الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الحين الذي يبدو ابن لادن خارجاً عن سياق كثير من المؤسسات الدينية التي أعلنت أن هذا ليس من الإسلام، وأن القرآن يحض على التسامح والخير، بدا بوش أيضاً كذلك، فالطوائف المسيحية الرئيسة كلها (باستثناء حزام التوراة الجنوبي) أعلنت موقفاً ضد الحرب، عبر عنه موقف البابا (يوحنا بولس الثاني) الذي عاد إلى مانوية بوش معكوسةً معتبراً أن "الخيار بين السلام والحرب هو خيار بين الخير والشر"(1).
ويغذي الأصولية الأولى، شيوخ (رجال دين) من أمثال (الملا محمد عمر)، و (أسامة بن لادن)، و (أبو حفص المصري)، ويغذي الأصولية الثانية قساوسة (وهم رجال دين أيضا)، من أمثال (بات روبرتسون) و (جيري فولويل)، و (ديك تشيني)!!!
…
نعم، ديك تشيني، الملتزم حد التعصب بما يعتقد، والمؤمن بضرورة العنف للوصول إلى (الأرماجيدون)، في سبيل بعث المسيح مرة أخرى!! (ديك تشيني)، ونتيجة لأي حادث صدفة محتمل، قد يصبح رئيساً دستورياً للقوة الأعظم في العالم، وحينها، فإن (الله) وحده فقط يعلم ماذا يمكن لرجل مثله "يؤمن بخلاص العالم وراحة البشر؟، من خلال تدمير هذا العالم وقتل هؤلاء البشر! " أن يفعل، وطرف سبابته بعيد عن كبسة الزر النووي بضعة إنشاءات لا أكثر!! بلا مبالغة
…
أعتقد أن العالم تحت رحمة مجانين! " (2).
حذارِ الحرب الصليبية الجديدة
كتب الاستاذ القدير / جورج حاوي مقالاً رائعاً في صحيفة السفير بتاريخ 15 سبتمبر 2001 بعنوان (حذار الحرب الصليبية الجديدة) تعليقاً على احداث 11 سبتمبر، جاء فيه: "نبدأ بالاستنكار، بل بالإدانة! ونستطرد بتقديم التعازي الحارة إلى أُسر الضحايا، والى الشعب الأميركي المنكوب، والمجروح في كرامته الوطنية وفي كبريائه!. ونعلن رفضنا للإرهاب بكل صوره وأشكاله، ولكل الأعمال الإجرامية التي تطال مواطنين مدنيين عزّلاً وأبرياء
…
في كل زمان ومكان. فليس هكذا تحارَب
(1) الرجال الثلاثة .. والطريق إلى العراق! (الشبكة الإسلامية) معتز الخطيب * كاتب وباحث سوري
(2)
الحرب العالمية الأخيرة -ما الفرق بين تنظيم القاعدة وطاقم الإدارة الأمريكية- بقلم مالك عثامنة- جريدة المرايا الالكترونية.
الامبريالية، ولا هكذا يمكن التصدي (للنظام العالمي الجديد) ولهجمته الهمجية ضد شعوب الأرض، وبلدان العالم. فمثل هذه الأعمال تخدم عتاة هذا النظام، إلى درجة تسمح باتهام هذه القوى الأكثر رجعية في التاريخ، بأنها، هي، وليس سواها، وراء مثل هذه الجرائم البشعة، أكان ذلك مباشرة، أم بصورة غير مباشرة.
ونوعية العنف بالذات تشير إلى انه عنف (أميركي) واخلاقيات أميركية، وأسلوب أميركي، أكان ذلك بفعل اختراق خطير في أعلى درجات القرار في الأجهزة الأميركية، أم بفعل عصابات وميليشيات الإجرام الداخلي، أم وحتى من قبل قوى نقيضة انتقلت اليها عدوى النظام، وعقلية النظام، وأساليبه الاجرامية. أوَلَمْ تصدر في أميركا عشرات الأفلام الشبيهة بما جرى؟ بل مئات لعب الأطفال على الكومبيوتر (والبلاي ستايشن) فيها أعنف مما جرى على الأرض!.
