الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك بقوله: "لم تفاجئني حدة كلماته، ولا ربطه لابن لادن بأفغانستان، فالتقارير التي تقشعر لها الأبدان عن الحكومة الأفغانية سيطرت على الأخبار، فالصور التي وصلتنا عبر التلفزيون، وعناوين الصحف، لقد بثوا صوراً عن نظام القهر الذي انتزع من رعاياه حقوقهم، وقمع النساء منهم، وقدم ملاذاً لثرى عربي أصبح إرهابياً خطيراً"(1). ومن أيامها ـ أي بعد تلك المقابلة ـ والإعلام الأمريكي والسياسة الأمريكية لا تنطلق إلا باسم ابن لادن، وكأن ذلك الرجل الذي قضى صباه وشبابه مقاولاً لبناء الطرق، ثم عاش ذلك النوع من الحياة التي يعيشها أقرانه من أبناء الغنى السريع في المملكة العربية السعودية، ثم حملته المصادفات إلى أفغانستان في ظروف شديدة الالتباس وقد حلت فيه فجأة روح (هولاكو) و (هتلر) و (جنكيز خان) و (ستالين) في الوقت نفسه" (2).
خرافة السوبر مان مقابل الدولة الأعظم
لان الأمريكيين يبحثون عن الأشباح التي ضربتهم واختفت .. فإننا نسمع ونقرأ في الأخبار والتصريحات والتعليقات عجباً .. بعضه حقائق مذهلة وبعضه كوميديا هزلية .. وأغلبه هلاوس وهذيانات! فمخابراتهم ومباحثهم الفيدرالية قد تعرف كل شيء .. ولكنها أبداً لم ولن تعرف حقيقة ما حدث يوم 11 سبتمبر (3). والولايات المتحدة الأمريكية تعجّ بأكثر أنواع الاستخبارات تعقيداً في العالم إلي جانب قدراتها الفائقة علي المستوي التقني، إلا أنها وقفت عاجزة أمام أسطورة ابن لادن وتنظيمه الذي يديره من احد الكهوف في أفغانستان، حيث استطاع إذلال القوه العظمى الوحيدة في العالم، واختراق كافة أنظمتها واستخباراتها وتقنيتها المتقدمة. هذه هي الصورة المغلوطة التي أريد لنا وللعالم أن نقتنع بها، من خلال عملية غسل دماغ منظمة مارستها الولايات المتحدة، بالرغم من أن الواقع يقول غير ذلك.
(1) لا سكوت بعد -- اليوم - بول فيندلى-. ص 141
(2)
من نيويورك إلى كابول- محمد حسنين هيكل ص167
(3)
أحداث 11 سبتمبر - الأكذوبة الكبرى - محمد صفي ص182
فالولايات المتحدة لا تملك وكالة استخبارات واحدة، بل إنها تقوم علي عدة وكالات للمخابرات تعمل علي المستويين المحلي والدولي، وتربطها أنظمة تعاون وتنسيق غاية في التعقيد، أثبتت كلها نجاعتها. ومن بين هذه الوكالات نذكر: وكالة المخابرات المركزية، وكالة استخبارات وزارة الدفاع، واستخبارات الجيش، واستخبارات البحرية، وخدمات استخبارات سلاح الجو، ووكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الخارجية، وهو مكتب الاستخبارات والبحث، واستخبارات مفوضية الطاقة الذرية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وأخيراً وليس آخراً، وكالة الأمن القومي، وهي كبري وكالات الاستخبارات الأمريكية علي الإطلاق.
وتعمل وكالة الأمن القومي NSA بمراقبة كل الاتصالات الخاصة والحكومية في العالم، من خلال تقنيات عالية التطور والتعقيد، حيث تعتبر الذراع الالكتروني الذي يسترق السمع علي العالم لحساب الاستخبارات الأمريكية. وقد قامت هذه الاستخبارات بتحذير كلينتون من أن سفارة دولة أجنبية، معينة كانت تتنصت علي مكالماته الهاتفية مع مونيكا لوينسكي، ممّا دفعه إلي الكف عن تلك المكالمات. وعندما أنكر الاتحاد السوفييتي أنه قام بإعطاء الأوامر لإسقاط الطائرة الكورية المدنية، التي كانت تحلق فوق منطقة روسية، قامت وكالة الأمن القومي NSA بعرض الشريط الصوتي الكامل، الذي يحتوي الاتصالات التي دارت بين قائد طائرة الميغ MiG الروسية، وبين محطة القيادة الأرضية، حيث كانت محطة القيادة تعطي أوامرها للطيار بإطلاق النار علي الطائرة المدنية الكورية وإسقاطها.
وحتى في المراحل الأولي من عصر التقاط الصور بالأقمار الصناعية، كان بإمكان وكالة الأمن القومي أن تحصي الدبابات السوفييتية عدداً، ومن خلال تقنية الصور الأولية كان بمقدورهم أن يحددوا جاهزية تلك الآليات للعمل. وتمتلك وكالة الأمن القومي، سفن تجسس في المحيطات، وأقماراً صناعية وطائرات أواكس تجوب أرجاء السماء علي مدار الساعة، مغطية كل أنحاء العالم. ويتم اعتراض كل حركات الاتصال من الولايات المتحدة وإليها، كما تصنّف الرسائل التي يتم اعتراضها، ومن ثم تُوجّه لمن هم معنيون بها. وفي مقر وكالة المخابرات المركزية CIA، ثبت جهاز المقارن علي لوح من الغرانيت يزن 7 أطنان ليجعل آلية عمله الحساسة بمعزل عن