الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصة تنظيم القاعدة
في كتابه (باسم أسامة بن لادن) يعرض الكاتب الفرنسي (رولان جاكار)، مدير المرصد الدولي للإرهاب (باريس) والخبير في الإرهاب لدى مجلس الأمن، للعلاقة بين عائلة ابن لادن الثرية، والعائلة الملكية في السعودية، حيث يناقش المؤلف ما يشاع عن مشاريع البناء الضخمة، التي تولت عائلة ابن لادن تنفيذها في السعودية ومنها عمارات قطنها فيما بعد أفراد القوات الأميركية المتمركزة في السعودية، كتلك التي استهدفها انفجار الخبر .. وبطريقة غير مباشرة يضع صلة بين المنشآت التي أنجزتها عائلة ابن لادن والانفجارات التي اتهم فيها أسامة ابن لادن، والتي استهدفت بعضا منها .. ثم يتحدث عن تنامي مؤسسات عائلة ابن لادن المالية والاقتصادية في أوروبا (1).
أما عن الظروف التي تم بها إنشاء تنظيم القاعدة، والدور الأمريكي في ذلك، "فيكشف) بول. إل. ويليامس) في كتابه (القاعدة .. الإخوة الإرهابيون) عن اليد الأمريكية في تشكيل ما سمي حينها بـ (مكتب الخدمات) عام 1979م، وهو الجهة التي تطوّرت فيما بعد لتحمل اسم (القاعدة) عام 1988م (2). "ولكن مسار بن لادن الجهادي بدأ في العام 1980م، عندما كلفه (الأمير تركي الفيصل)(مدير المخابرات السعودية) بتنظيم مهمات (الأفغان العرب)، الذين كانوا يعبرون آنذاك عبر جدة إلى بيشاور (باكستان) للالتحاق بأفغانستان، حيث أصبح ابن لادن حجر الأساس في شبكة تجنيد وتدريب المجاهدين" (3).
وفي عام 1984م انتقل ابن لادن إلى باكستان حيث بدأ تنظيم الجهاد في أفغانستان من خلال الاتصال بزعماء المجاهدين، حيث "كان تنظيم القاعدة هو القيادة التي وضعت تحت تصرفها كل إمكانيات التكنولوجيا الأمريكية، وكل مقدرة العسكرية الباكستانية، وكل كرم التبرعات الخليجية والسعودية -صندوق دوار فيه
(1) باسم أسامة بن لادن: رولان جاكار - الناشر Paris، Jean Picollec éditeur - ط1 2001 - خدمة كامبردج بوك ريفيوز- الجزيرة نت
(2)
القاعدة .. الإخوة الإرهابيون -المؤلف: بول. إل. ويليامس - ط1 2002 - الناشر: ألفا بوكس، بيرسون أديوكيشينال - كامبردج بوك ريفيو- الجزيرة نت
(3)
باسم أسامة بن لادن: رولان جاكار - خدمة كامبردج بوك ريفيوز
دائماً (500 مليون دولار) - وكل نشاط التسليح والتجنيد المصري والسوري والمغربي وحتى الفلسطيني، بما وصل مجموعه الكلي على مساحة خمس سنوات إلى قرابة خمسين ألف شاب مسلم، نصفهم من العرب بينهم ستة آلاف مصري على أرجح التقديرات، وقد درب هؤلاء جميعاً بكل جد وشحنوا بطاقة إيمان مشبوبة بالنار" (1).
وبحلول عام 1985م أدرك ابن لادن نطاق المقاومة وبعدها الدولي، فبدأ بالانفتاح على المنظمات الإسلامية المتشددة في العالم للحصول على دعمها، واتصل بأصوليين مصريين وجزائريين، وأنشأ تنظيمه الخاص (القاعدة) الذي تولى نشاطات عدة منها تجنيد المقاتلين وإيصالهم إلى أفغانستان، حيث استقر عندئذ نهائياً في شرقي أفغانستان، وأخذ على عاتقه الأعباء المالية لعمل مخيمات للمجاهدين، بعد الانسحاب السوفيتي (1989م)، مستخدماً ثروته الشخصية، والتبرعات القادمة من المملكة العربية السعودية، والأموال التي تدفعها حكومات دول في الشرق الأوسط، تضاف إلى ذلك الأموال القادمة من تجارة الهيروين الذي ينتج في أفغانستان، كما يزعم بعض الكتاب الغربيين (2).
ولكن عندما انتهت الحرب الباردة، ورفعت الولايات المتحدة يدها عن الحرب الخفيفة في أفغانستان، وكفت المخابرات المركزية الأمريكية عن التخطيط للمعركة ضد الإلحاد الشيوعي، أصبح الاستمرار الأمريكي والعربي الرسمي غير مبرر، وغير مطلوب وبالتالي وقع الانسحاب (3). ففي عام 1990م، وبطلب من الأميركيين أوقفت السعودية دعمها للأفغان العرب واضعة بالتالي (نهاية لمهمة أسامة بن لادن الرسمية). وبعد عودة هذا الأخير إلى الرياض، حاول إقناع العائلة الملكية بضرورة مواصلة مساعدة المجاهدين في أفغانستان لكن بدون جدوى .. فشعر بالخيانة، وبدأ بعدها معارضته للسلطة والتحالف سراً مع معارضي العائلة الحاكمة في الخارج .. فكان أن انشق عن النظام وأخذ على عاتقه، دعم المجاهدين الأفغان رغم معارضة العائلة الملكية وواشنطن .. وزادت خلافاته مع العائلة الحاكمة إثر حرب الخليج، حيث ندد بوجود قوات غربية في الأراضي المقدسة، وغادر السعودية في 1991م واستقر
(1) من نيويورك إلى كابول- محمد حسنين هيكل ص130
(2)
القاعدة .. الإخوة الإرهابيون -المؤلف: بول. إل. ويليامس - كامبردج بوك ريفيو
(3)
من نيويورك إلى كابول- محمد حسنين هيكل ص130