فعندما يصبح العنف المطلق وسيلة لتسلية الأطفال، هل نستغرب حصول مثله على أرض الواقع؟ إنه مجتمع العنف المطلق، والمتحرر من أي قيد أخلاقي أو رادع ضميري، أو قيم دينية أو إنسانية. عنف العولمة الذي يسحق شعوب الأرض كما يسحق الإنسانُ نملة أو صرصاراً أو وكر نمل. أوَلم نجد نماذج لهذا العنف حيال العراق، وليبيا، وفلسطين ولبنان
…
وحيال غرينادا ونيكاراغوا وكوبا ويوغوسلافيا وكوسوفو
…
عبثاً نحارب الإرهاب أن لم نقلع عن نهج إرهاب الدولة (ونموذج ممارسته في تصرف حكام أميركا وحلفهم الأطلسي وأعوانهم الصهاينة)، وعن (عقلية الإرهاب)، و (ثقافة الإرهاب) و (حضارة الإرهاب).
أما بعد،
فقد أعلنت أميركا الحرب!. وبدأت تفتش عن الضحية، أو عن الضحايا: إنه تارة أسامة بن لادن، والطالبان، وطوراً العراق أو ليبيا. وتسارع إسرائيل إلى القفز على المناسبة، فتحشر اسم سوريا، وحزب الله، والفلسطينيين
…
ويذهب شارون إلى أقصى الوقاحة ويحدد الهدف: السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات!. وتسارع الأنظمة، أنظمة الخوف والذعر والإرهاب والقمع
…
ليحشر كل واحد منها اسم عدوه
الداخلي
…
أو نقيضه. وتتحدد معالم هذا العدو الذي سيشن هذا (التحالف المقدس) حرب الإبادة ضده: إنه الإسلام، والعروبة، وحركات التحرر. وباختصار: انه (الحرية)!.
إننا على أبواب شن حرب صليبية جديدة، تقرع لها الطبول، وتحشد لها الأساطيل بحراً وجواً، ويجري نقل الجيوش براً في كل مكان. والعالم أمام مرحلة سوداء، من قمع الحريات، بحجة تدابير الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث ستداس البقية الباقية من حقوق الإنسان، وكرامة المواطن، وسط سُعار نار العنصرية ضد (الغرباء) من رعايا دول الغرب بالذات: الجاليات العربية والإسلامية. إنها (الحروب الصليبية الجديدة) وسيلة نشر (النظام العالمي الجديد). ونتائجها ستكون بداية الإرهاب الحقيقي المعمم، وليس نهاية الإرهاب. حذار، وألف حذار قرع طبول الحرب الصليبية الجديدة. فلنقف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب، ندين معاً ما تم في نيويورك وواشنطن، ونبحث معاً عن سبل حقيقية لمعاقبة مسببيه، ومفتعليه، والمجرمين الذين نفذوه. ولنبحث عن سياسة جديدة لاستئصال الإرهاب.
ونحن، ضحايا الإرهاب، أَولى من سوانا بمواجهة الإرهاب. ندين الإجرام بشدة، نعم! ولكن لا نرتعب أمام هجمة الثور المجروح، الباحث عن تغطية عجزه الداخلي بانتقام جهنمي من شعوب العالم. نواجه، نقاوم الإرهاب القادم من الغرب متمسكين بثقافتنا وحضارتنا، وتعاليم أدياننا السماوية ومبادئنا الإنسانية. حضارتنا
…
نعم حضارتنا، وقيمنا العربية، والإسلامية، والمسيحية المشرقية، تلك التي وقفت في وجه الغزوة الصليبية السابقة وأحبطت أهدافها، وستقف صفاً واحداً في وجه الهجمة الصليبية التلمودية الجديدة، وتحبط هدفها! " (1).
(1) جورج حاوى- صحيفة السفير -15 أيلول - سبتمبر 2001