الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استثناء، وحتى إلى المستودعات تحت الأرض ودمروا كل ما كان حجمه كبيراً جداً ولا يمكن حمله.
وأعلن رئيس قسم الآثار في العراق (جابر خليل إبراهيم) أن الضباط الأميركيين الذين زارهم في مقرهم العام بفندق فلسطين في وسط بغداد، وعدوه بحماية الآثار، وقال:"لقد مضى على ذلك ثلاثة أيام ولم يحصل شيء، وعدوا بإرسال دبابات وقوات ولا نزال ننتظر". كما أكد ذلك حارس المتحف (محسن كاظم) بقوله: "إنه طلب من القوات الأميركية قبل نهب المتحف بيوم ـولم يكن قد اقترب شخص واحد من المتحف ـ طلب منهم أن يحموا المتحف، ولو بجنديين فقط، ولكنهم رفضوا، وفي اليوم التالي تدفق اللصوص والفوضويون إلى المتحف، وقاموا ونهبوا محتوياته دون أن يفلح حارس واحد، طبعاً غير مسلح في أن يمنع الناس منه (1). http://www.aljazeera.net/programs/backstage_events/2003/4/ - TOP
إدانة عالمية لوقوع الآثار في العراق بين أيدي لصوص الحضارات
!!
أثار تدمير ونهب المتحف الوطني استنكاراً دولياً وتعبئة واسعة من أجل منع تشتيت هذا التراث، الذي يمثل ذاكرة البشرية. وقال مدير بعثات الآثار الأميركية في العراق (ماكغاير غيبسون):"علمنا للتو أن متحف تاريخ العراق الذي يعتبر من (المواقع) الأكثر أمناً تعرض للنهب". حيث: "إن متحف الآثار في بغداد نهب على دفعتين، الأولى ليلاً من قبل عصابات منظمة استفادت من التسهيلات للوصول إلى المحفوظات، حيث تخزن أجمل القطع، والثانية: أكثر عفوية من قبل أناس غاضبين بسبب ظروفهم المعيشية التعيسة. وأضاف (غيبسون): "نعلم أن مجموعة الألواح المسمارية المصنوعة من الطين، والبالغ عددها 80 ألفا فقدت من متحف الآثار في بغداد، كما فقدت القطع الصغيرة من متحف الموصل والتي كانت وضعت في مأمن في بغداد". وتحدث ـ أيضاً ـ عن فقدان التماثيل الكبرى لموقع الحضر (في الشمال) ، التي أدرجت على لائحة التراث العالمي لليونسكو. وتابع أنه تم إحراق مجموعات عديدة لمخطوطات الأرشيفات الوطنية، بينها جميع أحكام المحاكم الإسلامية منذ
(1) ما وراء الأحداث / تدمير حضارة العراق/- تقديم احمد منصور- قناة الجزيرة 14ـ4ـ2003
القرن السادس عشر الميلادي، كما تحولت مكتبة القرآن في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى رماد وكذلك المكتبة الوطنية".
ومن الجدير بالذكر أن ثلاثين خبيراً دولياً من الأخصائيين في تراث الشرق الأوسط وآثاره، أعربوا عن صدمتهم الشديدة من الأضرار الخطيرة وعمليات النهب التي لحقت بالتراث العراقي الثقافي، عقب سقوط نظام صدام حسين. ونشر الخبراء في مؤتمر صحفي عقد بمقر اليونسكو في باريس، لائحة مطالب موجهة إلى كل المسؤولين عن الحفاظ على النظام لإعادة القطع الثقافية المسروقة، أو التي تم تصديرها بطريقة غير شرعية من العراق. كما اتهم علماء آثار بريطانيون القوات الأميركية والبريطانية بإهمال حماية المتاحف، والمواقع الأثرية، مقابل حرصها على تأمين حقول النفط، وأبدوا أسفهم الشديد لضياع آثار عراقية لا تقدر بثمن. ويقول (ألكس هنت) الباحث والأمين على الآثار في مجلس الآثار البريطانية في يورك ـ شمالي بريطانيا:"إن حماية وزارة النفط وإهمال حماية متحف الآثار في بغداد يعكس موقف التحالف من التراث الثقافي". كما نشر عدد من علماء الآثار المعروفين مقالاً في صحيفة غارديان البريطانية، شجبوا فيه موقف المتفرج الذي وقفته القوات الأميركية والبريطانية من أعمال النهب، التي استهدفت الآثار والأعمال الفنية لا سيما في مدينة الموصل والبصرة وبغداد. وعبر علماء الآثار عن استيائهم إزاء الضغوط التي مورست في الولايات المتحدة بهدف تخفيف القوانين الهادفة إلى حماية الإرث الثقافي العراقي، والتي تحظر بيع أعمال فنية في الخارج بحجة أن هذه القطع ستكون في مأمن في الولايات المتحدة، الأمر الذي قال عنه (ألكس هنت):"إنها الإمبريالية الثقافية بعينها".
وإزاء هذا الموقف اللامسئول والهمجي للقوات الغازية إزاء ثروات العراق وحضارته، قدم ثلاثة من المستشارين الثقافيين للرئيس الأمريكي (جورج بوش)، استقالاتهم من مناصبهم احتجاجاً على فشل القوات الأمريكية في منع نهب متحف بغداد. وقال أحد المستشارين واسمه (ريتشارد لانيير):"إن الولايات المتحدة تعرف ثمن النفط ولكنها لا تعرف قيمة الآثار التاريخية". وأضاف "إن الجنود الأمريكيين أظهروا لامبالاة تامة حيال التراث الثقافي للعراق". أما رئيس اللجنة الاستشارية