الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليوم أو غداً ولكننا سنفعل ذلك في النهاية"، وهذه النهاية لن تأتي قبل تدمير كل مقدرات الدول والتنظيمات التي يمكن أن تهدد أمن إسرائيل والولايات المتحدة.
يجب أن يكتشف العالم الإسلامي وبسرعة ظاهرة ولغز أسامة بن لادن وسيرة حياته غير العطرة، فلا يمكن أن يبقى هذا الشخص في نظر المسلمين إما بطلاً ومجاهداً ـ وهو أبعد ما يكون عن ذلك- أو مجرماً إرهابياً قاتلاً - وهو كذلك أكثر سذاجة من أن يكون كذلك- ولا شك أن هناك سراً وراء اختفائه المفاجئ وغير المفهوم من أنقاض أفغانستان، والذي ترافق مع تخفيف كبير للحملة الأميركية لإلقاء القبض عليه، فقد قضى الأميركيون تماماً على الشبان العرب من تنظيم القاعدة والأفغان من حركة طالبان، ولكن قيادات هذه التنظيمات لم يمسها أي شر، فهل يعقل أن يهرب هؤلاء جميعاً من ساحة المعركة بدون أثر؟ التفسير الوحيد هو أن أسامة بن لادن لم يكمل دوره بعد، فإما أنه يسير ضمن مخطط مرسوم لصالح الولايات المتحدة، أو أنه ترك ليهرب من أفغانستان تحت سمع وبصر القوات الأميركية تمهيداً للضربة الثانية، ولا نعلم ما هي الدولة المتعوسة التي سيهرب إليها ابن لادن ليعيث الخراب فيها من جديد؟.
في مثل هذه الأحداث نبقى جميعاً نشاهد ما يسمح لنا برؤيته ونحلل ونصفق ونشتم كما نريد، ولكن في الخفاء توجد الكثير من الأسرار التي لا يعرفها أحد، والتي لا يكشفها ابن لادن في خطبه العصماء على قناة الجزيرة، والذي لم يقل بوضوح فيما إذا كان قد خطط بالفعل لعمليات 11 أيلول أم لا؟، وفي كل التاريخ لم نر متهما يتجاهل الدفاع عن نفسه بهذه الطريقة المحيرة، وسيبقى لغز ابن لادن قائماً بينما يدفع المسلمون الثمن لواحدة من أكبر حماقات التاريخ، أو أكثر مؤامراته ذكاءً!!.
الزرقاوي .. لغز جديد
الزرقاوي مصاب .. الزرقاوي لم يصب وبخير .. مجرد بيانات على الانترنت مجهولة المصدر باتت تحتل صدارة الأخبار لتسارع الإدارة الأمريكية الحريصة على إيجاد مبرر لاستمرار احتلالها للعراق إلى التهوين من قيمة هذه البيانات، مؤكدة أن إصابة الزرقاوي أو حتى وفاته لن تؤثر في ما يسمى بـ (تنظيم القاعدة في بلاد
الرافدين)، ولن يحول دون نشاط تلك الجماعة المسلحة في العراق حسب تعبير أحد جنرالات البنتاجون، الذي أكد أن ما يهم بلاده هو معرفة أين هو الزرقاوي وفي أي حالة، خصوصاً أن مكافأة ال 25 مليون دولار، التي رصدتها بلاده للقبض على الزرقاوي لم تعجل في تحقيق هذه الغاية.
وبالتزامن مع حديث الزرقاوي المطلوب الأول حالياً في العراق، فاجأنا الرئيس الباكستاني الجنرال (برويز مشرف) بعد مرور 24 يوماً على اعتقال المدعو أبو (الفرج الليبي)، الذي قيل إنه الرجل الثالث فيما يسمى بـ (القاعدة) ـ القيادة المركزية ـ إذا جاز الوصف لا يملك معلومات لها قيمة عن مكان قائده أسامة بن لادن، ومن ثم تراجعت واشنطن عن مكافأة العشرة ملايين دولار، التي سبق ورصدتها لمن يساعد على إلقاء القبض عليه. ويبدو أن واشنطن هي المستفيد من هذه الأشباح، التي جعلت البعض يقول ساخراً إن تنظيم القاعدة هو مجرد صناعة للدعاية الأمريكية، وأن مكان إقامة ابن لادن والزرقاوي .. ممن سمعنا وسنسمع بهم هو البنتاجون، لأن المستفيد الأول من استمرار بقائهما هي الإدارة الأمريكية الحالية، التي تحرص على اختراع عدو لاستخدامه فزاعة، وذريعة لحرب الهيمنة على العالم، خصوصاً المنطقة ومقدراتها، مهما اختلفت العناوين التي تطلقها على تلك الحرب، وأعتقد أن الملايين من أبناء المنطقة يتمنون وضع حد لهذه الأساطير اليوم قبل غدٍ وساعتها لا ندري ماذا ستقول أمريكا (1).
