الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة مع ومن أجل الرئيس بوش
عندما ترشح الحاكم (جورج بوش) للرئاسة، أكد أن يسوع المسيح كان فيلسوفه السياسي المفضل، واليوم بعد أن أصبح رئيساً، يبدأ كل اجتماعاته الوزارية بصلاة (1). فواشنطن صارت مدينة التقوى والورع، والنفوذ الديني المسيحي اليميني، بدأ يسيطر عليها بصورة غير معقولة، بل إن الشعائر الدينية تقام حتى في البيت الأبيض إلى الحد الذي تبدأ فيه جلسات الحكومة بالصلاة، حيث يطلب الرئيس (بوش) من وزرائه التمتمة بعبارات دينيه بتركيز شديد يقوم فيه جميع من في المكان بتشبيك أيديهم وإغلاق أعينهم وخفض رؤوسهم إلى الأسفل انحناء وورعاً، بينما يقوم المقاتل العجوز (دونالد رامسفيلد) بالتضرع إلى الله. ليس ذلك فقط، بل نجد أيضاً حلقات لقراءة الإنجيل بصورة يوميه في البيت الأبيض. ورغم عدم وجود أي إجبار للعاملين في البيت الأبيض إلا انه يتم تسجيل الحاضرين والغائبين عن هذه الحلقات. فالسباب هناك ممنوع والتدخين والشراب، ليس ذلك فقط، بل إنه لا أحد مسموح له بالعمل هناك دون ملء استمارة تنص على إتباعه جميع الأوامر والنواهي الدينية المنصوص عليها. فحركة الإنجيليين الجديدة تكتسح البيت الأبيض، وتسيطر عليه تماماً، فالقس (ديفيد فروم) الذي كان يقوم بكتابة الكلمات التي يلقيها الرئيس (بوش) في خطبه يقول:"إن بوش يقرأ الإنجيل يومياً (2)، ويتحدث عن (أشياء جديده) تعطيه القوة بصورة دائمة. ويؤكد (بوش) ذلك قائلاً: "إنني اصلي لأحصل على القوة والإرشاد والغفران، أرجو من الله الودود الكريم أن يقبل شكري له" (3).
وهذه الدرجة العالية من التدين تعكسها العبارات الدينية التوراتيه في كلام الرئيس الأمريكي خاصة عندما يتحدث عن الشرق الأوسط، حيث أن كاتب خطاباته وتصريحاته هو القس (مايكل جيرسون) الذي حل في هذا العمل محل كاتب آخر هو (دافيد فروم)، الذي اضطر للتخلي عن عمله لأنه لم يكن يشارك الرئيس إيمانه
(1) الحرب الأمريكية الجديدة ضد الإرهاب - من قسم العالم إلى فسطاطين - أسعد أبو خليل ص33
(2)
تاريخ بوش السري الاسود ورجال البيت الابيض- انيس الدغيدي- ص12 - دار الكتاب العربي- ط1 2004
(3)
صحيفة دير شبيجل الألمانية بتاريخ 17/ 2/2003 م ـ وجريدة الأسبوع العربي 24/ 2/2003م.
بالولادة الثانيه. ويذكر (فروم) في مذكراته التي نشرها أخيراً: "إن أول سؤال كان يواجهه في الصباح هو لماذا تغيبت عن الدرس الديني؟ ذلك أنه صباح كل يوم وقبل بدء العمل في البيت الأبيض، يتجمع كبار الموظفين والمستشارين مع الرئيس (بوش) للاستماع إلى موعظة دينيه يقدمها أحد القساوسة تعقبها صلاة ودعاء، ثم يتوجه الجميع إلى مكاتبهم"(1). وهكذا تبدو الرئاسة في الولايات المتحدة أشبه بقاعة للصلاة يقوم فيها المعنيون بين قراءتين جماعيتين للعهد القديم أو العهد الجديد بإدارة شؤون أميركا والعالم (2).
ويبرر مساعدو بوش ومستشاروه عادة الصلاة اليومية بالقول: "ان الرئيس الأمريكي يرتاح حين يؤدي الصلاة لأنها تعطيه قوة داخلية وإيماناً عميقاً"(3). وربما لهذا السبب سعى هؤلاء المستشارين لإجبار الجنود الأمريكيين في العراق للدعاء والصلاة للرئيس. فبالرغم من أن الجنود الأمريكيين الذين يشاركون في القتال ضد العراق هم الذين يواجهون الخطر في ارض المعركة، إلا أنه طلب منهم الدعاء من اجل رئيسهم (جورج بوش). حيث وزعت كتيبات علي آلاف من رجال مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تحمل عنوان (واجب المسيحي)، وتحتوي علي أدعية كما تحتوي علي جزء يتم نزعه من الكتيب لإرساله بالبريد إلى البيت الأبيض، ليثبت أن الجندي الذي أرسله كان يدعو من أجل (بوش). وطبقاً لأحد الصحفيين المرافقين للقوات الغازية فان هذا الجزء يقول:"لقد صليت من أجلك ومن اجل عائلتك وموظفيك وجنودنا في هذه الأوقات التي تسودها حالة عدم اليقين والإضطراب. ليكن سلام الله دليلك". ويقدم الكتيب الذي وضعته جماعة تسمى (ان توتش منيستريز) صلوات يومية من اجل الرئيس الأمريكي. وتقول صلاة يوم الأحد: "ادع من أن يلجأ الرئيس ومستشاروه إلى الله وحكمته كل يوم ولا يعتمدون علي فهمهم الخاص". أما صلاة الاثنين فتقول: "ادع أن يكون الرئيس ومستشاروه أقوياء وشجعاناً لعمل الصواب بغض النظر عن النقاد"(4).
(1) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة - احمد حجازي السقا ص126
(2)
عالم بوش السري ـ اريك لوران ـ ترجمة سوزان قازان ص19
(3)
جريدة الخليج - 11ـ3ـ2003 عدد 8696
(4)
جريدة الخليج الأحد 30/ 3/2003م عدد 8715