الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتحدث معهم بصراحة شديدة، قائلا لهم ـ بصورة أدهشت الجميع:"أنتم تعرفون أنني كنت مدمناً للكحول، إذا كان كل شيء سار على نفس المنوال، لكنت الآن جالساً في أحد بارات تكساس بدلاً من البيت الأبيض، إنما يوجد سبب واحد فقط، لأن أكون هنا في المكتب البيضاوي وليس في بار، وهو أنني وجدت الإيمان وجدت الله"(1).
عائلة بوش ومنظمة الجماجم والعظام
(2).
نقرأ عن نكات كثيرة يرددها الأمريكيون والإنجليز تسخر من بوش الابن وبلاهته السياسية، وتصفه كرئيس لا يتمتع بأي قدرات، وتبرز في الأخطاء اللغوية الكثيرة التي يستخدمها، والتعابير والكلمات الساذجة التي يقولها، أثناء أحاديثه ومقابلاته. ونشاهد الرئيس بوش وهو يتحدث عن الشعوب والدول الأخرى المصنفة، أمريكياً بالمعادية لمصالح الولايات المتحدة، فنتذكر أشرطة العراب، في أفلام المخدرات والعنف، وهو يجلس على كرسيه يتحدث إلى مساعديه، ويصدر أوامره لرجاله، (اقتلوا كل من يريد منافستنا نريد أن تكون الشوارع كلها تحت سيطرتنا، وتخلصوا من كل شخص يقف في طريقنا، أو يحاول تحدينا)، ونشاهده وهو يتحدث عن العراق والفلسطينيين وحركات المقاومة، التي أدرجها على قائمة الإرهاب، فنتخيله كرعاة البقر الأمريكيين، وهو يرتدى قبعته ويمتطى جواده ويبدأ بإطلاق النار، على الجميع دون التفريق بين شيخ أو امرأة أو طفل، كما حدث مع القبائل الهندية (السكان الحقيقيين للولايات المتحدة).
ولكن!! هذه البلاهة السياسية التي تميز بوش وروح الدعابة، التي يحاول أن يضفيها على شخصيته تخفى وراءها حقائق وأسراراً، وإستراتيجية خطيرة وخطيرة جداً تعود جذورها إلى العلاقة التاريخية لأسرة بوش مع المنظمة السرية، التي تسمى الجماجم والعظام " BONES & SKULLS " أو "إخوة الموت"، والتي تأسست في جامعة بيل، التي تعتبر من جامعات النخبة في الولايات المتحدة كجامعة هارفارد، عام 1832م على يد أعضاء في المنظمات الماسونية، حيث أصبحت من
(1) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص46ا
(2)
مقال نشر بجريدة الخليج الإماراتية بقلم /جمال عبد الحي التميمي / باحث إعلامي فلسطيني (جامعة تيمز فالى) لندن
أكثر المنظمات، أو المجتمعات السرية تأثيراً في السياسة والمال في الولايات المتحدة. وقد أصبحت جامعة بيل (أمها المرضع). أما مؤسسها فهو الشاب الباطني (وليام راسل)، الذي تلقى السيامه الماسونية في ألمانيا على ما يبدو. ومنذ عام 1856م وحتى يومنا هذا وهذه الجمعية التي أصبحت نوعا من الطائفة النخبوية، تضم عديدا من الشخصيات الأمريكية البارزة بمن فيهم الرؤساء، الذين يجتمعون أسبوعياً في مبنى يطلق عليه اسم (الضريح)(1).
وتمارس هذه المنظمة طقوساً تشبه إلى حد كبير طقوس المنظمات الماسونية في السرية والاجتماعات. وتؤكد الوثائق أن (وليام روسل) و (الفانسو تافت) والد الرئيس (وليام هاورد) أشرفا على تأسيس هذه المنظمة، ومارست نشاطها العلني تحت اسم شركة روسل منذ 1856م وكان (بريسكوت بوش) الجد شريكاً فيها، وأن اغلب أعضاء هذه المنظمة كانوا وزراء ومستشارين للأمن القومي، ورؤساء CIA، ورؤساء للولايات المتحدة.
