إن الإستخدام الوحيد لهذا الألومنيوم هو أجهزة الطرد المركزي لليورانيوم. وقد قالت ذلك على شاشة التلفزيون. وذلك كذب محض.
الكذبة الثانية: "علمت الحكومة البريطانية أن (صدام حسين) سعى مؤخراً للحصول على كميات كبيرة من اليورانيوم في إفريقيا". (الرئيس بوش، 28 يناير في خطاب حال الاتحاد).
الحقيقة: كانت هذه الفرية مبنية على وثيقة كان البيت الأبيض يعلم أنها زائفة بفضل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وكانت الوثيقة التي بيعت إلى المخابرات الإيطالية من قبل أحد النصابين، تحمل توقيع موظف رسمي كان قد ترك منصبه قبل عشر سنوات، وتشهد بقانون لم يعد معمولاً به. وقد استشاط السفير السابق الذي أرسلته وكالة المخابرات الأمريكية للتحقيق من صحة الحكاية غضباً، وقال لصحيفة (ذي نيو ريببلك) دون أن يصرح باسمه: إنهم يعلمون أن حكاية النيجر كانت كذبة صريحة .. وكان البيت الأبيض غير مقتنع بشأن أنابيب الألومنيوم، وقد أضاف ذلك لدعم قضيته.
الكذبة الثالثة: "نحن نعتقد بأن صدام حسين، قد أعاد بناء أسلحته النووية حقاً". (ديك تشيني نائب الرئيس في 16 مارس 2003 م، ضمن لقاء مع برنامج لقاء مع الصحافة).
الحقيقة: ليس لهذا التصريح، ولم يكن له، أي أساس من الصحة. فلم تظهر تقارير المخابرات المركزية الأمريكية خلال سنة 2002 م أي دليل على وجود برنامج أسلحة نووية عراقية.
الكذبة الرابعة: "تتوافر لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تقارير دامغة حول اتصالات على مستوى رفيع بين العراق وتنظيم القاعدة، تعود إلى عقد مضى
من الزمن". (مدير المخابرات المركزية الأمريكية، (جورج تنيت)، ضمن تصريح مكتوب أدلى به في 7 أكتوبر 2002 م وتردد صداه ضمن الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش ذلك المساء).
الحقيقة: كانت وكالات المخابرات تعلم بوجود اتصالات متقطعة بين صدام وحركة القاعدة في أوائل التسعينات، لكنها لم تعثر على دليل على استمرار العلاقة. وبكلام آخر، وبلغة مضطربة، أدار (تينت وبوش) موقف المخابرات 180 درجة لتقول عكس ما كان قد قيل تماماً.
الكذبة الخامسة: "علمنا أن العراق قد درب أعضاء حركة القاعدة على صنع القنابل والسموم والغازات الفتاكة، وقد يتيح التحالف مع الإرهابيين للنظام العراقي أن يهاجم أمريكا دون أن يترك أي بصمات". (الرئيس بوش، 7 أكتوبر)
الحقيقة: لم يقم أي دليل على ذلك، ولم يتسرب أي دليل. وقد قال:(كولن باول) في الأمم المتحدة إن هذا التدريب المزعوم قد حدث في معسكر في شمال العراق. لكن ما ينبغي أن يحرجه أشد الحرج، أن المنطقة التي أشار إليها، كما كشف مؤخراً، كانت تقع خارج سيطرة العراق، وأن طائرات التحالف كانت تقوم بدوريات فوقها.
الكذبة السادسة: "اكتشفنا كذلك من خلال أجهزة المخابرات، أن العراق لديه أسطول متعاظم من العربات الجوية المأهولة، وغير المأهولة التي يمكن أن تستخدم لنشر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية عبر مناطق واسعة. ونحن معنيون بأن العراق يقوم باستكشاف طرق لاستخدام هذه العربات الجوية غير المأهولة في مهمات تستهدف الولايات المتحدة". (الرئيس بوش، 7 أكتوبر/ تشرين الأول).
الحقيقة: لا تستطيع الطائرات من دون طيار المزعومة، والتي تسمى (اليعسوب)، أن تطير أكثر من 300 ميل، ويبعد العراق عن السواحل الأمريكية نحو 6000 ميل. يضاف إلى ذلك، أن برنامج العراق لبناء طائرات اليعسوب، لم يكن أكثر تقدماً من الطراز الأمريكي المتوسط. ثم، أليس استعمال تعبير (عربات جوية مأهولة) مجرد طريقة مخيفة للحديث عن (طيارة)؟
الكذبة السابعة: "رأينا معلومات استخبارية على مدى شهور عديدة تقول: إنهم يملكون أسلحة كيماوية وبيولوجية، وأنهم قد نشروها، وأنهم مسلحون، وأن إجراءات
القيادة والسيطرة قد اتخذت في واحدة من الحالات على الأقل". (الرئيس بوش، 8 فبراير 2003 ضمن خطاب في الإذاعة الوطنية).
الحقيقة: على الرغم من البحث الشامل على مستوى الدولة الذي أجرته القوات الأمريكية والبريطانية، لا توجد علامات، أو آثار أو أمثلة على نشر الأسلحة الكيماوية في الميدان، أو في أي مكان آخر خلال الحرب.
الكذبة الثامنة: "إن تقديراتنا المتحفظة هي أن العراق اليوم يملك مخزوناً يتراوح بين 100 و 500 طن من مواد الأسلحة الكيماوية. وهذا يكفي ليملأ ألف صاروخ ميداني". (وزير الخارجية كولن بول، 5 فبراير 2003 م، ضمن ملاحظات مقدمة إلى مجلس الأمن).
الحقيقة: بعيداً عن الحقيقة الساطعة التي تقول: إنه لم يعثر على نقطة واحدة من هذا المخزون الهائل، كما ذكر آنفاً، فإن معلوماتنا الاستخبارية الخاصة تبين أن هذه المخزونات إذا كانت موجودة في السابق قد تجاوزت مدة صلاحيتها، ومن ثم أصبحت لا تنفع في إعداد الأسلحة.
الكذبة التاسعة: "نحن نعلم أين توجد أسلحة الدمار الشامل العراقية. إنها في المنطقة الواقعة حول تكريت وبغداد، وفي الشرق والغرب والجنوب والشمال بعض الشيء". (وزير الدفاع، دونالد رامسفيلد 30 مارس 2003 م).
الحقيقة: غني عن القول، إنه لم يعثر على مثل هذه الأسلحة، لا في الشرق، ولا في الجنوب أو الشمال، بعض الشيء أو غيره.
الكذبة العاشرة: "نعم، لقد عثرنا على مختبر بيولوجي في العراق محظور من قبل الأمم المتحدة". (الرئيس بوش ضمن تعليقات أدلى بها في بولندا، ونشرت على نطاق دولي في الأول من يونيو 2003 م).
الحقيقة: كانت تلك إشارة إلى اكتشاف اثنين من العربات المقطورة التي ادعت المخابرات المركزية الأمريكية احتمال أن تكونا مختبرين للأسلحة البيولوجية متحركين. لكن الخبراء البريطانيين والأمريكيين بما فيهم جناح الاستخبارات في وزارة الخارجية أعلنوا منذئذ أن ذلك غير صحيح. وبناء على ما قاله الخبراء البريطانيون، وأثار الضيق والإحراج لدى رئيس الوزراء (توني بلير)، فإن المقطورتين