الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سيناريو ضلوع إسرائيل في أحداث 11 سبتمبر
ثمة أمور مزعجة في هذا التواطؤ العجيب بين مصالح إسرائيل وأمريكا. ويتساءل بعض المسئولين رفيعي المستوى في قلب إدارة بوش حول الدور المباشر الذي أدته إسرائيل في دخول الولايات المتحدة الحرب ضد العراق، فقد أعلن مكتب التحقيقات الاتحادية على سبيل المثال، أنه يدرس احتمال قيام حكومة أجنبية بمناورات تهدف إلى تقوية الدعم لحملة عسكرية ضد العراق. بهذه الرؤية يقدم الكاتب الفرنسي الشهير (اريك لوران) فصله السابع (رئيس غير عقلاني) في مؤلفه الشهير (عالم بوش السري) والذي يميط فيه اللثام عن الاختراق اليميني الديني للسياسة الأمريكية، إضافة إلى الدور (الإسرائيلي) الواضح للعيان في الكثير من الأحداث على صعيد الولايات المتحدة بخاصة منذ وصول (بوش الابن) إلى البيت الأبيض. ويخلص المؤلف إلى نتيجة مؤداها أن إسرائيل كانت حاضرة وبقوة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبالقدر نفسه كذلك كانت وراء حرب العراق والرابط بين الأمرين لا يخفى على أحد، إذ طلب بوش ثاني أيام الاعتداءات على واشنطن ونيويورك من مستشارته للأمن القومي في ذلك الوقت (كوندوليزا رايس)، إعداد خطة عسكرية لغزو العراق (1).
اتهام أمريكي مباشر لـ (إسرائيل)
كان نهار الخميس السادس عشر من يونيو 2005م، موعداً داخل الكونجرس لاجتماع وجه فيه عدد من الديمقراطيين اتهامات صريحة بأن الرئيس (بوش) قد ضلل الرأي العام الأمريكي عندما أراد الذهاب إلى العراق. وأضاف (راي ماكغافرن) المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الأمريكية CIA أثناء الاجتماع أن أمريكا ذهبت إلى الحرب على العراق من أجل النفط وإسرائيل، وإقامة قواعد عسكرية أرادها المحافظون الجدد كي تتمكن أمريكا وإسرائيل من الهيمنة على ذلك الجزء من العالم. ولم يقتصر الأمر على التلميح، إذ تعداه إلى التصريح حيث قام نشطاء في الحزب الديمقراطي خلال اللقاء المتلفز بتوزيع منشورات تضمنت اتهامات بأن شركة
(1) عالم بوش السري - اريك لوزان- ص 143
إسرائيلية تلقت تحذيراً قبيل اعتداءات 11 سبتمبر في إشارة إلى أن (إسرائيل) كانت تعلم بالاعتداءات قبل حصولها، وأن إسرائيل ربما كانت متورطة أيضا في مضاربات في الأسواق المالية عشية الاعتداءات لتحقيق مكاسب ضخمة (1).
وقد استدل هؤلاء بما أعلنته شبكة فوكس الأمريكية في صدر نشراتها الإخبارية في تلك لفترة من أنها علمت بوجود نحو ستين إسرائيلياً من بين مئات المعتقلين، الذين ألقت السلطات الأمريكية القبض عليهم بعد حوادث التفجيرات، وأن المحققين الاتحاديين من جهاز ال FBI كانوا يبحثون عنهم منذ مدة طويلة على خلفية اتهامهم بالتجسس على مواقع رسمية تابعة للحكومة الأمريكية. وتضيف شبكة فوكس، أن بعض هؤلاء الإسرائيليين ناشطون في الجيش الإسرائيلي، أو عمليات الاستخبارات. وأما اعتقالهم فجرى باتهامات تتعلق بالهجرة أو تحت لافتة قانون (باتريوت اكت)، (تشريع المواطن) لمكافحة الإرهاب. وأضافت في ذلك الوقت نقلاً عن محققين اتحاديين، أن بعض المعتقلين الإسرائيليين لم ينجحوا في اجتياز اختبار فحص الكذب حول التهم المنسوبة إليهم والمتعلقة بأنشطتهم التجسسية ضد الولايات المتحدة. وقد خلصت الشبكة إلى أن شكوكاً كبيرة قد اندلعت في عقول المحققين حول احتمال أن يكون هؤلاء المحتجزين قد جمعوا معلومات إستخبارية حول هجمات 11 سبتمبر قبل وقوعها، ولكنهم لم يشركوا أحداً في معلوماتهم تلك.