فيلم بريطاني: لا وجود دولياً لـ (القاعدة) .. الأمريكيين يصنعون أكاذيب الخطر الخارجي ويصدقونها
يؤكد الفيلم التسجيلي البريطاني (قوة الكابوس)، أن القاعدة لا توجد كشبكة منظمة ومنتشرة في العالم، وأن المتطرفين الإسلاميين في العالم والمتطرفين الأمريكيين ممثلين بالمحافظين الجدد يمثلان وجهين لعملة واحدة. ويجري الفيلم مسحاً شاملاً لنشوء الحركات الإسلامية ونموها وتطورها، في كل من مصر، والجزائر، ثم أفغانستان مدعماً بالوثائق، والتحليلات، وشهادات بعض رجال الاستخبارات، وتأكيدهم أن شبكة القاعدة غير موجودة كتنظيم دولي له امتداداته.
(1) ذرائع الإرهاب الأمريكي- غريب صابر- جريدة الخليج - عدد 9506 - بتاريخ 29 - 5 - 2005م
والفيلم الذي أنتجه تلفزيون الـ (بي بي سي) وعرض في إطار التظاهرة الرسمية لمهرجان كان السينمائي ال 58 خارج المسابقة هو للمخرج (آدم كورتيس). وينطوي الفيلم على تقنية فنية عالية إذ يعمد إلى استخدام الإعلانات الدعائية والتلفزيونية وصور الأفلام العربية والأمريكية القديمة للتخفيف من حدة الموضوع الذي يطرحه، عائدا بجذور القضية إلى خمسينات القرن الماضي.
وحلقة بعد حلقة وعبر معلومات مكثفة ومدروسة، يقود الشريط البريطاني مشاهده ليستنتج ان شبكة القاعدة غير موجودة أساساً، وإن كثيراً من الشبان المعتقلين في جوانتانامو لا علاقة لهم بالقاعدة، وهم أتوا إلى أفغانستان للتدرب على استخدام السلاح لأهداف وطنية مثل شباب الشيشان واذربيجان، الذين أرادوا تغيير أنظمة الحكم في بلادهم. كما يؤكد الفيلم أن التحقيقات والاعتقالات، التي تمت في الولايات المتحدة لم تفض إلى شيء ولم يُدَنْ فيها احد، في حين أكد الرئيس الأمريكي (جورج دبليو بوش) أن القاعدة موجودة في الولايات المتحدة وفي نحو ستين بلداً. ومن النقاط المهمة، التي يبرزها الفيلم الغني بالمعلومات أن أسامة ابن لادن ليس الزعيم الفعلي للقاعدة، وأنه كان فقط البنك الممول لكل هؤلاء الشباب، الذين أتوا إلى أفغانستان، ولا أيمن الظواهري، هو العقل المدبر. ويؤكد الفيلم أن الظواهري الذي تأثر بنظريات سيد قطب وجاء إلى أفغانستان بعد إطلاقه من السجن في مصر مع مجموعة من الإسلاميين المتورطين باغتيال السادات، هو الذي يكره الولايات المتحدة.
ويقول الفيلم: إن ابن لادن إضافة لكونه ممولاً، كان (ثرثاراً يدعي ما لم يقم به)، ويعطي بالتالي صدقية للدعاية الأمريكية. ويبين الفيلم كيف أن المسئول عن الوضع في العالم اليوم، هي آيديولوجيات متقابلة يكمل بعضها بعضا وتتسلح بفكرة الدفاع عن الخير ضد الشر، وان كلاً منها مقتنع بالشيء ذاته. ويوضح الفيلم أن فكرة الخطر الخارجي كان يستخدمها الأمريكيون منذ السبعينات، كما حدث مع الاتحاد السوفييتي حين هوّل المحافظون القدرة العسكرية النووية لهذا البلد وأنشأوا فريقاً كاملاً للتحقيق في قدرته النووية وخرج التحقيق بنتائج تبين اليوم أنها كانت كاذبة