والمعروف عن آل بوش علاقاتها الممتدة منذ عقود طويلة مع شبكات المال والنفوذ، والأنظمة الدكتاتورية في جميع أنحاء العالم، وافتعال الحروب، والغزو لأغراض تجارية وتسويقية، فقد كان (صموئيل بوش) والد جد الرئيس الحالي للولايات المتحدة يمتلك معامل فولاذ، ومديرا لبنك فدرال ريزيرف في كليفلاند، ومستشارا للرئيس الأميركي (هربرت هوفر). وكان (بريسكوت بوش) ابن صموئيل أحد كبار الممولين الذين امتلكوا في العشرينيات من القرن الماضي بنوكا وشركات في أوروبا، حيث ورث جورج بوش الأب هذا المال والنفوذ. فاستلم منصب مدير المخابرات المركزية ( CIA) عام 1976م، وكان قد ترشح لانتخابات الكونغرس قبل ذلك مرتين، لكنه لم ينجح وتقدم في الحزب الجمهوري، ليكون نائب الرئيس نيكسون، لكنه اختار جيرالد فورد، ثم اختاره ريغان نائباً للرئيس وانتخب رئيسا للولايات المتحدة عام 1988م. وقد أدارت الاستخبارات المركزية في عهده، ثم في المرحلة التي كان نائباً للرئيس، ورئيسا مجموعة غامضة من الاستثمارات، والبنوك،
(1) لهذا كله ستنقرض أمريكا ـ الحكومة العالمية الخفية - تأليف الغ بلاتونوف - ترجمة نائله موسى ص 35
والعلاقات التجارية مع رجال أعمال وسياسيين في جميع أنحاء العالم، منها البنك الدولي للقروض والتجارة، الذي كان يدير استثمارات قيمتها 30 مليار دولار، ويعمل في 73 دولة، ثم انهار البنك في أوائل التسعينيات على نحو مفاجئ ومريب، وقيل إنه كان يمول أعمال المجاهدين الأفغان، كما مول تجارة واسعة للمخدرات لتغطية نفقات القوات الموالية لأميركا في نيكاراغوا .. وبعد مجيء كارتر إلى السلطة استقال بوش من المخابرات المركزية، ليعمل في بنك هيوستن وفي الاستثمارات النفطية (1).
وتقول صحيفة الصن البريطانية أن (جورج بوش الابن) انتمى إلى منظمة الجماجم والعظام في جامعة بيل، وتشير الصحيفة إلى ان (الكسندرا روبينز) مؤلفة كتاب (أسرار القبر: الجماجم والعظام)، عرضت معلومات عن هذه المنظمة، حيث تقول: "إن منظمة الجماجم والعظام تأسست في عام 1830م وضمت في صفوفها عائلات مثل تافت وروكفيلر وهاريمان، المعروفة بعلاقتها بالماسونية، ومجموعة كبيره من القضاة والرؤساء وكبار مسئولي السي آي إيه، وكبار رجال الأعمال. وتؤكد الصحيفة نقلاً عن الكتاب أن تسعه أشخاص من عائلة بوش بمن فيهم (بريسكوت بوش) الجد، كانوا أعضاء مخلصين للمنظمة وأهدافها وتوقعت التحاق (باربارا ابنه جورج بوش) في المنظمة بعد تخرجها من جامعة بيل. وتقول الصحيفة: إنه يتم قبول خمسة عشر عضواً جديداً فقط في المنظمة كل سنة، ويتم ذلك من خلال طقوس تشبه الطقوس الماسونية في غرفة تسمى القبر، تزينها رسومات من الجماجم والعظام. ونقلت الصحيفة عن الصحافي (رون وزانيوم)، الذي استطاع تصوير اجتماع لأعضاء الجماجم والعظام، بأنهم أكثر وحشية وعدوانية مما تقول (روبينز) في كتابها. ويقول: إن هذه المنظمة تملك قوة كبيرة في السيطرة على الشؤون الأمريكية، أكثر من أي منظمة أخرى، أو حتى منظمات المافيا، وتمارس أبشع الأساليب ضد أعدائها.
