الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الانكلو ـ ساكسونية برمتها، أما الكفار فهم الذين يرفضونها، ويجب على الأمم الآن أن تقرر ما إذا كانت مع هذه القيم أو ضدها، وعليها كذلك أن تقرر إن كانت مع الحرب الأمريكية على الكافرين بهذه القيم. وهنا تصبح الدول التي لا تقبل بالقيم الأمريكية والغربية دولاً شريرة بشّرها (بوش) بعذاب أليم (1). وهنا يبدو أن تقسيم بوش للعالم إلى محورين لا ثالث لهما، وهما محور الشر ومحور الخير، قد جاء تلبية لنداء ليلي، فالملائكة تحرس الإمبراطورية، وتملي على الرئيس قائمة بأسماء الأسلحة التي يريد تجريبها في لحوم الأطفال العرب والأفغان، حيث أعلن (بوش) أن الحرب ستكون طويلة ضد الإرهاب .. ويا لها من حرب غريبة لا مثيل ولا سابق لها!.
لقد بدأت الحرب الأمريكية الجديدة ضد حركة طالبان في أفغانستان، وضد أسامة بن لادن وضد صدام حسين في العراق .. وفي الانتظار قائمة طويلة من الأشرار والدول المارقه التي وردت في ذلك النداء الليلي الذي ترائي للسانت بوش. فكيف يمكن لهذا الجنون أن يكون توأم التكنولوجيا في ذروة عبقريتها؟ وأية كيمياء سياسية هذه التي تمزج الثلج بالنار؟ فيبقى الثلج ثلجاً، وتبقى النار ناراً! لو ادعى أي زعيم في العالم الثالث كل هذا، لوصف بالشعوذة والجنون، وكتبت عنه مئات الكتب التي تحشره في خانه واحدة مع الشيطان، لكن الأمريكي مؤمن ومحروس معصوم، مادامت القوة هي المنطق البديل، ومادام الآخرون لا يفتحون أفواههم إلا ليقولوا نعم، أو ليتثاءبوا"! (2)
لاري فلايشر يهدد صدام بما كتب على الحائط
بعد كل هذه الخرافات والهوس الديني الذي يسيطر على تفكير رئيس أكبر دولة في العالم، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن يكون التهديد الذي أطلقه المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض (آري فلايشر) في يوم السبت 15مارس 2003م قبيل بدء الحرب بأيام على العراق، على شكل رسالة ملغزة إلى الرئيس العراقي صدام حسين يؤكد فيها على ما يلي: "لا يزال هناك وقت لكي يرى صدام
(1) إمبراطورية الشرالجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربي 27/ 1ـ 3/ 2/2003م
(2)
أفق آخر خيري منصور ـ سانت بوش ـ الخليج ـ 10ـ3ـ2003 م ـ عدد 8695
حسين ما كتب على الحائط ويرحل عن العراق". وهنا يستخدم (آري فلايشر) قصة من قصص العهد القديم (التوراة)، وبالتحديد من سفر دانيال، لتهديد الرئيس العراقي ومعناها: أن الملك (بيلشاصر) عمل حفلة ودعا إليها ألفا من عظمائه من الرجال والنساء، وأمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي استولى عليها أبوه من هيكل سليمان بأورشليم، وشربوا فيها الخمر. وفي لحظة ابتهاجهم، ظهرت يد إنسان على الحائط وكتبت ثلاث كلمات غامضه المعنى وهي: 1ـ (منا) 2ـ (تقيل) 3ـ (فرسين). فذهل الملك عندما رأى هذه الكلمات، وطلب منجميه لفك رموز هذه الشفرة، ولم يتمكن واحد من التفسير. وعندئذ أرشدته أمه إلى دانيال النبي الذي كان سجيناً في بابل من أيام غزو والده نبوخذ نصر لفلسطين، وسبى اليهود إلى العراق فاستدعاه، وفسر له دانيال هذه الكلمات على النحو التالي: كلمة (منا) تعني أن الله قد أحصى أيام مملكتك، ووضع لها حداً. كلمة (تقيل) تعني، لقد وضعت في الميزان ولم يعد لك وزن. كلمة (فرسين) تعني: أن مملكتك قد قسمت وتم تسليمها إلى الفرس والميديين. ويستطرد دانيال قائلاً: إنه في تلك الليلة تحقق ما كتب على الحائط (1).
ولما كان بوش ورفاقه يستدلون بنبوءات التوراة والإنجيل على أخذ العراق بالقوة بالتفسير الذي يرونه للنصوص، رأينا أن نوضح نبوءة دانيال عن تشبيه (نبو خذ نصر) رئيس مملكة (بابل) برأس تمثال من الذهب، وقد سحب بوش ورفاقه التشبيه في عصرنا هذا على أهل العراق برئاسة (صدام حسين)، فشبهوا (العراق) ورئيسه (صدام حسين) بـ بابل، ورئيسها (نبوخذ نصر) بالتمثال الذي رآه في الحلم. وعلى كل الأحوال فإن هذه النبوءات ليست إلا دعوة صريحة للانتقام من العراق
(1) 1).
إلى هنا تم معنى كلام دانيال وقد هدد به (آري فلايشر) الرئيس صدام حسين ليرحل من العراق، لأنه في تلك الليلة قد تم اغتيال الملك بيلشاصر ملك بابل، على يد ملك الميديين البالغ من العمر 62 عاما، والملك (بيلشاصر) هو ابن الملك نبوخذ نصر الذي أنهى ملك اليهود في بابل، وكان (صدام حسين) يشبه نفسه به" عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة - أحمد حجازي السقا ص 5