ولكي لا تلقي الشبكة اتهاماتها جزافاً، فقد نقلت عمن وصفته بالمحقق الكبير قوله لها: إن هناك علاقة بين الإسرائيليين والهجمات. لكنه عندما سئل عن تفاصيل هذه العلاقة رفض الإفصاح وقال: الأدلة التي تدين الإسرائيليين، بما جرى في الثلاثاء الحزين هي (مصنفة)، ولا يمكن أن أتحدث عنها. ومعنى مصنفه، أنها معلومات سرية للغاية ولا يجوز إطلاع احد عليها غير المخول لهم ذلك. أمر آخر كشفت عنه فوكس، وهو الإعلان عن مجموعة إسرائيلية كانت تحتفظ بشقة في ولاية كاليفورنيا بهدف التجسس على مجموعة من العرب، الذين تحقق معهم السلطات الأمريكية للاشتباه بعلاقتهم بالإرهاب. وتؤكد فوكس على أنها حصلت
(1) سؤال يتجدد: هل كانت "إسرائيل" وراء أحداث سبتمبر؟ إميل أمين الخميس- جريدة الخليج- 30 - 6 - 2005 - العدد 9538
على كمية كبيرة من الوثائق المصنفة التي تشير إلى أنه حتى قبل 11 سبتمبر كان قد تم وضع 140 إسرائيلياً آخر قيد الاعتقال والاحتجاز، وأن ذلك قد تم ضمن تحريات سرية للاشتباه بأنهم يتجسسون لمصلحة إسرائيل في أمريكا.
اما التحقيقات التي جرت بعد الأحداث فقد قادت إلى إلقاء القبض على عشرات الإسرائيليين العاملين في أكشاك صغيرة داخل مراكز تجارية؟، اعتبرت واجهات لممارسة نشاطات إسرائيل التجسسية، والمثير جداً في هذا الصدد أنه بعد أن أوردت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز نبأ اعتقال أشخاص إسرائيليين، بتهم تتعلق بالهجرة في نوفمبر عام 2001م، بدأت هذه العربات التي تعمل كأكشاك صغيرة بالاختفاء من مواقع انتشارها. وباختصار غير مخل يقول ضابط كبير ممن يشرفون على التحقيقات لفوكس: إن حكومة الدولة تقوم بأعنف حملة تجسس ضد الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أي دولة حليفة لأمريكا. في تلميح مباشر للتورط الإسرائيلي في القيام بنشاطات تجسسية فوق الأراضي الأمريكية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن مكتب أمن الاتصالات في جهاز المباحث الاتحادية وضع تقريرا أشار فيه إلى أنه تم تحديد عدد من ثغرات الاختراق لأجهزة الكمبيوتر بالمكتب، وهي نقاط صممت بحيث تتيح لعملاء دولة أجنبية دخول نظام المعلومات، المركزي والاطلاع على محتويات الملفات، التي يتضمنها النظام. وهنا تلزم الإشارة إلى أن عمليات المراجعة الأمنية في أعقاب هجوم الحادي عشر من سبتمبر، قد كشفت عن أن الأجهزة والبرامج التي استخدمها مكتب التحقيقات الاتحادية آنذاك، تضمنت برامج مستوردة من شركة (كومفيرس أنفوسيس) الإسرائيلية، وأن تلك البرامج تضمنت نوافذ سرية يمكن لخبراء الشركة المنتجة، وهم أصلاً من صمموها، استخدامها للاطلاع على محتوى الملفات والبيانات بأجهزة المكتب من دون أن يتمكن خبراء الأمن في المكتب من رصد تلك النوافذ بسهولة. وبعد الكشف عن تلك الثغرات ألقي القبض على عدد من الإسرائيليين، وتم ترحيلهم من الولايات المتحدة، وتردد أن مسئولا عسكريا إسرائيلياً، وضع أيضاً رهن الاعتقال وحقق معه، ثم أعيد إلى إسرائيل، وبذل خبراء المكتب جهدا كبيرا لسد الثغرات، إلا أنهم وضعوا تقريرا قالوا