إذاً فإن فهم طبيعة هذه المنظمة السرية وأهدافها السياسية، يجعلنا نستوعب طبيعة العدوانية السياسية والتهديدات المستمرة بشن الحروب، التي اعتاد بوش على
(1) حرب آل بوش - أريك لوران- ترجمة: سلمان حرفوش ـ عرض/إبراهيم غرايبة
استخدامها ضد الكثير من الدول والشعوب (1). فأعضاء هذه المنظمة يؤمنون في ما يسمى التفوق العسكري، كأسلوب وحيد للسيطرة على الشؤون السياسية الدولية. وهو ما يجعلنا نفهم لماذا عندما جاء بوش إلى الإدارة الأمريكية بعد انتخابه افتتح عهده بقرارات تطالب بالانسحاب من المعاهدة؟ التي وقعت مع الاتحاد السوفيتي عام 1972م، والتي تتضمن بنودها الحد من انتشار الأسلحة النووية والبالستية، والتي كانت تعتبر حجر الأساس في حفظ التوازن الدولي، والتوقف عن سباق التسلح، حيث تحجج بوش بالتحديات، التي تواجه الولايات المتحدة في ما يسمى مواجهة الإرهاب.
وكذلك رفض التوقيع على معاهدة الحد من الأسلحة البيولوجية والكيمائية، ووافق على الانسحاب من معاهدة كيتو، التي تهتم بالمناخ والتغييرات المناخية، التي يشهدها العالم. ولم يكتف بذلك، بل أكد على الاستمرار في برنامج التسلح وبرنامج حرب النجوم، وبدأ بإطلاق التهديدات ضد الكثير من الدول، ووافق على صرف 100 بليون دولار على مشروع نظام الصواريخ، الذي يهدف إلى توجيه الصواريخ العابرة للقارات والبالستية بالأقمار الاصطناعية، إضافة إلى 60 بليون دولار صرفت في وقت ريجان والجمهوريين خلال 15 سنة.
وتؤمن منظمة الجماجم والعظام باستراتيجية تسمى (فرض النظام بالقوة)، بعد إشاعة الفوضى والقلاقل، حيث تورط أعضاء المنظمة في إثارة الفوضى والقلاقل في كثير من الدول، مثل تورط المخابرات الأمريكية في حرب فيتنام، ودعم عملاء المخابرات لرجال المافيا في إيطاليا لزعزعة الحكومة الاشتراكية في السبعينات، وتورط (بوش الأب) في إيران كونترا، وتقديم السلاح والدعم لمتمردي
(1) كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة غارديان البريطانية أن معظم البريطانيين والمكسيكيين والكنديين يعتبرون الرئيس الأميركي جورج بوش أخطر على السلام العالمي من زعيم كوريا الشمالية ورئيس إيران. ورأى حوالي 75% من البريطانيين أن بوش يمثل خطرا كبيرا أو متوسطا على السلام العالمي، ولا يتفوق عليه إلا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي حصل على 87%. كما يرى 69% من البريطانيين و62% من الكنديين و57% من المكسيكيين بأن سياسة بوش جعلت العالم أخطر من ذي قبل. وفيما يتعلق بالحرب على العراق، فقد رأى 89% من المكسيكيين و73% من الكنديين و71% من البريطانيين و34% من الإسرائيليين أن تلك الحرب لم تكن مبررة. والاستطلاع المذكور أجرته في بريطانيا صحيفة "الغارديان" وفي إسرائيل صحيفة "هآرتس" وفي كندا صحيفتا "لابريس" و"تورونتو ستار" وفي المكسيك صحيفة "ريفورما"، وأعد بالتنسيق مع معاهد مهنية لاستطلاع الآراء في كل من البلدان المذكورة.) الجزيرة نت 4/ 11/2006 (